النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تدريب الألفية الثالثة.. يقظـة العالم المتأخـــرة..

#1
الصورة الرمزية محمد أحمد إسماعيل
محمد أحمد إسماعيل غير متواجد حالياً المشرف العام
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
7,346

هام تدريب الألفية الثالثة.. يقظـة العالم المتأخـــرة..



يعيش العالم في وقتنا الراهن مضامين ثورة تدريبية أحدثت انقلابات عدة في مفاهيم التدريب مع دخول الألفية الثالثة، فالعالم بدون استثناء سواء كان المتقدم منه أو الساعي للتقدم أو النامي أعلن حربه على التدريب ومفاهيمه. وكانت هذه النماذج «Approaches»الجديدة التي خرجت علينا من العالم المتقدم مثل «School- to -Career» والتي يُجيّر انتماؤها للمدرسة الأمريكية أو «Dual Learning System»للمدرسة الألمانية أو National Vovational Qualifica tion (NVQ) للمدرسة البريطانية Development and Curriculam (Dacum) للمدرسة الكندية. كل هذه النماذج تهدف في المقام الأول إلى مزج النظرية بالتطبيق لإعداد شباب قادر على مواصلة دراسته الأكاديمية وفي الوقت نفسه متمكن من الالتحاق بسوق العمل والحصول على وظيفة براتب معقول تتناسب وقدراته. وإن كانت هذه المشكلة قائمة منذ زمن بعيد «مسألة التصاق النظرية بالتطبيق» بل وكان العالم يدرك أن مخرجاته التعليمية لا تتناسب واحتياجات سوق العمل لسببين. الأول مسار التعليم الأكاديمي من خلال الجامعات والكليات النظرية يعد الشباب من ناحية نظرية بحتة ويزج بهم في سوق العمل، وحينها يصعب على الشباب تطبيق ما اكتسبه من معلومات نظرية على الواقع العملي. وإن كانت الاحتياجات الوظيفية للمؤسسة التي سيلتحق بها بسيطة، قامت هذه المؤسسة بتأهيله مهنياً بما يتناسب مع احتياجاتها ومن ثم العمل على توظيفه وإن كانت غير ذلك أضيف الخريج إلى قائمة العاطلين عن العمل. والدليل على أن مخرجات الجامعات لا تلبي احتياجات سوق العمل هو قيام أعداد كبيرة من شركات ومصانع القطاع الخاص بإنشاء مراكز تدريبية ضخمة بعضها يعادل في تجهيزاته كليات تطبيقية في بعض الدول المتقدمة. وما ذلك إلا دلالة على فشل المؤسسات التعليمية ذات الطابع التنظيري في إعداد القوى العاملة. السبب الثاني من خلال مسار التعليم التقني والفني فهو الآخر ناله من الفشل نصيب إذ من البرامج التعليمية والتدريبية لهذا المسار ما صمم على أن يزود المتدرب بمهارات معينة تؤهله لمهنة معينة تتغير احتياجاتها بصورة سريعة ومستمرة فعندما ينهي الشاب مرحلته الدراسية يفاجأ باحتياجات المهنة التي أعد لها تختلف تماماً عما درسه حتى ولو كان عملياً. إذاً لا الجامعات أعدت الشاب بصورة تؤهله للانخراط في سوق العمل ولا مؤسسات التعليم الفني والتقني على حد سواء، وإن كانت الأخيرة معنية بعملية إعداد القوى البشرية المؤهلة لسوق العمل. ومع فشل المؤسسات التعليمية من نظرية وتطبيقية في تأهيل مخرجاتها بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، ومع تقليص ميزانيات التدريب في شركات ومصانع سوق العمل وربط ذلك بالنمو السكاني المتزايد والذي انعكس على زيادة مدخلات التعليم سواء العام أو ما فوق الثانوي وبالتالي تضاعفت أعداد مخرجاته، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى كارثة تدريبية هي التي أيقظت العالم من سباته العميق ليبحث عن نهج تدريبي وتعليمي يلبي حاجة سوق العمل وفي الوقت نفسه يؤهل الشباب لإكمال تعليمه إن رغب ذلك. ولم يكن لهذا العالم أن يستيقظ لولا زيادة عدد العاطلين في الدول المتقدمة والتي قدمت اعترافاً رسمياً بفشل أنظمتها التعليمية في تلبية احتياجات سوق العمل، مما ترتب عليه هدر تعليمي من جراء عدم إيجاد وظائف مناسبة لمخرجات التعليم والتدريب. ولم يقتصر الأمر على مخرجات التعليم فوق الثانوي بل بسبب النمو المطرد السكاني وعدم قدرة المؤسسات الجامعية على استيعاب طلبة الثانوية العامة عكف العالم على تمهين التعليم الثانوي كالمدرسة الأمريكية على سبيل المثال «School-to-Career» من خلال تزويد طالب الثانوية العامة خلال دراسته بمهارات عملية ترخص له الالتحاق بإحدى المهن في سوق العمل. والسؤال الذي يأتي الآن وبقوة: هل ستعمل هذه النماذج التعليمية المستحدثة على تلبية احتياجات سوق العمل؟ وهل ستشجع هذه النماذج زيادة إقبال سوق العمل على مخرجات التعليم؟ هل ستنجح هذه النماذج في مزج النظرية بالتطبيق؟ كل هذه الأسئلة لا تجيب عنها إلا دراسات تقويمية وتتبعية لهذه النماذج، ولكن الحال لا يمنع في أن ألوح بوجهة نظر شخصية بحتة في هذا الموضوع علها تجيب عن هذه الأسئلة من ناحية تنظيرية على الأقل، وتكون نواة لدراسات ميدانية مستقبلية. أقول طالما أن عملية إعداد وتأهيل القوى العاملة هي عملية مشتركة بين المؤسسات التعليمية وأوعية التوظيف المتمثلة في سوق العمل، إذاً لن يكتب النجاح لهذه النماذج أو غيرها إلا بالمشاركة الفعلية لأرباب العمل في العملية التعليمية والتدريبية. وبالمناسبة فإن كل النماذج التي ذكرتها في صدر هذه المقالة تعتمد بالدرجة الأولى على مشاركة أرباب العمل بدءاً من وضع المناهج الدراسية وانتهاء بتقويم المخرجات. وفي اعتقادي الشخصي أن هذه النماذج لن تؤهل الخريج لكي يعمل مباشرة في الجهة التي ستعمل على توظيفه لسبب بسيط، ذلك أن هذه النماذج تعد وتؤهل الخريج على مهنة معينة في سوق العمل حسب مواصفات محددة من جهات مختصة وهو ما يطلق عليه التأهيل المهني «Competency-based- Standards» وعندما يزج بالشاب في سوق العمل سيجد أن احتياجات المهنة نفسها تختلف من مؤسسة إلى أخرى. أعطي مثالاً على ذلك: فلو أخذنا المهارات المطلوبة لمندوب مبيعات حسب المواصفات المتوفرة في أدلة التصنيف المهني سنجد أن مهنة مندوب مبيعات تختلف احتياجاتها من جهة توظيفية إلى أخرى. وتقع المشكلة مرة أخرى وتخرج علينا المقولة الجائرة «عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل». وإن كان لي رأي حيال هذه المقولة التي يرددها الكثيرون ولكن علها تكون محور مقالة قادمة . وقد يسأل سائل ويقول إن كانت هذه النماذج التي تعمل على تفصيل المخرجات التعليمية لاستيفاء مهن محددة لا تلبي احتياجات سوق العمل، إذاً ما هو الحل في ذلك؟ هل نعمل على إيكال مهام التعليم والتدريب لسوق العمل؟ هل نعد مناهجنا الدراسية على احتيجات سوق العمل دون النظر إلى احتياجات الأمة؟ لا هذا ولاذاك ولكني سأطرح وجهة نظر شخصية قد تبدو للوهلة الأولى مثار استغراب. إذ قد يتساءل القارئ: كيف أصرح لنفسي أن أطرح حلاً بعد الحلول والنماذج التي طرحتها الدول المتقدمة؟ لِمَ لا أيها القارئ الكريم، فالعقل الذي تفتح وخرج علينا بهذه المفاهيم الجديدة في تمهين التعليم هو العقل نفسه الذي يتمتع به إنسان الدول النامية. نعود إلى إجابة السؤال لأقول إن الحل هو طرح ما أطلقت عليه مصطلح التأهيل الوظيفي «Occupation- based-Standards» والذي يقوم على فلسفة تأهيل الخريج بعد تخرجه على احتياجات وظيفة محددة يتم التنسيق بشأنها مع الجهة الطالبة على أن تعمل هذه الجهة على توظيفه بعد انتهاء مرحلة التأهيل. مثل ذلك بالطبع يتطلب إنشاء مراكز للتأهيل الوظيفي تعمل على إيجادها مؤسسات التعليم الفني والتقني. وأقترح أن تنحصر مهامها في حصر الفرص الوظيفية وتحديد احتياجاتها التدريبية مع الجهة الطالبة للوظيفة ومن ثم ترجمة هذه الاحتياجات إلى برامج تأهيلية تلبي احتياجات الوظيفة التي ستناط بالخريج ليسلم بعدها جاهزاً إلى جهة عمله. إن مثل ذلك لايعزز عملية التوظيف فحسب بل سيبني قاعدة معلوماتية ضخمة لدى هذه المراكز عن احتياجات سوق العمل العددية والتخصصية والمهاراتية. نشر في مجلة (التدريب والتقنية) عدد (4) بتاريخ (ربيع الآخر 1420هـ)
استشارات :
- الهياكل التنظيمية
- الوصف الوظيفي
- اللوائح الداخلية للموارد البشرية
https://www.facebook.com/hrdiscussion
https://twitter.com/hrdiscussion

