كما جاء فى مقاله للكاتب " آدام كهو " مع بعض التلقيحات بإن الإحتياجات العاطفيه للأنسان تتركز فى ست إحتياجات أساسيه.


هل تعجبت يوما لماذا هذه الصعوبه التى تواجه أى شخص عند محاولته التخلص من أى عاده سيئه لديه؟ السبب هو إن قراراتنا وسلوكنا تدفعها هذه العواطف أكثر من المنطق والعقل. منطقيا إنك تريد التخلص من التدخين أو الشراهه فى الأكل, ولكنك تجد نفسك تكرر نفس النمط من السلوك لا إراديا. لماذا نفعل ذلك؟ لأنه ببساطه التدخين أو الشراهه فى الأكل او أى عاده سيئه أخرى تشبع إحتياجاتنا العاطفيه.فى كثير من الأحيان نجد إنه من المنطقى إننا نتمنى علاقه جيده وقويه مع أزواجنا ,زملاؤنا ,أصدقائنا, جيراننا ..إلخ,


نجد أنفسنا فى مشاكل معهم وصراع لا ينتهى إلا بالفراق. هذا يحدث لعدم توافق إحتياجاتنا العاطفيه مع من نحبهم أو من حولنا.


لتغيير أى نوع من السلوك يجب أن نفهم أننا كبشر, قراراتنا وتصرفاتننا تدفعها الحاجه لإشباع ست إحتياجات عاطفيه .


لذلك تجد نفسك فى بعض الأحيان تقوم بأشياء لا معنى لها.


ما هى هذه الإحتياجات الإنسانيه الست؟
الإنسان والإحتياجات العاطفية
1. الحاجه للتأكد :ــ
نحتاج التأكد لنشعر بالأمان وإن الآتى سيكون خيرا أو على الأقل لا يحمل ضررا. إذا كنت تشعر بالضغط والقلق وعدم الإستقرار أوالأمان كيف ستشعر بطعم الحياه ؟ لذلك الناس تسعى لإشباع هذه الحاجه بالتأكد من كل ما يحدث.

  • البعض يشعر بالتأكد بسيطرته على الآخرين أو التسلح بالعصبيه ليرهبهم ويتأكد أن كل شىء له وحده.


  • البعض يقوى نفسه ويقول " أنا متأكد إننى قادر على فعل ذلك أو غير ذلك" ويبعث الثقه فى نفسه وقدرته على عمل كل شىء.


  • البعض يلجأ الى الصلاه ويستخدم الدين ليحصل على حاجته للتأكد.


  • فكر فى ذلك ,كيف ستشبع هذه الحاجه؟ وهل ستختار طريقه بناءه أم تسىء للآخرين؟ إحرص أن تكون بناءه.

2. الحاجه لعدم التأكد :ــ
هنا يظهر التناقض فى الطبيعه البشريه. إنك تشعر بهذا التناقض فى حاجتك للتأكد كما إنك فى حاجه لعدم التأكد. فكر فى إذا ما كنت متأكدا 100% من كل شىء فى حياتك متى سيحدث وكيف سيحدث فى كل لحظه من حياتك, ما سيكون شعورك؟ ماذا ستفعل وأنت تعرف حتى كل شىء عن مماتك ؟ أكيد ستفقد طعم الحياه نفسها لأن أحلامك ستتوقف ولن تبذل أى جهد أو عمل لأنك متأكد من كل شىء يدور فى حياتك. إذا نظرت حولك ستجد إن كثير من الأثرياء شديدى الثراء يعانون من الإكتئاب لأنه لم يعد لديهم ما يفعلوه ومتأكدون أنهم قادرون على الحصول على أى شىء يريدوه. إنهم متأكدون لدرجه أنه لم يعد هناك ما يدهشهم أو يمثل تحدى يجب العمل لمواجهته. هل تتحمل هذا الملل باقى حياتك.


هناك أيضا بعض الزيجات التى تتمتع بكل شىء و لا ينقصها أى شىء ويعيشوا حياه روتينيه كل شىء متوقع ومعروف, فجأه يشعروا بالضجر والملل الشديد الذى يؤدى لا شعوريا ببدأ شجار بينهم لأتفه الأسباب وقد يهرب كل منهم لحياه أكثر إثاره أو حتى أقل رفاهيه.


كيف يواجه الأشخاص الحاجه لعدم التأكد{ التحديات , المفاجأه , التنوع ..إلخ } فى حياتهم؟ مره أخرى سينقسم الأشخاص الى الطرق السابقه التى ذكرناها فى الحاجه الأولى. لكن يضاف إليها أن يلجأ البعض إلى الرياضه, السفر, البدأ فى عمل جديد ..إلخ. فكر الآن ماذا تفعل أنت لإشباع الحاجه لعدم التأكد ( وجود شىء مجهول تعمل على مواجهته) ؟ تذكر دائما أن تكون إيجابيا ولا تلجأ الى ما يضرك أو يمدمر حياتك أو صحتك أو مستقبلك.


