ليسَ المهمُّ أن يكونَ لدى الأمةِ مستودعاتٌ ضخمة و متاحف تحتفظُ فيها بالخرائط و لكنَّ المهمَّ أن يكونَ لدى أفرادها المعرفةُ والطاقة والعقيدة التي تدفعهم للسير في هذه الطرق و اختبارها و إنشاءِ طرقهم الجديدة.
في جميع العصور لم تخلُ حياة الإنسان من الإدارة، من خطة الرحلة المدرسية إلى إطلاق مكوك الفضاء، ومن عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا:
قد يكون ترسيم النظريات و المبادئ الإدارية نشاطاً حديثاً تميَّزت به أمم معيَّنةٌ في عصرنا الحديث، لكنَّ هذا لا يعني أبداً خلوَّ الأمم الأخرى و العصور المختلفة من فكر الإدارة و ممارستها.
تطلع الباحثون منذ القدم وفي جميع الحضارات إلى أساليب زيادة الفاعلية و الكفاءة في التنظيمات المختلفة سواءٌ أكانت تجاريةً خاصَّةً للأفراد و الشركات أو خدميةً عامَّةً لدى الدول و الحكومات.ولا يغيِّر في الحقيقة شيئاً خلوُّ تلك الأزمنة من المصطلحات الإدارية المعاصرة، أو عدم تطابق معانيها آنئذٍ مع مدلولاتها الحالية، أو استخراج المبادئ الإدارية من حقولٍ نعتبرها اليومَ حقولاً منفصلةً عن علم الإدارة كالسياسة و الجيش و التنظيمات اللاربحية المختلفة.
لو تتبعنا روافد الإدارة إلى منبعها فستقودنا إلى بداية كلِّ النشاطات الإنسانية الهادفة في فجر التاريخ. و مع تطوُّر الحضارة الإنسانية و تنوُّع الاحتياجات و ارتقائها واكتشاف الإنسان للمزيد من الموارد وتطلعه نحو غايات أصعب وأكبر، تطوَّر فكر الإدارةِ و ممارستها ليصبحا أكثر تعقيداً و تفصيلاً كما يتطوَّر الجذع مع الشجرة ليتمكَّن من دعم أغصانها المتفرِّعة الممتدة و أوراقها و ثمارها المتكاثِرة.
هل تتصور إنجاز سور الصين البناء الأكبر على وجه الأرض وغيره من المنجزات الكثيرة في شتى بقاع العالم دون خطَّةٍ مدروسة؟ حلِّق بخيالك أكثر وتجاوز عمارة الحجارة والمباني وتأمَّل في تدبير وسياسة البشر.هل يمكنك تخيل التنسيق بين الحشود البشرية الهائلة التي تتمايز بالأفكار و النفوس بأشد من تمايز بصمات الأصابع من دون سياسة واعية و تدبيرٍ محكم؟
لقد كانت الإدارة والفعاليات المنظمة حاضرةً في حياتنا قبل عصر النهضة الغربية، إلا أنَّ بضع مئات السنين الأخيرة وخصوصاً القرنين الماضيين هي التي شهدت خضوع الإدارة في الغرب لاستكشاف منهجي، وتطويرَها بنية معرفية محددة، وتحولها إلى مسار بحثي واضح المعالم.كانت الإدارة هناك في مصر القديمة، والصين، والعالم الإسلامي، وروما، وفارس و غيرها تعمل وتغيِّر وجه العالم وترسم آثارها في كل الحضارات حتى قبل أن تكبرَ لتصبح علماً منهجياً، وقبل أن تنضجَ في العصر الحديث وتتأهل لنيل بِطاقتها الشخصية المميزة كعلمٍ مستقلٍّ.
أمثلة تاريخية على عالمية التنظير الإداري:
• التنظيمات الكنسية:
من التجارب الإنسانية البارزة المتميزة بقدرٍ كبيرٍ من الوضوح سواءٌ في المنهج النظري الذي بنيت عليه،أو في أسلوب الممارسة التنظيماتُ الكنسية.

