النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: "القراءة للجميع"...آذانٌ في مالطا ـ شيرين حامد فهمي

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
هندسة
المشاركات
3,066

"القراءة للجميع"...آذانٌ في مالطا ـ شيرين حامد فهمي


هناك مقولة مصرية شائعة تصف من يفعل شيئاً – لا يتناسب مع محيطه – كمن يؤذن في مالطا؛ بمعنى أنه يفعل شيئاً غريباً، لا ينسجم مع من يحيطه من البشر، ومع ما تحيطه من الظروف، فتكون النتيجة ألا يلتفت إليه أحد. مثله كمثل الذي يؤذن في مالطا – جزيرة في البحر المتوسط – فلا يُفهم أذانه، لأنه ببساطة غير معروف لدى البشر هناك.

وقد تواردت تلك المقولة على فكري وخاطري، حينما كنت أقود سيارتي يوماً – في شوارع القاهرة القذرة جداً والمكتظة جداً – فإذا بي أنظر إلى لافتات عن يميني وشمالي، تحمل شعار "القراءة للجميع". لفت انتباهي شيوع مثل هذه اللافتات بدرجة ملحوظة؛ وأخذت أتأملها في وسط الشوارع الخانقة التي "خنقت" كل من يمشي عليها، سواءً ماشياً أو راكباً، فقيراً أو غنياً، ذكراً أو أنثى، إنساناً أو حيواناً. أخذت أتأمل تلك اللافتات في وسط ذلك الشعب المكلوم المكتوم الذي تحولت حياته إلى صراع ٍ يومي، منذ لحظة نهوضه من نومه إلى لحظة خلوده إلى نومه.... بعد يومٍ مُهلكٍ مرير.
بصراحة اندهشت من تلك اللافتات التي انتشرت في وسط ذلك الضنك المُستشري، وسألت نفسي: هل انتهت كل مشاكلنا وأزماتنا لكي نرفع تلك اللافتات؟ هل باتت بلادنا على قدرٍ من الرفاهة التي تسمح بنشر تلك اللافتات؟ وهل سيقرئها الموظف الذي بات عاجزاً عن تدبير قوت عياله؟ أم سيقرئها الشاب الذي عجز عن الإتيان بأي مكان – ولو حجرة – لكي يتزوج فيها ويعف نفسه؟ أم ستقرئها الأرملة أو المطلقة الكادحة التي تهرول كل يوم بين بيتها وبين عملها، والتي "يُفرم" جسدها يومياً في أتوبيسات النقل العام، سواءً في لهيب الصيف أو برد الشتاء، لكي توفر لقمة عيش لفلذات أكبادها؟ أم سيقرئها الطفل الذي يرتاد معهد الأورام بين الحين والآخر لكي يتلقى جلسة العلاج؟
بصراحة لقد استفزتني تلك اللافتات، بل "خنقتني" كما خنقتني شوارع مصر المحروسة التي لم تعد محروسة. وإذا كان هذا الحال قد وصل بي إلى هذا الحد – وأنا مستقلة لسيارتي – فما بال الذي تُنتهك آدميته يومياً في المواصلات العامة؟
إن لكل مقامٍ مقالا؛ وما تواجهه بلادنا في الوقت الحاضر من تدهور ملحوظ على جميع المستويات – ما عدا المستوى الأمني السياسي طبعاً – لا يسمح أبداً بعرض تلك المقولات المستفزة. وكيف لا تكون مستفزة، ونصف الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر؟ وكيف لا تكون مستفزة، وأمراض السرطان تنهش المصريين وتحصدهم كالجراد، لا تُفرق بين صغير وكبير؟ وكيف لا تكون مستفزة، ورواتب الموظفين في ثبات ٍ مستمر بينما أسعار الطعام والملبس والسكن والماء والكهرباء في صعودٍ مستمر؟ وكيف لا تكون مستفزة، والسجون مزدحمة بأعداد غفيرة من البشر الذين لم يُثبت عليهم أي تهمة، والذين يعاملون معاملةً قاسية بل إجرامية، الأمر الذي جعل مصر من أكثر الدول انتهاكاً لحقوق الإنسان؟
إنه هناك من القرى المصرية التي لم يصلها الماء حتى هذه اللحظة؛ وإنه هناك من القرى المصرية ما ُيخلط فيها الماء النقي بماء الصرف الصحي؛ وإنه هناك من المصريين من يعيش في "عشش" قد تذروها الرياح في أي لحظة فيصيرون في العراء؛ بل إنه هناك من المصريات من يفترشن الشوارع ليلاً – بسبب الفقر – فيتعرضن لشتى صنوف الابتزاز.
هل نُسيَت كل هذه القضايا التي تمس وجود الإنسان وكرامته، ليتم الإعلان عن أهمية القراءة؟ بالطبع لا يستطيع أحد نكران أهمية القراءة، ولكن توفير أساسيات الحياة الكريمة الطيبة التي تليق بكرامة الإنسان لها الأولوية العظمى في مثل هذه الظروف المأساوية التي تعيشها بلادنا. فقبل أن أطالب المواطن المصري بالقراءة، علي أن أسد جوعه وأعالج مرضه أولاً، وأن أرفع شعار "الكرامة للجميع" قبل رفع شعار "القراءة للجميع"...إما سأكون كمن يؤذن في مالطا.