3. الحاجه للشعور بالأهميه:ــ
الإنسان والإحتياجات العاطفية
أن تشعر إنك متميز, فريد, مهم, وهناك من يحتاج إليك , كل ذلك طبيعى عند كل البشر ويسعوا لتحقيقها بطرق مختلفه.

  • البعض يسعى للحصول على أعلى وأرقى الشهادات أو تحقيق النجاح, أو شراء الملابس الفاخره ,أو بيت كبير أو سياره فاخره..إلخ.


  • البعض يشعر بأهميته إذا حط من قدر الآخرين.


  • البعض يشعر بأهميته بتسفيه آراء الآخرين والتشبث برأيهم وفرضها بالقوه ليشعر إنه الأهم والأفضل.


  • مره أخرى فكر كيف تشبع هذه الحاجه دون أن يكرهك الآخرين أو يحقدوا عليك.فكر كيف تكون مهما دون إثاره إستفزاز وكراهيه وضغينه من حولك.

4. الحاجه للحب والتواصل :ــ
هذه الحاجه تأتى فى تناقض مع الحاجه السابقه وهى الشعور بالأهميه. لو إنك تريد أن تكون الأهم والأفضل و المميز والفريد الذى لا يوجد مثله, هل كنت ستشعر إنك سعيد؟ طبعا لا ستشعر إنك منفصل عن من حولك. إن من أقوى إحتياجاتك هو الشعور إنك محبوب وإنك على تواصل جيد مع الجميع حولك, حيث يشعروا إنك واحدا منهم ولست غريبأ عنهم يجدوك عندما يحتاجوا الى رأى أو مشوره دون تعالى أو إستبداد. يحبوك لأنهم يحبوك دون منفعه, ويكوٌنوا علاقتهم معك لشخصك وليس لأى غرض أو مصلحه. كثيرا مانسمع عن بعض المشاهير الذى يحاولوا الإنتحار أكثر من مره أو يدمروا حياتهم بالمدخرات لأنهم يشعروا إنهم يعيشوا فى عالم غير حقيقى.


الكل يحبهم لشهرتهم أو للإستفاده منهم.لايجدوا الحب الحقيقى أو الصداقه الحقيقيه أو أى علاقات خاليه من المصالح او الإستغلال. أظنك الآن فهمت أهميه الحاجه للحب والتواصل التى يجب أن تشبع لنعيش حياه سويه ومتوازنه.

  • البعض يشبع هذه الحاجه للحب والتواصل بالزواج, الأنضمام لفريق رياضى, أو العمل فى فريق, التواصل مع الله بالصلاه والعمل الصالح.


  • البعض يشبع هذه الحاجه بإدعاء المرض ( الإحصاءات تثبت أن 80% من أسباب المرض تكون نفسيه) لأن ذلك يعطيهم فيض من الحب والإهتمام والتعاطف الذى يشبع حاجتهم للحب والتواصل دون مجهود من جانبهم.

والآن أى طريق ستختار ؟ هل ستكسب حب الناس بالتواصل معهم وعمل ما يفيد الجميع؟ هل ستكون أب أو أم جيده صالحه , صديقه مخلصه, رئيس عمل متفهم ومشجع, موظف مخلص و أمين فى عمله أم ستتظاهر بكل ما هو غير حقيقى؟ تأكد الشىء النابع من القلب يصل للقلب.
5 و6. الحاجه للنمو والمشاركه:ــ
السؤال لماذا وضعت الحاجتين معا؟ الحاجات الأربع الأولى نقوم نحن بإشباعها بأنفسنا مباشره. وهما اللتان تدفعان سلوكنا اليومى.
الحاجه للنمو تشبع بالتزود بالعلم والمعرفه والتفوق على أنفسنا فى إجاده مانفعله بالإجتهاد وبالمثابره لنطور طريقه تفكيرنا وتفهمنا للأمور. إذا توقفنا عن النمو نموت تدريجيا ونفشل فى الحياه.


أما المشاركه هى الحاجه الأخرى التى نشبعها بمشاركه الآخرين فى عمل ما يفيد لبناء المجتمع ونجاح من حولك. هذه الحاجه تشبع بالمشاركه والتعاون و مساعده الآخرين أوالعمل الخيرى .فى مدرستك , فى جامعتك وفى عملك التعاون ومساعده الآخرين تعود بالخيرعلى الجميع وعليك بالحب والإهتمام والتواصل والتأكد من ناتج العمل وعدم التأكد الذى يدفعك للعمل والإبداع.وكما ترى أن جميع الإحتياجات الإنسانيه متداخله ومكمله لبعضها البعض.