اقرأ المقالات والكتب التي تخالفك الرأي تماما وحاول ان تخرج من ذلك بشئ

هل حدث ان لاحظت ان كل شئ تقرؤه يبرر ويقوي آرائك ومعتقداتك عن الحياة؟ ونفس الامر يصدق على ما نختار ان نسمعه ونشاهده من برامج التليفزيون والراديو وفي واقع الامر في اكثر البرامج شعبية في الولايات المتحدة يصف المشاهدين الذين يتصلون بمقدم البرنامج تليفونيا انفسهم على انهم يوافقون على كل شئ يقوله مسبقا وبشكل اكثر تفصيلا نحن جميعا متشابهون سواء كنا محافظين او احرارا اننا نشكل وجهات نظرنا ثم نقضي حياتنا بأكملها في الدفاع عما نعتقد في صحته .. ان هذا التصلب امر مؤسف لأن هناك الكثير الذي يمكن ان نتعلمه من وجهات النظر التي تختلف عن وجهات نظرنا كما انه لأمر مؤسف لأن كمية العناد التي تكفي لإبقاء عقولنا وقلوبنا منغلقة في وجه كل شئ عدا آراءنا تؤدي الي ايجاد قدر كبير من التوتر الداخلي .. ان العقل المنغلق يقاتل من اجل إبقاء كل شئ بعيدا عنه.

اننا جميعا ننسى اننا نؤمن بأن الطريقة التي ننظر بها الى الأمور هي الطريقة الوحيدة الصحيحة وننسى انه يمكن ان يستخدم شخصان اساليب مختلفة لإثبات وجهة نظرهما ويمكن لكليهما ان يكون مفهوما ومقنعا .. وبمعرفة ذلك فبمقدورنا احد امرين إما ان نستعد للقتال ونزيد من عنادنا او ان نلين ونجرب شيئا جديدا علينا .. مهما كان توجهك في الحياة حاول في كل يوم ان تبذل القليل من الجهد لقراءة المقالات او الكتب التي تخالفك الرأي وكل ما تفعله هو توسيع مداركك وفتح قلبك امام الجديد من الافكار وسيقلل هذا الانفتاح الجديد من التوتر الذي يسببه الابتعاد عن وجهات النظر الاخرى وهذا التمرين بالإضافة الى كونه شائقا سوف يساعدك على رؤية البراءة في تصرفات الغير علاوة على مساعدتك في التحلي بالمزيد من الصبر كما سيزداد استرخاؤك وتصبح انسانا اعمق فلسفة لأنك ستبدأ بإدراك المنطق وراء وجهات النظر الاخرى .. انني وزوجتي نشترك في اكثر المجلات تحررا بل وفي نفس الوقت اكثرها تحفظا في امريكا وبإمكاني ان اقول ان قراءتها قد وسعت من منظورنا الى الحياة.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون