بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ آلاف السنين الإنسان يُعمر هذي الأرض و يبحث عن سبُل التقدم في العلم و السعي لتسهيل الحياة و توفير الرخاء للإنسان .
بفضل الله ثم الإنسان وصلنا إلى ما نحن إليه , ولكن ليس كل إنسان , إنما المجتهدين منهم, الطموحين لتحقيق النجاحات و تغيير شيئاً من ما هو حولهم , أنهم الناجحون .
الناجحون الذين بذلوا الغالي و النفيس لخدمة البشرية , لم يكن طريقهم مفروش بالزهور بل كان مليء بالأشواك, ولم يطلبون العُلى بالتمني إنما حققوها بصبرهم و رغبتهم المشتعلة.
الناجح لا يعني أنه شخص ذكي أو عبقري أنما هو شخص يمتلك ثلاث: التخطيط و الاجتهاد و الصبر
التخطيط: هو رسم الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى الهدف .
الاجتهاد: هو العمل على تطوير النفس و إعداد زاد الطريق و إشعال الرغبة لتحقيق النجاح.
الصبر: و هي أهم صفه يحتاجها الإنسان لتحقيق أهدافه وهو الصبر على المعوقات و الصعوبات.
الناجحون يمشون في طريق الطويل المؤدي إلى الهدف, يمروا على محطتين , أُولى المحطات أسمها الاجتهاد و المحطة التالية أسمها الصبر من ثم يصلوا إلى مدينة النجاح .
لماذا الاجتهاد في المحطة الأولى ؟ لان فيها الشخص يبذل الجهد في تطوير نفسه ويعد فيها للطريق ويشعل في داخلة الرغبة لتحقيق أمر ما.
ولماذا المحطة الثانية الصبر؟ لان فيها يواجه الصعوبات الكبرى .
من أكبر الصعوبات التي تواجه الناجح في محطة الصبر التقائه بأُناس يُسمون بـ "المثبطين" و أنا سميتهم بـ"قطاع طرق" لأنهم يقطعون طرق النجاح, وهم ليس لهم انجازات في الحياة ولا هدف يسعون لتحقيقه , فقط يجلسون جنب الطرقات ينتظرون المارين ليثبطونهم و يسرقوا أحلام الذين مُلئه حياتهم بالتفاؤل.
وفي هذا الاختبار الحقيقي للمرء , أن كان يستحق النجاح فلن يلتفت إليهم وإلى ما يقولون و إن ألتفت إليهم فيستحق ما سوف يحلق به من الفشل , و النجاح لا يرضى بضعاف النفوس.
تجاهل ولا ترد على أصوات السلبيين و أترك صوتهم صدى لهم , و أسمع أصوات الجميلة أصوات الإيجابيون فهم الريح التي تأتيك من الخلف لتدفعك بسرعة أكبر إلى الأمام وتثبتك, أتفق معك بأن صوت المثبطين السلبيين أعلى و تأثيرها أكبر و أنك لا تستطيع منع أذنك من سماع أصواتهم ولكنك تستطيع أن لا تنصت لهم و تنصت للأصوات التي تساهم في تحقيق أهدافك.
حفاظاً لأحلامك و طموحاتك تجنبهم, والجلوس مع مجموعة خشابات خير من الجلوس مع المثبطين السلبيين ,
ان الخشابات لا تنفع ولا تضر , والمثبطين يضروا ولا ينفعوا.
قرأت في السابق قصة جميلة , فيها حكمة عظيمة , ذات يوم رأى فلّاح عصفور مستلقياً على ظهره في منتصف الحقل ,فتوقف الفلاح من الحرث ونظر إلى العصفور الصغير وسأله: لماذا أنت مستلقياً على ظهرك؟
فأجابه الطائر الصغير: سمعت أن السماء ستسقط اليوم!!
ضحك الفلاح و قال: وتظن أن رجليك الصغيرتين النحيفتين سترد السماء عن السقوط؟
فأجابه العصفور: على كل منا بذل ما بوسعه.
أعمل ما في وسعك و لا تجعل كلمات العاجزين " لا تستطيع , لا تعرف , أنت غير أهل لهذا ..والخ" أن تؤثر فيك , و أمضي في الحياة , وقل لهم أن رقابكم سوف تؤلمكم و أنتم تنظرون إليه وانا في الأعلى فوق القمة.
صمويل جونسون: "الثقة بالنفس أول مستلزمات الأعمال العظيمة"
الكاتب: راشد خليفة المزروعي