اختلفت الآراء وتنوعت حول منع استخدام صفحات التواصل الاجتماعي في العمل، فبينما يرى البعض أن استخدامها يؤثر سلبا على الإنتاجية، يرى آخرون أنها طريقة جديدة لتوفير الوقت في حل مشاكل الزبائن ودفع الموظفين للعمل بحماس أكثر.

"تصفح فيسبوك هو أول ما أقوم به لدى استيقاظي لأتعرف على كل ما جرى أثناء فترة نومي من أحداث" هكذا تبدأ الشابة الألمانية أنا، التي تدرس الصحافة يومها، إذ تمضي أنا مابين 10-12 ساعة يوميا على موقع فيسبوك. وتصف تعلقها الشديد بتلك المواقع بالإدمان الذي تسبب في إهمالها لدراستها.

لورا متعلقة أيضا بفيسبوك بشكل قوي أثر على مجرى حياتها، فهو كان السبيل للتعرف على زوجها، إلا أنه كان السبب أيضا في فقدانها لعملها، إذ كانت تعمل في إحدى مكاتب الشركات السياحية الخاصة في مدينة بون "أتصفح فيسبوك بكثرة خلال أوقات العمل، ما دفعني إلى فقدان التركيز في بعض الأحيان وتسبب في حدوث أخطاء كانت السبب في طردي من العمل."

لورا ليست الوحيدة التي تستخدم صفحات التواصل الاجتماعي كفيسبوك وغيرها أثناء العمل، إذ تتمتع هذه المواقع الاجتماعية بشعبية كبيرة في ألمانيا، ويقدر عدد المشتركين بحوالي 10 ملايين شخص.

بين التأييد والمعارضة

الإقبال المتزايد على استخدام هذه الشبكات في أوقات العمل وخارجها كان دافعا لقيام بعض الشركات الألمانية بإصدار قرار يمنع الموظفين من استخدام هذه الشبكات أثناء فترة العمل. من بين هذه الشركات، شركة فولكسفاغن وبورشه لصناعة السيارات، إلى جانب شركة هايدلبيرغ المتخصصة في صناعة الأسمنت.

ويشرح أندرياس شالير، المتحدث الصحفي باسم شركة هايدلبيرغ للأسمنت، في حديثه مع دويتشه فيله أسباب المنع قائلا "نحن لسنا ضد هذه المواقع ، ولكن استخدامها لأغراض شخصية هو سبب إصدار هذا القرار. وقرار المنع لا يتعلق بمسألة أمن المعلومات فحسب، وإنما لأسباب تتعلق بالتأثير على إنتاجية العمل أيضاً"، ويشير أندرياس إلى أن الشركة لديها صفحة خاصة صممت لتسهيل التواصل بين الموظفين، كما تستخدم في إطار التعاون مع شركات تجارية خارجية.

وعلى عكس شركة هايدلبيرغ، ترى شركات ألمانية أخرى أن حظر صفحات التواصل الاجتماعي على الموظفين هو أمر مبالغ به، إذ يؤكد مارك نيفيربيرغ المسؤول عن التواصل عن طريق وسائل الإعلام الاجتماعية في شركة الاتصالات الألمانية "تيليكوم" أن التأثير على إنتاجية العمل لا يتوقف على صفحات التواصل الاجتماعي فحسب ويستطرد قائلاً"من خلال برنامج الويندوز يوجد الكثير من الأشياء المسلية التي قد تؤثر على الإنتاجية أيضاً".

"إرادتي ضعيفة أمام فيسبوك"

وعلى صعيد العالم العربي تخالف الشابة المصرية سارة مارك في رأيه، وترى أن صفحات التواصل الاجتماعي لا يمكن مقارنتها مع البرامج المسلية الموجودة في برنامج الويندوز، وترى أنه من حسن حظها " أن استخدام صفحات التواصل الاجتماعي أثناء العمل كان ممنوعا في جميع الشركات التي عملت فيها" فإرادة سارة ضعيفة جدا أمام فيسبوك على حد قولها: "قبل أن أدخل فيسبوك أعد نفسي بالإطلاع على آخر الأخبار فقط. وما أن أدخل إلا وأغوص في عالم الصور الخاصة بأصدقائي، وكتابة التعليقات عليها، وقراءة التعليقات الأخرى، وانتظار الرد. وهذا يؤثر سلباً على تركيزي وأدائي ويهدر وقتي".

ويوافق الصحافي المغربي حسن سارة في رأيها، ويؤكد على ضرورة منع استخدام صفحات التواصل الاجتماعي في أوقات العمل "فالتواصل أحاسيس وعندما أسمع خبرا سيئا عن أحد الأصدقاء سينعكس ذلك سلبا على المردودية".

وعلى عكس سارة وحسن، يرى الشاب البحريني مرتضى أن إنتاجية العمل تكون مرتبطة بالموظف "فهو الذي يحدد ما إذا كان الفيسبوك نعمة أم نقمة، وقرار منع استخدام هذه الصفحات غير مجد، وخاصة بوجود الهواتف النقالة، التي تسمح لأي شخص بالدخول إلى الانترنيت في أي وقت كان وأينما كان".

دالين صلاحية