تمكَّنَ تنظيمُ الكنيسة الكاثوليكية من الصمودِ و العمل الفعَّالِ على امتداد قرونٍ كثيرة لأنه بني على أسس تنظيمية واضحة و فعَّالة.
ومن أهمِّ هذه الأسس تدرُّج المستويات الإدارية، والتوزيع المتناسق للسلطات، وسيادة مبدأ التخصص في ممارسة الأنشطة المختلفة التي تتولَّاها الكنيسة، واستخدام السلطات الاستشارية، ثمَّ قيامُ نظامُ اتصال فعالٍ منظَّم يربط عناصر الكنيسة معاً، كما يربطها برعاياها.
يمكن عموماً تمييز ثلاثة أنماط تنظيمية في هيكلية الكنيسة. و يمكننا أن نرى اليومَ هذه الأنماط التنظيمية المنطقيةَ ذاتها مستمرَّةً في المؤسسات المختلفة العامة أو الخاصة و في مختلف المجالات.
نرى في نمط التنظيم الأول هيكلية التنظيم العضوية organic structure حيث ينظر إلى السلطة على أنَّها مستقرَّة في الجسم المسيحي كلِّه – رعيَّةً و رجالَ دين – و يستمد القادة القوَّة أو النفوذَ من عمل الروح في الجسم كلِّه.
و نرى في الثاني هيكلية التنظيم البطركية " أو الهرمية "hierarchical حيث تتركَّزُ السلطة في طبقات رجال الدين الذين يقومون من خلال واجباتهم الكهنوتية بضمّ
وتنظيمِ رعاياهم لتنشأ الكنيسة.و في النمط الثالث نرى الهيكلية القطاعية sectarian structure حيث تستقر السلطة في مجموعات الأفراد المسيحيين المتكتِّلين في أبرشيات.و هذا النمطُ شبيهٌ بما يدعى في دنيا الأعمال بتنظيم الوحدات الإستراتيجية.
لا يتقيد أيٌّ من الكنائس تقيُّداً مطلقاً بالنماذج المذكورة آنفاً لكن يمكن القول نظرياً بأن الكنائس الأرثوذكسية هي الأقرب للنمط الأول العضوي، والرومانية الكاثوليكية هي الأقرب للنمط الثاني الهرمي، و البروتستانتية هي الأقرب للنمط الثالث القطاعي.
• سن تزو Sun Tzu :
من الروائع القديمة المحافظة على مكانتها لدى المدراء و القرَّاء المعاصرين كتاب "فن الحرب The Art Of War" للفيلسوف الصيني سن تزو.

وضِع هذا الكتاب قبل أكثر من ألفي سنة ولم يزده مرور السنين إلَّا تألُّقاً فكان من مراجع ماو تسيتونغ Mao Zedong خلال عمله في تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام1949 . من مبادئ سن تزو:
1- عندما يتقدم العدو فإنَّنا ننسحب.
2- عندما يستكين العدو ليلتقط أنفاسه فإنَّنا ننهكه و نقلق راحته.
3- عندما يتجنَّبُ العدو المعركة فإنَّنا نندفع للهجوم.
4- عندما يتقهقر العدو فإننا نتعقَّبه.

وضِعت تلك القواعد لتوجيه الاستراتيجيات العسكرية قديماً، لكن ذلك لا ينفي حضورها المعاصر.
و إذا أبقيتها في ذهنك فسترى ظلالها في أحاديث التخطيط الاستراتيجي، و أساليب المنافسة.
• نيكولو ماكيافيلي Niccolò Machiavelli (1469-1527):
غالباً ما ترتبط صفة المكيافيللي لدى الكثيرين بالانتهازية و المناورات الالتفافية،و لا يحضر إلى الأذهان جانب آخر مهم لدى مكيافيللي وهو إيمانه العميق بمزايا الجمهورية.

في كتابه "Discourses" الذي كتبه عام 1531 في الأيام الأولى للجمهورية الإيطالية في فلورنسه، نلاحظ مجموعةً من المبادئ التي يمكن تكييفها لتلائِم إدارة التنظيمات في أيامنا هذه، نذكر من هذه المبادئ:
1) يترَسَّخ استقرار المنظمة إذا أتيح لأعضائها التعبير عن اختلافاتهم و تمكِّنوا من حل النزاعات ضمنها.
2) قد تنطلق المنظمة نتيجةَ عمل فردي لكن استمرارها مستحيل دون اهتمام و رغبة معظم أعضائها.
3) يمكن أن يتبعَ مديرٌ ضعيف مديراً قوياً، لكن لا يمكن اتباع ضعيفٍ لضعيفٍ آخر بدون أن يفلت زمام الأمور.
4) يجبُ على المدير عندَ تغيير منظَّمة راسخة الجذور، الإبقاءُ على أثرٍ من التقليد القديم و لو كان ظلَّاً.

بالرغم من أن مكيافيللي و سن تزو لم يقصدا بجهودهما تطوير النظرية الإدارية تحديداً،فإن رؤاهما العميقة تعلمنا درساً تاريخياً مهماً، و هو أنَّ مبادئ الإدارة ليست بالاختراع المحصورِ في رقعة جغرافية، أو تاريخية، أو حضارية معيَّنة.
وينبغي أن نحذر من ارتداء النظارات التاريخية و الفكرية التي تقيِّد أبصارنا و أفكارنا بإطلالةٍ غبرِ موضوعيّة لدى البحث في الإدارة أو ممارستها.
• المسلمون و العرب،كانت لهم إدارتهم:
نشط العلماء المسلمون في ترسيم ثروة هائلة من قواعد التعامل و تنظيمِ العلاقات بين الأفراد، و بينَ الجماعات، و بين الفرد و الجماعة.و رافق ذلك الإنتاجَ العلميَّ الغزير الموجَّه بمبدأ شرعي ثابت لا يعتريه النقص،تجربةٌ عمليَّة هائلة امتدت قروناً عديدةً،و تفاعلت مع أممٍ كثيرة من المحيط إلى المحيط.

و نذكرُ من مؤلفات العلماء المسلمين في تنظيم العلاقات كتاب "الأحكام السلطانية والولايات الدينية" للماوردي المتوفى سنة 450 هـ و "الأحكام السلطانية" للقاضي أبى يعلى الفراء الحنبلي، و "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والراعية" لابن تيمية، و "التراتيب الإدارية " للكتابي.
قد لا تعتبر منجزات الأقدمين في علوم السياسة، والاجتماع، والاقتصاد جزءاً من علم الإدارة كما هو معروفٌ الآن بوجهه الغربي، ولكنَّها تشكِّل الأساس للعديد من مبادئه و افتراضاته.
و ينبغي على المسلمين أن يحيوا منها ما كان قابلاً للحياة في هذا العصر، لأنَّها - بالرغم من الفاصل الزمني - تمتلك عنصراً جوهرياً يصلنا بها اليوم، و يجعلها الأساس الأفضل لإدارة عربية إسلامية حديثة.
هذا العنصر هو ارتكازها في كثير من النواحي على منبع شرعي يصلح لكل زمان و مكان،و تجربةُ تطبيقها المديدة في بيئة و ثقافة عربية إسلامية واقعية، تشكِّل حياتنا و ثقافتنا المعاصرة امتداداً لها.
وهكذا فإنَّ السعي لإحيائها اليوم ليس إبحاراً إلى جزيرة غريبة، بل هو عودة إلى برِّ الأمان، و زراعةٌ للأرض ببذورها وغراسها المتأقلمة معها، و القادرة على العطاء الوفير فيها.
يقول عالمُ الإدارةِ الكبير بيتر دراكر Peter Drucker في ارتباط الإدارة بالثقافة: "الإدارة وظيفة اجتماعيّة متجذِّرة في تراثٍ من القيم و التقاليد و المعتقدات،و في نظم الحكم والسياسة.
الإدارة متأثِّرة بالثقافة- بل ينبغي أن تكون كذلك- و بدورها أيضاً تؤثِّرُ الإدارة في الثقافة و المجتمع. و إذاً: بالرغم من كون الإدارة جسماً معرفياً منظماً، و بالتالي مؤهلة للتطبيق في كل مكان، فإنَّه ينبغي العلم أيضاً بأنَّها ثقافة culture و ليست علماً مجرَّداً عن القيم"
• إنما تشرقُ الشمسُ دائماً لمن يفتح عينيه نحوها:
عندما تسمع بهذه العبارة " الإدارة في الإسلام " فماذا يخطر في بالك؟ هل يخطر في بالك منجزات إسلاميَّة معاصرة يعمُّ نفعها الناسَ، أو نظم إدارة يبهرُ نجاحها العالم و يتزاحم الدارسون لأخذها؟

