تذكر دائما ان الانسان يتصف بالصفات التي يمارسها اكثر

ان التدريب المتكرر احد المبادئ الاساسية في معظم طرق الحياة الروحية والتأملية بعبارة اخرى الاساليب التي تحرص على ممارستها هي الطابع الغالب لشخصيتك فمثلا اذا كنت معتادا على التوتر عندما تسوء معك الامور او ترد على النقد مدافعا عن نفسك وتصر على انك دائما على حق او اذا كان فكرك يتوتر عندما تواجه شدة او اذا كنت تتصرف دائما كما لوكانت الحياة حالة طوارئ فإن حياتك للاسف سوف تكون انعكاسا لهذه التصرفات سوف تصاب بالاحباط لانك تمارس هذا الاحباط بنفسك.

وبالمثل ايضا يمكنك ان تختار ان تضفي على نفسك صفات العطف والصبر والطيبة والتواضع والسلام من خلال تصرفاتك واعتقد انني لن اخطأ عندما اقول ان الممارسة لهذه الصفات سوف تجعلك تصل الى الكمال اذا فمن المهم ان تكون حريصا في اختيار سلوكياتك وتصرفاتك.

وانا هنا لا اقترح عليك ان تجعل حياتك كلها مشروعا ضخما هدفك فيه ان تحسن من شخصيتك ولكن الحقيقة انه من المهم جدا بالنسبة لك ان تكون مدركا لعاداتك وسلوكياتك الباطنة او الظاهرة فمثلا الي اين يتجه اهتمامك؟ كيف تقضي وقتك؟ هل توظف العادات التي تساعدك على تحقيق اهدافك المحددة؟ هل تقول انك تريد لحياتك ان تظل تتحمل ما انت فيه الان؟
في الحقيقة انك ببساطة عندما تسأل نفسك هذه الاسئلة وتجيب عليها بأمانة فإن ذلك يساعدك على تحديد الاساليب السلوكية الاكثر افادة بالنسبة لك .. هل سبق ان قلت لنفسك اني بحاجة لأن اقضي وقتا اطول مع نفسي او اريد ان اتعلم فن التأمل ولم تجد الوقت لتقوم بذلك؟ للاسف ان اناسا كثيرين يقضون وقتا اطول يغسلون سياراتهم او يشاهدون برامج التليفزيون التي لا يستمتعون بها اكثر من الوقت الذي يقضونه في القيام بالامور الاخرى التي تفيد قلوبهم .. انك اذا تذكرت دائما ان ما تمارسه سيصبح سمة مميزة لشخصيتك فإنك لا شك سوف تسلك انواعا من السلوك غير تلك التي تسلكها الان.




.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون