روى الإمام الترمذي في الحديث الحسن الصحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
قال: قلتُ يا رسول الله أخبرني بعمل يُدخلني الجنة، ويُباعدني من النار؟
قال: "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تُشرك به شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجُّ البيت"،
ثم قال: "ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصدقة تُطفئُ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل"، ثم تلا: تتجافى" جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون 17 (السجدة)،
ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه"،
قلت: بلى يا رسول الله،
قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد"،
ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟"
قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه
ثم قال: "كُفَّ عليك هذا"
قلتُ: يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال: "ثكلتك أمك! وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟".

صلي الله عليه وآله وصحبة وسلم


نعم... مازلنا نحذر من خطر اللسان....
لذا نظراً لخطورة وأهمية هذا اللسان ...

فإليك "النصائح العشرون للسان الموزون"، والتي يمكنك بها استثمار هذه الأداة المهمة للتأثير:

1 - زن الكلمة قبل أن تنطق بها، إذ:
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الشجعان

2 - كن عفيف اللسان، وتجنب الكلمات السوقية والفحش من القول: "فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" (رواه ابن خزيمة في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها).

3 - تجنب تجريح الأفراد والهيئات واحذر الإساءة إلى الآخرين.

4 - لا تكرر كثيراً بعض الكلمات مثل: نعم: OK، زين، يعني، في الحقيقة، في الواقع، طيب، آآ، وغيرها.

5 - يمكنك استخدام بعض الكلمات والمصطلحات الأجنبية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولكن من غير تكلف أو مبالغة، فإن المبالغة في ذلك مستهجنة، لا سيما عندما يكون المشاركون لا يحسنون هذه اللغة أو لم يعتادوا على سماعها.

6 - لا تكن ثرثاراً، وإياك والإطالة، فإن ذلك مدعاة للملل والضجر، كما أن الكلام ينسي بعضه بعضاً.

7 - تكلم العربية الفصحى فإنها لغة العلم، واحذر من رفع المفعول ونصب المجرور وجر الفاعل، فإن ذلك مثلبة للقول ومدعاة للسخرية.

8 - استخدم الأساليب البيانية والسجع غير المتكلف، واحرص على الجمال اللفظي، فإن ذلك أدعى للانتباه واليقظة والإثارة.

9 - تكلم بلغة يفهمها الجميع، واحذر التفلسف بمصطلحات غامضة، فإن ذلك سبب لفقد انتباه واهتمام الآخرين، وإذا اضطررت إلى استخدام تلك المصطلحات فاشرحها لهم ابتداء.

10 - أخرج الحروف من مخارجها، وانطق الكلمات بوضوح ولا تأكل أواخرها.

11 - احذر التكلف في إخراج الكلمات والحروف، والتقعر في نطقها، والتمطيط في لفظها، فإن الفطرة السوية تمج ذلك وتستهجن صاحبها.

12 - تجنب الإكثار من التأتأة، أو التوقف أثناء الحديث، واحذر الكلام الهادئ الشديد البطء فإنه يبعث السأم في النفوس، والنعاس في العيون.

13 - لا تجعل صوتك على وتيرة واحدة، ولكن ارفعه تارة لا سيما في موطن الشدة والحماسة، واخفضه تارة أخرى لا سيما في مواطن اللين والرحمة.

14 - تكلم بصوت جهوري معتدل، فلا تصرخ فتؤذي السامع، ولا تخفض من صوتك فتحادث نفسك وترهق الآخرين.

15 - غيِّر معدل سرعة صوتك أثناء الحديث.

16 - كرر بعض الكلمات والعبارات المهمة للتأكيد عليها ولغرسها في الأذهان وتثبيتها في النفوس.

17 - اضغط على بعض الكلمات المهمة وأخرجها بقوة لتميزها عن غيرها ولتلفت الانتباه إليها، مع ضرورة عدم المبالغة في ذلك "كماً وكيفاً".

18 - اجعل لك وقفات أثناء الحديث، لا سيما قبل أو بعد العبارات المهمة أو الصعبة، واحذر الكلام السريع المتواصل.

19 - اجعل الإشارة باليد وكذلك قسمات الوجه منسجمة ومتناغمة مع طبيعة الكلام.

20 - اجعل الكلام متناسباً مع طبيعة الحال والزمان والمكان وكذلك مع طبيعة السامع.