لا فرق بين المدح والذم

ان حتمية التعامل مع من لا يروقون لنا يُعد احد دروس الحياة التي لا يمكن تجنبها كما ان عدم وجود فرق بين المديح والذم هو طريقة خيالية لنذكر انفسنا بالمقولة القديمة بانه لن يكون بمقدورنا ابدا ان نسعد الجميع طوال الوقت .. وحتى في الفوز الساحق في الانتخابات والذي يحصل فيه احد الناخبين على نسبة خمسة وخمسين بالمائة من الاصوات يكون لديه خمسة واربعين بالمائة من الناخبين الذين كانوا يتمنون لو كان شخص اخر هو الفائز ياله من امر باعث على التواضع اليس كذلك؟

ان درجة استحساننا لأفراد العائلة والاصدقاء ومن نعمل معهم ليس من المحتمل ان تكون عالية وحقيقة الامر فان لكل منا مجموعة من الافكار التي نُقيم بها الحياة وهي لا تماثل افكارنا وافكار الغير على الدوام ومع ذلك ولسبب ما فان غالبيتنا يناضل ضد هذه الحقيقة الراسخة ونحن نشعر بالغضب بجرح مشاعرنا او بالاحباط عندما يرفض الغير افكارنا او يقول لنا لا او يجيبنا بأي شكل اخر من اشكال الرفض.

وكلما اسرعنا بقبول المأزق الحتمي المتمثل في عدم تمكننا من الحصول على قبول من نقابلهم كلما اصبحت حياتنا اكثر يسرا وعندما تتوقع ان تحصل على نصيبك من الرفض بدلا من الصراع ضد هذه الحقيقة فسوف تنمي منظورا يعينك في رحلة حياتك وبدلا من شعورك بالنبذ نتيجة رفض الغير لك يمكن ان تُذكر نفسك هاهو الامر ذاته يتكرر من جديد لا بأس .. ان في مقدورك ان تتعلم ان تندهش بسعادة بل وحتى ان تشعر بالامتنان عندما تحصل على القبول الذي كنت تامله.

لقد وجدت ان هناك الكثير من الايام التي احصل فيها على المدح والذم في آن واحد فسوف يطلب مني شخص ان اقدم محاضرة في حين لا يرغب شخص اخر في ذلك ويمكن لمكالمة تليفونية ان تحمل الي خبرا سعيدا بينما تحمل لي اخرى مسألة جديدة عليّ التعامل معها وقد يسعد احد اطفالي بسلوكي بينما يقاتل الاخر ضده وقد يقول عني شخص ما ياله من رجل رائع وقد يعتقد شخص اخر بأنني رجل اناني لأني لا ابادله الاتصال تليفونيا .. ان مثل هذا المدح والذم المتغير هو جزء من حياة الجميع انني اول من يعترف بانني دائما افضل المدح على الذم فهو يضفي علينا شعورا افضل وهو اسهل كذلك في التعامل معه ولكن كلما زاد شعوري بالرضا كلما قل اعتمادي على المدح في شعوري بالارتياح.
.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون