التنمية .. بالمحاسبة !
بقلم : عماد الحاج

الحياة عبارة عن مجموعة من التجارب التي تنجح بعضها وتفشل أخرى .. فلا يوجد نجاح باستمرار .. ولا يوجد طريق بلا عثرات .. وفي كلتا الحالتين النجاح أو الفشل يجب أن يكون هناك وقفات من أجل المراجعة والمحاسبة ..
في حالة النجاح نقف لتحسين الأداء وتطويره .. وفي حالة الفشل نقف للمراجعة وأخذ العبر والمحاسبة .. لتعديل المسار وشحن الهمم والانطلاق من جديد ..
ويعتبر الإقرار بالخطأ أو التقصير النقطة الأهم في هذا الإطار لاسيما أن عدم الإقرار يعني العيش في سراب الكمال .. وإيهام النفس أنها لا تخطئ وأنها فوق مستوى المحاسبة !!
بعض الناس يعتبر محاسبة النفس جلد للذات .. وقد تؤدي لمزيد من الإحباط .. ومزيد من الفشل .. والبعض الآخر يعتبرها فرصة لكشف أسرار الإخفاق التي لا يرغب صاحبها بظهورها .. لذلك لا تعتمد الكثير من المؤسسات أسلوب محاسبة النفس خاصة إذا كان أمر المحاسبة يمس أشخاصًا في المراكز العليا !!
وهكذا يتم القفز عن الأخطاء بطرق سحرية .. وغلق الملفات لغير رجعة .. والنتيجة تكون مزيد من الإخفاق .. وتكرار لنفس الأخطاء السابقة !!
إن المحاسبة الذاتية خطوة إيجابية باتجاه إصلاح الذات .. وخطوة نحو التنمية والنجاح .. كما أنها خطوة إيجابية باتجاهإصلاح العمل داخل المؤسسة .. ولعل كل الناجحين فيالحياة هم من الذين يمارسون هذه المحاسبة سواء في السر أو في العلن .. علينا أن نسأل أنفسنا : هل حققنا أهدافنا ؟ هل قمنا بعملنا على أحسن حال ؟ هل كانت قراراتنا صائبة وفعالة وفي الوقت المناسب ؟ كيف كانت الإيجابيات والسلبيات ؟ وما هي خططنا المستقبلية لتلاشي هذه الأخطاء ؟ كثيرة هي الأسئلة .. لكن الأهم هو الإجابات الصادقة التي تساهم بشكل كبير في المعالجة والتنمية .
إذا كنا نمارس هذه العملية بوعي وصدق .. فنحن في الاتجاه الصحيح .. لكن إذا كنا نخاف من فتح هذه الملفات .. ولا تتوفر لدينا الشجاعة لذلك .. فهذا يعني مزيد من الفشل والإخفاق !!