خذ نفسا قبل ان تتكلم

هذه الطريقة البسيطة لها نتائج ملموسة مع كل من جربها فمن نتائجها المباشرة الصبر والتوقع ومن نتائجها الاخرى ايضا الحصول على الامتنان والاحترام من الاخرين.

والطريقة في حد ذاتها بسيطة فهي ليست سوى التوقف لبرهة واخذ نفس عميق عندما ينتهي الشخص الذي تتحدث معه من حديثه وفي البداية ربما تبدو المسافة بين نهاية كلامه وبداية كلامك غير منتهية ولكنها في الحقيقة لا تساوي سوى جزء من الثانية وسوف تعتاد قوة وجمال التنفس وسوف تقدر هذه العملية ايضا .. وهذه الطريقة سوف تقربك من اي شخص يتعامل معك وسوف تدفعه ايضا لاحترامك وسوف تجد ان الاستماع للاخرين من افضل الهدايا التي يمكنك ان تقدمها لهم وكل ما يتطلبه ذلك مجرد الانتباه والممارسة.

واذا لاحظت الاحداث التي تدور حولك فسوف تلحظ ان معظمنا غالبا ينتظر فرصته للكلام فنحن في الحقيقة لا نستمع للشخص الذي يتحدث ولكننا ننتظر فرصة لنعبر عن ارائنا ونحن غالبا ما نكمل عبارات الاخرين او نقول كلمات مثل نعم نعم او اعرف ذلك بسرعة ونحثهم على ان يسرعوا لكي نأخذ دورنا ويبدو الحديث احيانا مع الاخرين على انه شد وجذب مثلما يحدث بين المتقاتلين او بين لاعبي تنس الطاولة ولا يبدو متعة او تعلما من المحاورة.

وهذا الشكل من التواصل يدفعنا الى توجيه النقد للآراء او نبالغ في ردود افعالنا او نسئ الفهم او نُرجع الامور الى دوافع خاطئة او نكوّن اراء كل هذا قبل ان ينتهي المتحدث من حديثه ولا عجب اذا ما تضايقنا احيانا من بعضنا اثناء الحديث هذه القدرات الضعيفة في الاستماع تعتبر معجزة هائلة في ان يصبح لنا اصدقاء.

لقد قضيت معظم حياتي انتظر دوري في الحديث فإذا كنت مثلي فسوف تندهش عندما ترى نظرات الدهشة ورد الفعل الجيد لدى الاخرين عندما تعطيهم الفرصة لإكمال حديثهم قبل ان تبدأ انت بالكلام وغالبا فإنك سوف تبدأ الاستماع للاخرين للمرة الاولى وسوف ينتابك شعور بالتصديق من هذا الشخص الذي تتحدث اليه وسوف يتطور بينكما شعور بالهدوء وعدم اندفاع المشاعر بينكما فلا تتضايق لأنك لم تأخذ دورك في الكلام فسوف تأخذه لاحقا وفي الحقيقة سوف يكون كلامك ذا فائدة لان الشخص الذي تتحدث اليه سوف يلتقط احترامك وصبرك وسوف يحاول تقليدك.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون