إن خسائر أمريكا في الأرواح والمال مأساوية على نحو غير مسبوق بسبب الحرب في العراق\" وهذه حقيقة قوية كان صداها ما ذكره الجنرال السير مايكل روز بأن \" قوات التحالف تواجه وضعاً مستحيلاً في العراق\" وبصراحة أكثر يفصح \" ليس هناك طريق نمضي فيه للفوز في هذه الحرب, يجب أن ننسحب ونقبل بالهزيمة, لأننا ماضون إلى خسارة الحرب\" وهي النتيجة التي ذكرتها صحيفة الواشنطن بوست في استفتاء أظهر بأن 51% من الأمريكيين توقعوا هزيمة بلادهم في حرب العراق..ويرى
السيناتور الديمقراطي
مورم ريكس
بأنه \"
لا يوجد تقدم سياسي في العراق في ظل الاحتقان السياسي وعدم إحراز تقدم في المصالحة الوطنية\" مما جعل الرئيس العراقي يبكي حظه العاثر متهماً أسياده بقوله\" الحماقة والغطرسة والسذاجة الأمريكية هي جعلت الأوضاع في العراق أسوأ\".

وفي تقرير
صدر من
البنتاغون
أعده اندرو يبينيفتيس
جاء فيه بأن \"
الجيش الأمريكي لا يستطيع تحمل معدلات الانتشار بسبب المقاومة العراقية \" مشيراً إلى التدهور في معدلات التجنيد للجنود الأمريكان وخوفهم من أتون نار المقاومة العراقية، رغم الحوافز والعلاوات لإقناع الجنود على التوجه إلى محرقة العراق\" وخلص فيه إلى حقيقة مؤداها\" \" أن الإجهاد بدأ يدب في أوصال الجيش الأمريكي في العراق \" ويؤيده توني جيرسكي بقوله \" العدو – يقصد المقاومة – موجود في أي مكان، وفي كل مكان، نحن نواجه عدواً لا نعرفه، ولا يتبع خطوطاً قتالية ثابتة \" . وصف محللون عسكريون
عام 2007
بأنه أشد الأعوام دموية للقوات الأمريكية منذ عام الغزو ولم يأت هذا الوصف من فراغ بل من معلومات وإحصائيات أشرف عليا البنتاغون نفسه وعدد من المؤسسات والجامعات ومراكز الدراسات, ففي الوقت الذي تدعي فيه إدارة الاحتلال بأن عدد قتلاها لغاية شهر أغسطس
(6378) مجرما, فأن العدد الحقيقي يتجاوز(30) ألفا وعدد الجرحى أكثر من(26350) جندي رغم علمنا بأن هذه الإحصائيات خارج نطاق المنطق والعقل..وتحدثنا
محررة الواشنطن بوست
سوان ليفين، بأنه \"
لقد أصبح من المعتاد والطبيعي بالنسبة لنا استمرار ورود الجرحى يومياً\" ، ويقول الطبيب ماثيو هيمان بأن هذا الوضع \"هو أبشع كابوس يواجهني دائما\" ويصف عقيد أمريكي واقع الحال بقوله \"لقد تعبت كثيراً من رؤية الجرحى من أبناءنا أجسادهم ممزقة\" أنني ابحث عن أشخاص مبتورة أطرافهم، ومن كثرة هذه المشاهد بات من الغريب أن لا أراها يومياً، إنني استشعر بأنني احترق من داخلي\" . وفي الوقت
الذي لم يتجاوز المتمردون على الخدمة العسكرية
في حرب الخليج الأولى عام 1990 (102) جندي فأنها بلغت عام 2007(20) ضابطا و(200) جنديا ونشرت شبكة أمريكية بأن عدد المنتحرين من الجنود بلغ (5000) جنديا ولم ينته العام بعد.

وكشفت لجنة
ديمقراطية في الكونغرس
بأن تكاليف أمريكا
في حربها في العراق وأفغانستان بلغت(5,1) تريليون دولار. كما أفادت دراسة أعدها البنتاغون بأن(19) ألف من الجنود الأمريكان يعانون من مشاكل نفسية بعد العودة من جبهة العراق منها الإرهاق النفسي والاكتئاب والإفراط في تناول الكحول والمخدرات, وذكر معهد المجلة الأمريكية للجمعية الطبية بأن من أصل (88235) جندي خضعوا للفحص فأن 11,7% منهم تلقوا علاجاً. وتشير منظمة
( من اجل مسئولية اجتماعية)
وهي منظمة طبية أمريكية
نقلاً عن السيناتور الديمقراطي
باني موراي
بأن تكلفة الرعاية الصحية للجنود الأمريكان ومعوقي الحرب تجاوزت التكلفة المخصصة لها والبالغة(650) مليار دولار, مؤكداً من جانب آخر بان الصدمة العقلية والنفسية للجنود العائدين من العراق ستستمر معهم طوال حياتهم.كما نشرت صحيفة
( USA TODAY)
بأن أكثر من (1100) محارب من العائدين من العراق وأفغانستان يعانون من إصابات خطيرة في العيون بسبب القنابل المزروعة على جانبي الطرق وقنابر الهاون واعتبرتها أعلى نسبة إصابة يتعرض لها الجنود منذ الحرب العالمية الأولى وهي بحق رحلة نحو الظلام. وأشارت صحيفة لوس انجلوس بأن عدد الجنود الفارين من الخدمة العسكرية لهذا العام زاد بنسبة 80% عما كانت عليه عام 2003 بمعنى(4698) جندي في حين كان العدد عام 2006 (3301) جندي ومعظمهم هرب إلى كندا والمكسيك, علماً إن معظم الهاربين من قوات المارينز وهي القوات التي يتفاخرا لأمريكان بقوتها وبأسها وفاعليتها في الحروب، وقوة تسليحها وتجهيزها ومستواها القتالي المتطور، لكن غالبا ما تكون تذاكر الرحلة إلى المستنقع العراقي ذهاب فقط لأن العودة من العراق ستكون بشكل نعش فالرحلة غير مشجعة لانطوائها على المجازفة،

وقد عبر أحد الجنود الفارين
بصراحة \"
لا أريد أن يكتب على قبري مات مخدوعاً في العراق \"
وقال آخر\"
أن ذهابي للقتال في العراق يعتبر خطيئة مميتة\" رغم معرفته أن رواتب وحوافز خدمة سنة في العراق تعني الحصول على (120) ألف دولار وهذا ما يحلم به أي أمريكي.

ويشير تقرير
للبنتاغون
عن وجود صعوبة بالغة في تجنيد المزيد من القوات بالرغم من الإغراءات المادية والحوافز والعلاوات التي تقدم لهم، ويعزي معد التقرير (اندرو كريبيتفتش) الأمر بسبب المقاومة العراقية الشديدة، وهو الأمر الذي أكده أيضا (جورج غولوان) القائد السابق لحلف شمال ألأطلسي، فقد أيد وجهة نظر أندرو بقوله\
" إذا أردنا أن نعرف هل فعلاً سينهار الجيش الأمريكي أم لاعلينا أن نقول الحقيقة الآتية
بأنه إذا استمررنا في هذا الحال
فسيكون جيشنا معرضاً للانهيار.\"

ويضع السيناتور الديمقراطي
آدم سميث
رأسه بين يديه متسائلاً \"
إننا لا نستطيع تحمل الاستمرار في إنفاق(200) مليار سنوياً ونبقي أكثر من (100) ألف جندياً إلى أمد مجهول\"؟

وهذه الإحصائيات تدل على أن زلزال الجهاد في العراق الذي تتصاعد درجاته على محرار ريختر سيدمر وينهي اسطورة الجيش الامريكي الذي لا يقهر .

منقول