#2
الصورة الرمزية vip_uae
vip_uae غير متواجد حالياً نشيط
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الإمارات العربية المتحدة
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
16

رد: "القراءة للجميع"...آذانٌ في مالطا ـ شيرين حامد فهمي

we are really appreciate your great effort by providing us with such as this valuable informations ,,,keep up your good work
GoodLuck

#3
الصورة الرمزية مستر زول
مستر زول غير متواجد حالياً مبادر
نبذه عن الكاتب
 
البلد
السودان
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
18

رد: "القراءة للجميع"...آذانٌ في مالطا ـ شيرين حامد فهمي

أستاذي أحمد نبيل عرفات اسمح لي بأن لا اتفق معك في هذا المقال فالأمم والشعوب لا تقاس بالمال والرفاهية والبنايات العالية فإنما تقاس بفهمها ووعيها وعلمها وثقافتها التي لا تؤثر فيها المدخلات الخارجية مهما فعلو فدولة مثل مصر وترفع هذا الشعار في الشوارع العامة فهو شي جيد وله مضمون أوسع فكرامة الانسان الحقيقية هي ماذكرت بالعلم والاخلاق والمبادئ فقال احد الفلاسفة لتلميذة تحدث كي أراك ولك مثال واقعي الصين نموزجا وماليزيا نموزج آخر بالعلم والعمل اصبحوا ماهم عليه فلا نلوم الحكام العرب في كل صغيرة وكبيرة فالنلوم أنفسنا كشعوب لا نطمح للتطوير والرقي وانما همنا الزوجة والاولاد فقط فتقبل ودي واحترامي

إقرأ أيضا...
"غوغل" يثير "النعرة القومية" للإيرانيين بسبب "الخليج العربي"

عادت إيران وهاجمت عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، ومعه وسائل الإعلام الإيرانية أيضا، موقع "غوغل ايرث" العارض عبر الأقمار الصناعية على الإنترنت فيديوهات وصور لمواقع جغرافية... (مشاركات: 1)


"إمداد" ترعى مؤتمر "السلامة في مزاولة الأعمال الخطرة"

تُشارك "إمداد" إحدى الشركات التابعة لـ"دبي العالمية" والمتخصصة في توفير الحلول الاستراتيجية لإدارة المرافق بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات الشاملة، في مؤتمر "السلامة في مزاولة الأعمال الخطرة" الذي... (مشاركات: 3)


"أبعاد حديثة في القيادة *عرفات سيف النصر ـ الفيوم ـ مصر

"أبعاد حديثة في القيادة * أولا: القيادة الرسمية و القيادة غير الرسمية ثانيا: القيادة الفعالة والقيادة الناجحة ثالثا: القيادة التحويلية رابعا: بدائل القادة والتفاعلات خامسا: القوة و... (مشاركات: 0)


