قال الصحفي ابراهيم عيسى في حلقة من برنامج ''واحد من الناس'' مع عمرو الليثي إنه بالعمليات الحسابية يلزم لمن يملك مليار جنيه ويريد أن ينفقه أن ينفق عشرة آلاف جنيه كل يوم ولمدة 257 سنة.

وفي نفس الاطار تأتي هذه القصة التي تبين الفارق بين المليارديرات عندنا - من أصحاب الثروات المنهوبة والمسلوبة - وأصحاب المليارات الحقيقيين في أمريكا.اجتمع 40 مليارديرا أمريكيا بمبادرة من "بيل جيتس" و"وران بافيت" اللذين يتصدران قائمة الأغنى فى أمريكا، وتعهدوا بالتبرع بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية، وخاصة فى ميادين محاربة الفقر والجوع والمرض فى الدول الأكثر حاجة فى العالم، بعد أن تبين لهم أن تبرعات العقود الماضية لم يكن يخصص منها سوى الفتات لأصحاب الحاجة، لأنها كانت تصرف على إنشاء الجامعات والمعاهد والاكتشافات الطبية والعلمية والجغرافية وغيرها.

وقال الملياردير بافيت إنه اقتنع بوجهة نظر سيدة قالت له إنه على كل ثرى الجلوس مع نفسه ووضع ورقة وقلم وحساب ما يحتاج إليه الآن من
مال، وما يجب أن يتركه لأبنائه من بعده، وخصم المبلغ من إجمالى ثروته والتصرف فيه بالطريقة الأكثر فائدة للبشرية.

وأضاف أنه من الطبيعى أن يشعر أى إنسان بالسعادة عند تحقيق ثروة ما، ولكنه الآن يشعر أكبر وهو يصرف هذا المال فى سبيل الأغراض النبيلة، ويقول إنه سافر إلى الهند واجتمع بأكبر أثريائها فى محاولة لحثهم على التبرع بسخاء أكبر لمحاربة الفقر والانضمام لمشروعهم الخيرى الذى يهدف لجمع 600 مليار دولار للصرف على محاربة الفقر والجهل والمرض، وأن صديقه الملياردير الآخر جيتس سافر إلى لندن،

واجتمع هناك بأثرياء بريطانيا للهدف نفسه، كما يخططان للذهاب معا إلى الصين للاجتماع بمليونيراتها لإقناعهم بالغرض ذاته.ويضيف بافيت أنه أجرى شخصياً 70 مكالمة هاتفية مع كبار أثرياء أمريكا طالبا منهم الوقوف معه، وأن كثيرين منهم غيروا وصاياهم لمصلحة المشروع الخيرى العالمى، ويقول بافيت إنه لو تبرع كل ملياردير بـ 50% من ثروته للأعمال الخيرية لتجمعت لدينا المليارات، ولكن لو تبرع كل مليونير فى العالم بـ 50% من ثروته لتجمعت لدينا للغرض نفسه تريليونات الدولارات.

وقال بيل جيتس إنه لن يترك كامل ثروته لأطفاله الثلاثة، وأنه غير مهتم باستخدام ملياراته لخلق "سلاسة بيل جيتس" بل ينوى التخلى عن الثروة لأعمال خيرية، فليس من الحكمة إعطاء كل هذا المال لأطفالى، فهذا ليس عملاً جيداً لا لهم ولا للمجتمع، وستسبب فى إفسادهم! علماً بأن جيتس تبرع حتى الآن بـ 18 مليار دولار من ثروته لتلقيح عشرات ملايين الأطفال فى الدول الفقيرة، وعمله هذا منع حوالى 5 ملايين حالة وفاة، فى الوقت نفسه الذى لقح فيه أثرياؤنا الملايين ممن طاب لهم، كما خرب فيه غيرهم من "علماء الأمة" عقول ملايين آخرين من العرب والمسلمين بالفكر الهدام والضال، وتسببوا فى حروب دموية عبثية فى الخليج وأفغانستان والشيشان والجزائر واليمن والعراق.

تصوروا لو تبرع كل مليونير في مصر بنصف ثروته للفقراء والمحتاجين..كيف كان يمكن أن يكون وجه الحياة في بلدنا؟!