يولاند نيلبي بي سي نيوز-القاهرةطالب المتظاهرون بتحسين ظروف العملتتواصل الاحتجاجات في مصر في شكل موجة من الإضرابات العمالية في مختلف أنحاء البلاد.وقد تظاهر المئات من العاملين في وسائل النقل العامة
خارج مبنى الإذاعة والتلفزيون مطالبين بأجور أعلى وأوضاع عمل أفضل.

ويقول أحمد سعد، وهو مهندس ميكانيكي، إن "مرتبات الجميع هنا تتراوح بين 400 إلى 600 جنيه مصري"، أي ما يعادل ما بين 70 إلى 100 دولار.

ويضيف سعد إن "إيجار منزلي فقط يبلغ 350 جنيها، كيف يمكنني شراء الطعام؟ كيف يمكنني شراء الدواء؟".

ويعلق فرحات إبراهيم قائلا "الفساد مستشر بشدة، ولهذا فان مرتباتنا منخفضة، ومن العسير علينا الانفاق على عائلاتنا".

وبالقرب من مظاهرة عمال النقل، تظاهر المئات من العاملين في احدى المصالح الحكومية في ميدان التحرير مرددين نفس الشكاوى.

وقد أمر البنك المركزي المصري البنوك التجارية بالبقاء مغلقة، وذلك بعد إضراب نفذه العاملون في البنك الوطني وهو أكبر البنوك الحكومية.

كما شهدت الأيام القليلة الماضية أضرابات أخرى نفذها العاملون في مجالات الصحة والنفط والسياحة وقطاع الغزل والنسيج.

ويقول كمال عباس الناشط النقابي "السؤال اليوم ليس: من الذي يضرب؟ بل السؤال هو: من الذي لا يضرب؟".

ويضيف عباس أن نجاح الثورة "منح كل شخص الثقة في أن يضرب"، معربا عن اعتقاده أن المصريين قد اكتشفوا "حجم الفساد" في بلادهم.

وتبذل الآن جهود لتوحيد المجموعات العمالية المختلفة في هيئة واحدة للتفاوض مع الحكومة العسكرية الجديدة، بعد أن كانت النقابات محظورة من قبل.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد حث قادة العمال على الغاء خططهم للإضراب عن العمل.

وأشار المتحدث باسم المجلس في كلمة إلى "الأثر السلبي" الذي يمكن أن تحدثه الاضرابات على أمن البلاد.

كما شدد مسؤولون آخرون على أن استعادة الاستقرار الاقتصادي تعتبر أولوية في المرحلة الحالية، متعهدين بتلبية مطالب المتظاهرين بتقليل الفوارق الاجتماعية.

وتشير التقديرات إلى أن 40 في المئة من المصريين، البالغ عددهم 80 مليون، يعيشون تحت أو بالقرب من خط الفقر وهو دولاران في اليوم.

ويقول وزير المالية المصري سمير رضوان إن أيام المظاهرات الـ18 التي انتهت بتنحية الرئيس السابق حسني مبارك قد الحقت "اضرارا كبيرة" بالاقتصاد المصري.

ويضيف رضوان أن حوالي 1.2 مليون سائح غادروا البلاد خلال تلك الفترة وأن توقعات النمو للعام الحالي قد انخفضت من 6 في المئة إلى ما بين 3.5 و4 في المئة.