السواك بين الطب و الإسلام


الهدي النبوي في السواك :

عن أبي هريرة رضي الله عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على
أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ـ و في رواية ـ عند كل وضوء " رواه الشيخان . و عن
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " عليك
بالسواك فإنه مطهرة للفم و مرضات للرب : رواه البيهقي ورواه البخاري عن عائشة بلفظ
: " السواك مطهرة للفم مرضات للرب " ورواه ابن ماجة عن أبي أمامة رضي الله عنه .

فقه السواك :

قال النووي : السواك سنة و ليس بواجب في حال من الأحوال بإجماع من يعتد به في
الإجماع "

قال ابن القيم : " يستحب السواك للمفطر و الصائم و في كل وقت لعموم الأحاديث
الواردة فيه و لحاجة الصائم إليه ، و لأنه مرضاة للرب ، و مرضاته مطلوبة في الصوم
أشدّ من طلبها في الفطر و لأنه مطهرة للرب و الطهور للصائم من أفضل أعماله "(2).



الإستياك و نظافة الفم و أثرها على الصحة العامة :

إن الفم بحكم موقعه كمدخل للطعام و الشراب ، و باتصاله بالعالم الخارجي ، يصبح
مضيفة لكثير من الجراثيم ،و التي نسميها " الزمرة الجرثومية الفموية " و منها
المكورات العنقوية و العقدية و الرئوية ،و العصيات اللبنية و العصيات الخناقة
الكاذبة ، و الملتويات الفوهية و الفنسانية و غيرها .

هذه الجراثيم تكون بحالة عاطلة عند الشخص السليم و متعايشة معه ، لكنها تنقلب ممرضة
مؤذية إذا بقيت ضمن الفم ،و بين الأسنان ، فضلات الطعام و الشرب . فإن هذه الجراثيم
تعمل على تفسخها و تخمرها ، و تنشا عنها روائح كريهة ، و هذه المواد تؤذي الأسنان
كذلك محدثة فيها النخور أو إلى تراكم الأملاح حول الأسنان محدثة فيها ( القلح ) أو
إلى التهاب اللثة و تقيحها . كما يمكن لهذه الجراثيم أن تنتقل بعيداً في أرجاء
البدن محدثة التهابات مختلفة كالتهاب المعدة أو الجيوب أو القصبات ، و قد تحدث
خراجات في مناطق مختلفة من الجسم(3) و قد تؤدي إلى انسمام الدم أو تجرثمه وما ينجم
عن ذلك من أمراض حمَّوية عامة .

و أهم ما يجب العناية به الفم الأسنان . فلأسنان وظائفها الهامة ،و لأمراضها أثر
كبير على الصحة العامة ، هنا يأتي دور السِّواك ، الذي له أهميته القصوى في تخفيف
البلاء الناجم عنها . فاللعاب الراكد يحتوي على أملاح بصورة مركزة ، فإذا وجد سطحاً
بعيداً عن حركات التنظيف الطبيعية كحركة اللسان ، أو الاصطناعية كالسواك ، فإن هذه
الأملاح تترسب ، و خاصة في الشق اللثوي شيئاً فشيئاً مكونة ما يسمى باللويحات
السنية .

و عنئذ تفعل الجراثيم فعلها متفاعلة مع بقايا الطعام و خاصة السكرية الموجودة في
الفم مكونة أحماضاً عضوية تقوم بإذابة المينا ثم العاج و يتسع النخر مع استمرار
إهمال نظافة الفم .



المسواك :

أصح ما ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه و سلم أستاك بسواك من أراك . و شجرة
الأراك من الفصيلة الأركية و هي شجرة دائمة الخضرة تنموا في المناطق الحارة في عسير
و جيزان من الراضي السعودية و في مصر و السودان و في غور الساعاد ( قرب القدس ) و
في اليمن و جنوب أفريقيا و الهند .لها ثمر عند تمام نضجه ، حلو الطعم ، حاذق ، يمكن
أن يؤكل ،يؤخذ السواك من جذورها و من أغصانها الصغيرة.



إعجاز السنة النبوية في السواك :



و قد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961) (4) مقالاً
للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه : قرأت عن السِّواك
الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم ، و قد عرض للأمر
بشكل ساخر ، اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من
الخشب في القرن العشرين . و فكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة
علمية ؟

و جاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان
عدداً من تلك الأعواد الخشبية .

و فوراً بدأت أبحاثي عليها ، فسحقتها و بللتها ، ووضعت المسحوق المبلل على مزارع
الجراثيم ، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين .... و إذا كان
الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فلقد استخدم المسلمون السواك منذ
أكثر من 14 قرناً

و لعل إلقاء نظرة على التركيب الكيمائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار
النبوي الكريم ، و الذي هو في أصله ،وحي يوحى :

و تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على العفص
بنسبة كبيرة و هي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ن قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة و
تقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي السنجرين Sinnigrin ذات رائحة حادة و طعم
حراق تساعد على الفتك بالجراثيم .(5)

و أكد الفحص المجهري لمقاطع المسواك وجود بلورات السيليكا و حماضات الكلس و التي
تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ و القلح عن الأسنان .و أكد د. طارق
الخوري(6) وجود الكلورايد مع السيليكا و هي مواد تزيد بياض الأسنان ، و على وجود
مادة صمغية تغطي الميناء و تحمي الأسنان من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج و ثري
ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة و على نموها السليم ، كما تبين وجود مادة
كبريتية تمنع التسوس.




الرضاع




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) متفق عليه
أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت حديثا وجود أجسام في لبن الأم المرضعة الذي يترتب
على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيع بعد جرعات تتراوح من ثلاث إلى خمس
جرعات .... وهذه هي الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسام المناعية في جسم الإنسان , حتى
في حيوانات التجارب المولودة حديثا والتي لم يكتمل نمو الجهاز المناعي عندها ....
فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة من اللبن الذي ترضعه
, وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفات الوراثية . ولقد
وجد أن تكون هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عند الإخوة في
حالة الزواج . ومن هنا نجد الحكمة في هذا الحديث الشريف الذي نحن بصدده في تحريمة
زواج الإخوة من الرضاع والذي حدد الرضعات بخمس رضعات مشبعات
المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد
إن القرابة من الرضاعة تثبت وتنتقل في النسل . والسبب الوراثة ونقل الجينات , أي أن
قرابة الرضاعة سببها انتقال جينات ( عوامل وراثية ) من حليب الأم واختراقها لخلايا
الرضيع واندماجها مع سلسلة الجينات عند الرضيع يساعد على هذه النظرية أن حليب الأم
يحتوي على أكثر من نوع الخلايا ومعلوم أن المصدر الطبيعي للجينات البشرية هو نواة
الخلايا
DNA
كما يحتمل أن الجهاز الوراثي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة لأنه غير ناضج ,
حاله حال عدة أجهزة في الجسم , لا يتم نضجها إلا بعد أشهر وسنوات من الولادة وإذا
صح تفسير قرابة الرضاعة بهذه النظرية فإن لها تطبيقات في غاية الأهمية والخطورة
المصدر " العلوم في القرآن " د : محمد جميل الحبّال