جاءنا التساؤل التالي:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهأنا مهندسة مدنية أعمل بمكتب استشاري و تخرجت من كلية الهندسة في 2006...كانت لدي في الكلية بعض النشاطات الخاصة بتنمية الموارد البشرية و التحقت بدورات في هذا المجال و لكنها دورات للطلبة فقط و ليست متخصصة....و بعد عام ونصف على عملي في مجال الهندسة المدنية لم أستطع أن أشعر أني أحقق أي تقدم أو أشعر بتحقيق ذاتي في هذا المجال بالرغم أيضا من أنني حاولت تطوير نفسي و التحقت بعدة دورات في مجال عملي....و لكن أشعر أنني أستطيع أن أكون أفضل بكثير و أن أعمل بدافع قوي و حماس في المجال الذي أحبه و هو تنمية الموارد اليشرية...و أسألكم النصيحة و المشورة و طبعا الأرزاق على الله...أنا أفكر جديا في تأهيل نفسي للالتحاق بوظيفة في مجال الموارد البشرية...ماهي الخطوة الأولي لتغيير مجال عملي...ما هي الدورات التي يمكنني البدء في دراستها و يكنها أن تؤهلني لوظيفة في هذا المجال؟....أدرك خطورة المجازفة بمستقبلي المهني كمهندسة....و خاصة أن مجال الهندسة في ازدهار عندنا في دبي...و المهندسين في أفضل الأوضاع...و لكن عطائي توقف و لا أرى أي طموح لنفسي في هذا المجال.....فكرة تغيير الوظيفة تراودني مرة كل شهر....أسفة على الإطالة.....في انتظار الرد....شكرا جزيلا

وكان ردنا كالتالي:

سيدتي الفاضلة:

أولا اعتذر بشدة عن التأخير في الرد فكمية الرسائل التي تصلنا يوميا كبيرة جدا ونحن نولي عناية شديدة بالتأني في الرد على تساؤلات أعضائنا الكرام وذلك نظرا لاعتزازنا بهم ولرغبتنا في مساعدتهم مساعدة فاعلة.
بالنسبة لسؤالك، فدعينا نعترف ان المشكلة التي تواجهينها هي ليست مشكلتك بمفردك ولكنها مشكلة عامة يعاني منها الكثيرين حيث يلجأ لمجال معين للدراسة ومن ثم يتخرج ويعمل في مجال دراسته وما يلبث أن يكتشف انه يهوى مجال أخر وأنه لا يستطيع الاستمرار في هذا المجال .. ولكن يا اختاه دعيني أضرب لكي مثلا بي فأنا أيضا أعمل في مجال الشبكات وتصميم مواقع الانترنت ولكن في نفس الوقت أهوى وبشدة مجال الموارد البشرية لأهميته بنظري ولما لهذا المجال من شهوة داخلية عندي لا أجد لها تفسيرا علميا قدر ما أجد فيه راحة نفسية وجاذبية عقليه تجاهه فماذا فعلت في هذه المشكلة. أنا لم ألجأ الى ترك مجال عملي الأصلي لسببين أولا لأنه مجال رزقي أولا وأخيرا وهو المجال الذي أخذ من عمري سنوات طوال لإحترافه ولا ينبغي على اي انسان عاقل ان يهدر كل هذا الوقت ليبدأ من جديد والسبب الثاني أن أي مجال عمل استطيع ان احقق فيه مبادئ علوم التنمية البشرية فمهما كانت الوظيفة أستطيع أن أحولها الى وظيفة تنمية موارد بشرية حتى ولو كان المورد الوحيد هو أنا، ولكني لم أتوقف عند هذا الحد فلقد بدأت أبحث عن وظيفة أخرى بالموارد البشرية الى أن وفقني الله في الجمع بين الوظيفتين في نفس المؤسسة التي أعمل بها حيث أخذت على عاتقي مهمة العمل كمسئول شبكات ومسئول موارد بشرية في نفس الوقت ولي حتى الآن حوالي أربعة شهور وأنتقل بفضل الله من نجاح الى نجاح
أخيراً: هذه التجربة ليست مثالا نهائيا فلكل فرد القدرة على ابداع نظم واساليب مختلفة للتوفيق بين مجال عمله الحالي وما يهوى أن يعمله فقد يوفقه الله في الوصول الى حل يجمع ويربط بين الإثنين فيستريح البال ويرضى العقل
والله ولي التوفيق
وجزاك الله خيرا،،،