إن الحياة ما هي إلا اختبار

إن عبارة ان الحياة ماهي الا اختبار تُعد من عباراتي المفضلة فلو كانت تلك الحياة واقعية لتم توجيهك الى اين يجب ان تذهب وماذا تفعل .. كلما تأملت هذه الحكمة المرحة ذكرتني بألا انظر الى الحياة بجدية .. فعندما ننظر الى الحياة بتحدياتها المختلفة على انها اختبار او سلسلة من الاختبارات تبدأ في النظر الى كل مسألة تواجهك على انها فرصة للنمو والانخراط في المجتمع وسواء امطرت عليك الدنيا المشكلات والمسئوليات وحتى العقبات التي لا تقهر فإذا نظرت اليها على انها اختبار فستكون هناك دائما الفرصة لكي تحقق النجاح .. بمعنى ان تقهر ما يتحداك ومن ناحية اخرى اذا نظرت الى كل مسألة جديدة تواجهك على انها معركة يجب ان تنتصر فيها كي تتمكن من البقاء فربما تكون حياتك رحلة مليئة بالعقبات وسيكون الوقت الوحيد الذي تشعر فيه بالسعادة عندما يتم كل شئ بشكل صحيح ونحن نعلم ندرة حدوث ذلك.

وكتجربة فلتنظر اذا كان من الممكن ان تطبق هذه الفكرة على شئ تجبر على التعامل معه فربما يكون لك ابن مراهق او رئيس كثير المطالب فلتنظر ان كان بإمكانك ان تعيد تحديد ما تقابله من كونه مشكلة الى كونه اختبارا فبدلا من ان تتطوع مع هذه المشكلة فلتر اذا كان بإمكانك ان تخرج بشئ منها واسأل نفسك لماذا وجدت هذه المسألة في حياتي؟ ما مغزاها وكيف اتغلب عليها؟ هل يمكنني ان انظر الى هذه المسألة بشكل مختلف؟ هل يمكنني ان انظر اليها كاختبار من أي نوع؟
لو جربت هذه الاستراتيجية لربما ادهشك تغير اجاباتك .. على سبيل المثال لقد كنت فيما مضى اتصارع مع اعتقادي بانه ليس عندي ما يكفي من الوقت وكنت اندفع هنا وهناك محاولا انجاز كل شئ وكنت القي باللائمة على جدولي واسرتي وظروفي او اي شئ اخر افكر فيه كسبب لمحنتي ثم تبادر الى ذهني انه اذا اردت ان اكون سعيدا فليس بالضرورة ان يكون هدفي ان انظم حياتي حتى يكون امامي متسع من الوقت ولكن بالأحرى ان ارى اذا ما كان بوسعي الوصول الى درجة اشعر فيها بأنه من الممكن ان اشعر انه لا بأس لو لم اتمكن من عمل كل ما كنت اشعر انه يتوجب عليّ القيام به .. يمعنى اخر كان التحدي الحقيقي امامي ان انظر للصراع على انه اختبار .. ان النظر الى هذه المسألة على انها اختبار ساعدني في نهاية المطاف على التعامل مع اكثر الامور التي كانت تحبطني شخصيا والان مازلت اتصارع بين الفينة والفينة بخصوص نظرتي لعدم وجود ما يكفي من الوقت ولكن بدرجة اقل بكثير مما كان عليه الامر سابقا ولقد اصبح تقبل الامور على ما هي عليه من الامور التي اقبلها بدرجة اكبر.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون