انظر الى الكوب الزجاجي واعتبره مكسورا بالفعل وكذلك أي شئ اخر

هذه احدى الطرق التي تعلمتها على مدى عشرين عاما وقد امدتني هذه الطريقة بالرؤية التي احتاجها لترشدني نحو تحقيق هدفي وهو ان اصبح اكثر تقبلا للآراء الاخرى.

وهذه الطريقة تقوم على اساس ان الحياة في تغير مستمر فكل شئ له بداية وله ايضا نهاية فكل شجرة تبدأ ببذرة وسوف تعود الى التراب مرة اخرى في يوم ما .. كل صخرة تتكون وكل صخرة سوف تتلاشى فهذا يعني في عالمنا الحديث ان كل سيارة وكل آلة وكل قطعة قماش تصنع سوف تبلى وتتفتت يوما ما .. المسألة كلها مسألة وقت اجسامنا ايضا تولد وسوف تموت ذات يوم والكوب الزجاجي يصنع ولابد من انه سوف ينكسر في النهاية.

ان ثمة راحة وسلام في هذه الطريقة فعندما تكون متوقعا ان شيئا ما سوف ينكسر فإنك لا تفاجأ ولا تصاب بإحباط عندما ينكسر بالفعل وبدلا من ان تستاء عندما ينكسر شئ ما فإنك تشعر بالامتنان من اجل المدة التي استخدمت هذا الشئ فيها.

ويمكن ان تبدأ ذلك التمرين مع اشياء بسيطة كوب زجاجي مثلا .. اخرج كوبك الزجاجي المفضل الذي تشرب فيه وتأمله لحظات وانظر الى جماله والأهمية التي يمثلها لك والان تخيل ان نفس هذا الكوب قد انكسر بالفعل وتناثرت قطعه على الارض هنا تذكر الرأي الذي يقول يوما ما سوف يتحلل كل شئ الى حالته الاولى .. بالطبع لا احد يحب ان ينكسر كوبه المفضل او اي شئ اخر وهذه الفكرة الفلسفية لا تعتبر دعوة لكي نكون سلبيين او غير مكترثين ولكنها دعوة للتسليم بماهية الاشياء فعندما ينكسر كوبك الزجاجي فإن هذه الفلسفة تساعدك على الاحتفاظ بوجهة نظرك وبدلا من ان تقول وقتها يا الهي فإنك ستقول هذا قدره .. حاول ان تمارس هذه الطريقة وسوف تجد انك لا تشعر بالارتياح فقط وانما ايضا تقدر الحياة اكثر من اي وقت مضى.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون