[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]




ا




الادارة فى سطور (5)... كيف تقهر ضغوط العمل؟2














هل سرت من قبل على أحد الطرق لترى على جانب الطريق علامة تحذير من مطب اصطناعي؟ أو من منحدر صخريٍ أو منحنى في الطريق؟ بالطبع قد رأيت تلك العلامات من قبل، وعلى نفس المنوال، يجود علينا التوتر وضغوطات العمل بتلك العلامات التحذيرية، من حين لآخر، وكأنها تطرق على أبوابنا معلمة لنا عن احتمالية الإصابة بتلك الضغوطات، ومن أهم تلك العلامات ما يلي:
1. ارتفاع صوت ضربات القلب.
2. الصداع الشديد.
3. الغضب والاستثارة، ورد الفعل العدواني لأتفه الأسباب.
4. الإحباط والتشاؤم وفقدان الأمل في حل المشكلات.
5. فقدان الشهية عند البعض، وربما يحدث العكس عند البعض الآخر فيفرط في تناول الطعام.
6. الأرق الشديد واضطرابات في النوم.
7. أوجاع بالرقبة والظهر.
من يقود السفينة؟
وحينما تحوطك تلك الضغوطات من كل جانب، يكون لزامًا عليك أن تحدد بدقة: من الذي يقود السفينة؟ أنت أم الضغوطات؟ هل نداء العقل أم أعراض القلق والتوتر؟ وإليك قصة تحكي عن رجل يُدعى (ويليام) ترك قيادة سفينة حياته للضغوطات، فانظر ماذا فعلت به؟
فقد حدث اصطدام لسيارة (ويليام) وهي واقفة في مكانها، حادثة بسيطة وتلف محدود لسيارته، وتقدمت سائقة السيارة الأخرى باعتذارها، وقالت أنها ستدفع قيمة التلفيات، إلا أن أحدًا لم يشهد الحادثة، ورفضت شركة التأمين أن تدفع لحادثة بلا شهود، وتملك الغضب ويليام، وتكدر مزاجه لأسابيع، وقرر أن يقاضي السائقة المعتدية.
وبدا أن العملية ستستغرق شهورًا وشهورًا، مع ازدياد التكاليف وتضخمها، وما من شك أن ويليام قد ظلم بشأن هذا الموضوع، وكان على السائقة المعتدية أن تدفع ثمن التلفيات، ولكن الطريقة التي تصرف بها كانت تقوده إلى أن يغرم ما يفوق قيمة التلفيات الأصلية.
ولذا؛ لابد لعقلك أن يتولى دفة القيادة، وزمام المبادرة، فيضع الأمر على ميزان حساس؛ ليدرك من خلاله التصرف السليم، من أجل التغلب على الضغوطات وهزيمتها بأقل خسارة ممكنة.
خط الدفاع:
وحتى تُحصِّن نفسك ضد التوتر، وتقطع أسبابه وجذوره من تربة نجاحك وتميزك، فلابد من ترتيب خط دفاع قوي، يذود عنك ويدفع التوتر والضغوطات بعيدًا عن ساحتك، ومن أهم أفراد ذلك الخط ما يلي:
1. التفويض:
فعندما تشرك مرؤوسيك في بعض مهام يومك، فإنك تقلل من حجم الضغوطات والأعمال الملقاة على عاتقك، وفي نفس الوقت فإنك تجعل هناك فسحة من الوقت لديك؛ لإنجاز الأمور الأكثر أهمية.
2. التنظيم:
فإن قليل من النظام تضفيه على جو العمل من حولك، تنظم به وقتك وتحدد به أولوياتك، ثم تنشر عطر ذلك النظام على موظفيك، فتدربهم على تنظيم أعمالهم واستثمار أوقاتهم، كل ذلك سوف يرفع الأعباء عن كاهلك؛ ومن ثَمَّ يُقلِّل من تعرضك لتلك التوترات والضغوطات.
3. التوقع والتنبؤ:
توقع تلك المواقف التي قد تصيبك بالتوتر، أو قد تخلق ضغوطات متزايدة عليك، واستعد لها مسبقًا، ومن أكثر الأمور التي تصيب بالتوتر، مثل: اجتماعات العمل باختلاف أنواعها، الأعمال العاجلة الهامة، وغيرها.
4. راحة ذهنية لمدة دقائق:
توقف عن العمل تمامًا، واجلس أو تمدد بشكل مريح، اغمض عينيك، وتخيل نفسك في مكان تُفضِّله، أو أنك تمارس هواية تُفضِّلها، سافر بخيالك لمدة عشرة دقائق مثلًا، ثم عد إلى العمل مرة أخرى.
5. شجرة القضاء على الضغوطات:
وهي عبارة عن طريقة لحل مشاكل الضغوطات، وهي مجموعة من الأسئلة تزيل عن كاهلك عبء التوتر والقلق، كما في الشكل التالي:
السؤال الأول: ما الذي يشغلني؟
السؤال الثاني: هل هناك ما أستطيع أن أفعله حياله؟
إذا كانت الإجابة بـ "نعم": اعمل على الخروج بما تستطيع أن تفعله، وأن تجد ما تقوم بأدائة واعمل قائمة به.
إذا كانت الإجابة بـ "لا": توقف عن الانشغال واعمل على إلهاء نفسك بنشاط مختلف.
السؤال الثالث: هل هناك أي شيء أستطيع أن أفعله على الفور؟
إذا كانت الإجابة بـ "لا": فخطط لما تستطيع أن تقوم به ومتى.
إذا كانت الإجابة بـ "نعم": ابدأ بفعله الآن

ماذا بعد الكلام؟
وإليك ـ عزيزي المدير الفعال ـ جملة من النصائح الغالية من أجل التخلص من تلك التوترات والضغوطات الزائدة عن الحد، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
1. اسعِ في تفويض المهام التي يمكن لغيرك من موظفيك القيام بها.
2. تنفس بطريقة 4-2-8 بمعنى أن تأخذ شهيقًا ببطء وعد حتى 4، ثم احتفظ بنفَسك وعد 2، ثم أخرج الزفير ببط من الفم وعد حتى 8، وقم بتكرير هذا التمرين 10 مرات.
3. ممارسة الرياضة، كأن تقوم بالمشي، أو القيام ببعض التمرينات الرياضية في المنزل، أو في صالة الألعاب الرياضية، وذلك لمدة نصف ساعة يوميًا.
4. مارس هواية تحبها، واجعل لها وقتًا كل يوم، حتى ولو لدقائق معدودات.
5. نَفِّسْ عن مشاكلك وهمومك، بأن تناقشها مع شخص تثق فيه وفي آرائه، أو بأن تكتب حول المشكلة التي تصيبك بالتوتر، وأن تدون بعض الأفكار حول كيفية التعامل مع تلك المشكلة.
6. اجعل بيئة العمل المحيطة بك تدفع عنك التوتر، غيِّر من شكل غرفتك، أو لون دهان حوائطها، أو بدِّل من موضع الأثاث فيها قدر الإمكان.
7. احرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن، وخذ قسطًا كافيًا من النوم، وقلل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي؛ فهي تزيد من التوتر على عكس ما يعتقد الكثيرون.
أهم المراجع:
1. دع القلق وابدأ الحياة، ديل كارنيجي.
2. أسرار قادة التميز، د.إبراهيم الفقي.