جامعة الملك سعود والتحدي الجديد


د. عبدالعزيز جار الله الجار الله


كنت قد أشرت في المقال السابق يوم الأربعاء الماضي إلى أن جامعة الملك سعود قد تجاوزت (1008) ورقة بحث منشورة ومميزة في (isi) العالمي، وجاء بالترتيب بعدها جامعة الملك فهد (399)، ووقع خطأ في كتابة ترتيب رقم جامعة الملك عبد العزيز حيث كتبُ رقماً آخر، والصحيح أنه مئتان وخمسة وتسعون (295)، وجاء بعدها بالترتيب جامعة الملك فيصل (91)، حتى جامعة أم القرى (39). وهذا يعني أن جامعة الملك سعود خلال (2010م) قدمت (1008) ورقة بحث مميزة مقابل (996) للجامعات الأخرى في (أي اس اي)، وقاعدة بيانات المعهد تضم أكثر من (13) ألف مجلة علمية محكمة. وتقودنا هذه الأرقام إلى فهم جديد مرتبط باقتصاد المعرفة إلى حجم براءات الاختراع التي أصبحت الرهان الحالي في السباق الدولي للوصول إلى المعرفة. كما أننا نستطيع أن نقيم جامعتنا من حيث البحث العلمي وأيضاً محيطنا من خلال تصنيفات المعاهد العالمية. فإذا كانت الملك سعود قدمت (1008) هذا العام فإن أقرب الجامعات السعودية لها هي جامعة الملك فهد (399) ثم جامعة الملك عبدالعزيز (295) في حين أم القرى (39)، وعربياً أقرب الجامعات لها جامعة القاهرة بنشر حوالي (780) ورقة علمية. كما يمكننا أن نعطي تقييماً للكليات السعودية، حيث يلاحظ أن كلية العلوم في جامعة الملك سعود لوحدها سجلت (452) ورقة علمية، وهذا الرقم لكلية العلوم بمفردها يفوق ما سجلته جامعة الملك فهد (399) أو جامعة الملك عبد العزيز (295)، ويفوق إنتاج جامعات الملك فيصل, والطائف, والملك خالد, والقصيم, وأم القرى مجتمعة. ولا أقصد من هذه المقارنات كشف واقع الجامعات، إنما تسليط الضوء على حجم البحث العلمي، وكيف أن كلية أو جامعة سعودية واحدة تتجاوز جامعات عالمية وتدخل ضمن أفضل (400) جامعة عالمية وباقي الجامعات تكون مشاركاتها متواضعة... البحث العلمي قضية علمية على هامش الجامعات، كما أنه ليس لدينا جامعة بحثية باستثناء جامعة الملك عبدالله للعلوم. وحتى المراكز العلمية لا تعمل بمفردها، وعلى سبيل المثال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لم توجد لنفسها منهجية خاصة بها ومستقلة، فالعديد من أعمالها يقوم على الباحثين والأكاديميين من الجامعات السعودية.. في حين ينتظر من مدينة الملك عبدالعزيز أن تختار لها طريقاً مستقلاً عن الجامعات في الموضوعات والباحثين بهدف تنويع البحث العلمي. نحتاج في هذه المرحلة إلى تعددية الأبحاث والمؤسسات البحثية والتركيز على إحدى الجامعات لتصبح جامعة بحثية مع فتح المزيد من الجامعات التعليمية التي تحقق الهدف الأول للتعليم العالي وهو التدريس... ونحتاج أيضاً إلى (قناعة) بعض مديري الجامعات في البحث العلمي كمفتاح للاقتصاد الجديد واستثمار المعرفة التي تعده الدول الصناعية السلاح الجديد التي تسعى إلى امتلاكه مثل القوة العسكرية وأسلحة الردع.