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
مدير موارد بشرية
المشاركات
16

رد: تدريب الألفية الثالثة.. يقظـة العالم المتأخـــرة..

السلام عليكم ورححمة الله وبركاته

مش عارف بس الواحد يشكرك ازاي يا أخي
ياشيخ روح ربنا يشلك
ذنوبك

#3
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة العربية السعودية
مجال العمل
المشاركات
2

رد: تدريب الألفية الثالثة.. يقظـة العالم المتأخـــرة..

مع الشكر الجزيل

وهل البلاد العربية أخذت بهذا النمط في تعليمها ؟

إقرأ أيضا...
تدريب و تنمية الموارد البشرية من التوجه التقليدي إلى متطلبات الألفية الثالثة

التوجه التقليدي للتدريب و التنمية: - التدريب سياسة من سياسات المنظمة - التدريب و التنمية عند الحاجة - التدريب و التنمية لتغطية حاجات الحاضر - سياسة التدريب و التنمية لا تعتمد على التنبؤ -... (مشاركات: 6)


تحديات إدارة الموارد البشرية وتوقعاتاتها في الألفية الثالثة

الفئات الرئيسية للموضوع بحوث ودراسات تعتبر إدارة الموارد البشرية أحد أهم عناصر عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتركز الدراسات والبحوث المتخصصة في هذا المجال الحيوي على تفعيل الطاقات... (مشاركات: 4)


الاتجاهات للتدريب و التنمية في الألفية الثالثة

تشكل مجموعة الاتجاهات المعاصرة في مجال تدريب وتنمية الموارد البشرية البعد و العمق الإستراتيجي لهذا الموضوع، وتوضح لنا ما يجب تبنيه من قبل المنظمات وعلى اختلاف أنواعها، عند رسم إستراتيجيتها في هذا... (مشاركات: 7)


هموم التدريب في الألفية الثالثة

يجب أن نعترف بأن مفهوم التدريب لم يعد مفهوماً تقليدياً يقتصر على تنظيم الدورات التدريبية التقليدية ومنح شهادات الاجتياز، بل أصبح خياراً إستراتيجياً في منظومة استثمار وتنمية الموارد البشرية، وإن... (مشاركات: 8)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلومة معايير المحاسبة الدولية IAS