أم تخطر في بالك أوَّلاً مكتباتُ العالمِ المحتضنة لتراث علميٍّ مشرَّد، أهلهُ الأحياء هم الأيتامُ بفقده؟ أم ُتراك تذكرُ ابن خلدون، و ابن تيمية وغيرهم من المؤسِّسين لما يدعى اليوم بعلوم الاجتماع و السياسة و المتضمِّنة للكثير من المبادئ الجوهرية في تصريفِ شؤون الأمَّة، أو إدارة أعمال الأفراد و المجموعات؟
إن كانت المتاحفُ و المكتبات الضخمة العامرة بكنوز المخطوطات الإسلاميَّة التي لا يدري بها معظم المسلمين – دع عنك الانتفاع بها- هي أوَّلُ ما يخطر ببالك،فاذكر أنَّنا لا نعيش في مكتبة و لا في متحف، بل في عالم الواقع.و لا يحيا الإنسان في الواقع ليكتب و يتحدَّث، بل يكتب و يقرأ ليحيا.
بل اذكر أولاً قوله سبحانه و تعالى: (تلك أمَّةٌ قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عمّا كانوا يعملون).
إنَّ تراث المجتهدين من علماء المسلمين، و توجيهات القرآن العظيم و سنَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم التي انطلقوا منها، أجلُّ من أن تكون رايةً منصوبةً في مقام التفاخر، أو عنواناً برَّاقاً لتزيين صفحات الكتب و المقالات، أو غطاءً ساذجاً يحاول ستر الواقع المخزي.
أيُّ علمٍ هو أعظم من كتاب الله؟ أيُّ هديٍ هو أقوم من هدي رسول الله؟ فلنستمع لتحذير رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من الركون إلى حمل ذلك العلم بالقول- و هوَ ما نكادُ نقعدُ عنه أيضاً- و ترك العمل به: ( عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا ) رواه ابن ماجة.
• من ينقد الزمَّار يطلب اللحن:
لا مراء في أنَّ الغرب هو البنَّاء الأكبر الواقفُ على قدميه في هذا العصر – بغض النظر عن رأي القاعدينَ في بنائه- و هو من يدفع للزمَّارين في يومنا هذا. فلا تعجب إذاً حين تراه لا يتردَّد في طلب اللحن الذي يهواه، و كتابة كلماته أيضاً ثمَّ دفع الناس طوعاً أو كرهاً لترديد نشيده.

في عالم الإدارة المعاصر تعتبر السيطرة الغربية في توليد المبادئ و الأدوات الإداريَّة الجديدة أمراً طبيعياً. لأنَّ النشاط في توليد هذه المبادئ و الأدوات لا يمكن أن يتمَّ في بيئة نظرية منعزلة عن التطبيق الواقعيِّ إنَّه نشاط عمليّ مرتبطٌ بالنشاط العام للمجتمع في مجالات الحياة المتنوعة من صناعة و تجارة و خدمات و غيرها، و نشاط الغرب في هذه المجالات هو الأكبر و الأسرع نموَّاً دون ريب.
وبسبب هذا الارتباط الوثيق بين النشاط في الإدارة و النشاط في مجالات الحياة المختلفة، يبدو غياب الصوت المسلم عن أدبيَّات الإدارة العالميَّة أمراً طبيعيَّاً أيضاً.
لكن مهلاً! ترافقُ هذه السيطرةَ العمليَّةَ العادلة سيطرةٌ فكرية و تاريخية ظالمة! لماذا هي ظالمة؟
لأنَّها تسير بمن يتابعها في استقصاء الجذور التاريخية لمبادئ الإدارة و ممارستها في مسارٍ متعرِّج وثَّاب! يتعرَّج المسار جغرافيَّاً فيتجاوز المنجزات في أرض المسلمين الشاسعة الواقعة في قلب العالم ليمحوَ قاراتٍ بأسرها، ويقفز عبر الزمن كما يحلو لراسميه ليطوي قروناً من الازدهار و الحضارة، و يتجاهل تراثاً ضخماً من المبادئ الإداريَّة الرفيعة و التطبيقات المذهلة في نجاحها لدى أممٍ عديدة.و هكذا لا تكاد تلمح في تاريخ المبادئ الإداريَّة ذكراً للمسلمين و إنَّما فيه احتفال بمن قبلهم و من بعدهم.
نظريَّاً يسبقُ المسلمون الغربَ بشريعة جامعةٍ لأفرادِ الأمة تختصر في مصدرها السماوي الكثير من العناء والتخبُّط في متاهات الفكر و الظنون و المسالك الوضعيَّة، و بتجربة هائلة الاتساع و التنوع في المكان والزمان و العناصر.
لكن ماذا تصنع الخريطة المحكمة إن كانت في جيب المسافر لا في عقله؟ و ماذا تجدي التربة المعطاء، و البذار المبارك إن كان الفلَّاح المؤتمنُ عليها خاملاً؟
إنَّما يصنع الأحداث من يتكلَّم بأفعاله، و إنَّما تتنافس الجماعات و الأمم بالمنجزات الحاضرة.