معايير المحاسبة الدولية هي مجموعة من المبادئ والإجراءات المتفق عليها دوليًا والمتعلقة بالطريقة التي تعرض بها الشركات حساباتها، يطلب المستثمرون بيانات مالية معدة باستخدام معايير المحاسبية الدولية، تم تكوين لجنة معايير المحاسبة الدولية عام 1973 وتتكون من ممثلى الهيئات المحاسبية فى العالم. ويتولى إدارة لجنة معايير المحاسبة الدولية مجلس مكون من مندوبى ما يقرب من ثلاثة عشر دولة بالاضافة الى بعض المنظمات التى لديها إهتمامات فى إعداد التقارير المالية، وقد تم تصميم هذا البرنامج التدريبي بهدف تعريف المشاركين بمفاهيم وأسس اعداد القوائم المالية وفقا لمعايير المحاسبة الدولية وتزويدهم بطرق واساليب إدارة الربحية في اعداد القوائم المالية بما يتوافق مع معايير المحاسبة الدولية.


الدبلومة المتقدمة في الصيانة الصناعية

برنامج تدريبي متخصص في الصيانة الصناعية يتناول موضوعات الصيانة ونظام ادارة الصيانة وتحليل تكلفة الصيانة والتخطيط والتحكم في مخزون قطع الغيار و مؤشرات قياس اداء ادارة الصيانة والصيانة الرشيقة والصيانة الشاملة TPM وتحليل الاسباب الجذرية للاخفاق و الصيانة القائمة على الاعتمادية RCM والخدمة الاقتصادية لعمر الاصول


دبلومة أدوات إدارة الأعمال الإلكترونية والعمل عن بعد

برنامج متخصص في استخدام الادوات الالكترونية وادوات العمل عن بعد يؤهلك للإلمام بأهمية التحول الرقمي وفوائده وأهم أدواته ومعوقاته وإجادة استخدام M. S Word و M. S Power point M. S Excel في إدارة الأعمال ثم الانتقال الى تطبيقات متقدمة في إدارة الأعمال باستخدام M. S Excel ويكسبك هذا البرنامج المهارات اللازمة للتعامل مع تطبيقات Office 365 واستخدام تطبيقات جوجل المجانية ( Drive- Forms- Meet- Calendar) وإدارة الاجتماعات عن بعد باستخدام تطبيق Zoom ثم يختتم البرنامج بعرض ومناقشة مشروعات وورش عمل من جانب المتدربين


دبلومة تميز الأداء المؤسسي - نموذج التميز الأوروبي EFQM 2020

اذا كنت من المهتمين بموضوع تميز الاداء المؤسسي طبقا لنموذج التميز الاوروبي EFQM2020، فأنت امام أول برنامج تدريبي عربي يؤهل المشاركين فيه للإلمام بموضوع تميز الاداء المؤسسي طبقا لنموذج التميز الاوروبي، حيث يقدم هذا البرنامج التدريبي الاونلاين كل المعلومات والمفاهيم حول الاداء المؤسسي وقياس الاداء المؤسسي وطرق تحسين وتطوير الاداء المؤسسي، وذلك طبقا لنموذج التميز الاوروبي EFQM 2020 وخارطة الطريق الخاصة به وشرح لمنهجية RADAR


دبلوم جودة الأمن السيبراني طبقا للمواصفة ISO/IEC 27032

أول برنامج تدريبي عربي يهدف إلى تدريب المشاركين على معايير جودة الأمن السيبراني في المؤسسات والشركات، كذلك تعزيز وعي المشاركين بتأثير سلامة المعلومات والبيانات الحساسة وتعريفهم بالتهديدات السيبرانية وكيفية التعامل معها، كذلك تعزيز الممارسات الأمنية والإجراءات الواجب اتباعها لحماية الأنظمة والبيانات، ويركز هذا البرنامج التدريبي المتخصص على تعزيز القدرات الفنية للمشاركين فيه مع التركيز على آليات استخدام احدث التقنيات في حماية الأنظمة والبيانات.


أحدث الملفات والنماذج