تحت شعار "معاً وقت الأزمة" "كوني مطمئنة" حملة تطوعية تطلقها "الشقائق" لمتضررات سيول جدة

تحت شعار "معاً وقت الأزمة" "كوني مطمئنة" حملة تطوعية تطلقها "الشقائق" لمتضررات سيول جدة أطلقت جمعية الشقائق النسائية بجدة حملة "كوني مطمئنة" التطوعية الكبرى بمشاركة المتضررات من جراء سيول... (مشاركات: 0)


بشري للجميع لدينا"دورات تنميه بشرية وتسويق وكمبيوتر وهندسية وكل ما تحتاجه "

بشري للجميع لدينا"دورات تنميه بشرية وتسويق وكمبيوتر وهندسية وكل ما تحتاجه " للحجز والاستعلام 002-050-2367575 0123689319002- أو المراسلة على الايميل التالي: ms.gayyar*********** أو... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

الدبلومة المتقدمة في الصيانة الصناعية

برنامج تدريبي متخصص في الصيانة الصناعية يتناول موضوعات الصيانة ونظام ادارة الصيانة وتحليل تكلفة الصيانة والتخطيط والتحكم في مخزون قطع الغيار و مؤشرات قياس اداء ادارة الصيانة والصيانة الرشيقة والصيانة الشاملة TPM وتحليل الاسباب الجذرية للاخفاق و الصيانة القائمة على الاعتمادية RCM والخدمة الاقتصادية لعمر الاصول


دبلومة فن صياغة الذهب والفضة والمعادن الثمينة

تركز هذه الدبلومة على اكساب المشاركين خبرات ومهارات النشر والتفريغ والبرد وعمل ملامس على الاسطح المعدنية والتشطيب ثم ينتقل الى مهارات الوصل واللحام واستخدام لحام الفضة والقصدير واستخدام النار في اعمال اللحام والتشطيب ثم يتم الانتقال الى مهارات تركيب الاحجار او الكوبيشون والتعرف على أنواع الأحجار الكريمة مع عرض حي الأحجار وأشكالها بشكل علمي احترافي وبيوت الأحجار بدون لحام وعمل بيوت الأحجار باللحام باستخدام لحام الفضة والزامه والقصدير وعمل بيوت أحجار غير تقليدية


أساسيات التحليل المالى واثرها على قرارات شراء وبيع الاسهم

اذا كنت ترغب في التعرف على اساسيات ومقومات التحليل المالي لميزانية شركتك، وكيفية الحكم على صحة هذه القوائم المالية، وايضا كيفية الاستفادة من عملية التحليل المالي في عمليات شراء وبيع اسهم الشركات، وتحديد طرق واساليب التحليل المالي المختلفة، فيمكنك حضور هذه الجلسة الارشادية مع احد استشاريي الادارة المالية ليساعدك على تعلم كيفية التحليل المالي لميزانية الشركة وكيفية الاستفادة من هذا التحليل.


برنامج حوكمة المؤسسات الرياضية

برنامج تدريبي يهدف الى تأهيل المشاركين على فهم واستيعاب المفاهيم الاساسية لفلسفة الحوكمة ودورها في الاصلاح الاداري داخل المؤسسة الرياضية سواء اللجان الاوليمبية او الاتحادات الرياضية او الاندية او مراكز الشباب، بحيث يحقق في النهاية معايير ومتطلبات تطبيقها عالميا ومحليا.


دبلومة لين ستة سيجما - الحزام الأصفر

برنامج يتناول موضوع لين ستة سيجما يتناول موضوع الجودة وتاريخ تطورها وتاريخ تطور ستة سيجما وإدارة الجودة الشاملة وأبعادها وأهمية ستة سيجما وشرح البعد الفلسفى - البعد الإحصائى - البعد العملياتى والفرق بين ستة سيجما و لين ستة سيجما وجلسة عصف ذهني لتحديد الفوائد المالية-المؤسسية- التشغيلية ومناقشة أهمية لين ستة سيجما فى ظل التزام الإدارة ومفهوم العملية والبيانات والمعلومات والمعرفة ومستويات 'ستة سيجما (الحزام الأصفر، الأخضر، الأسود، الماستر الأسود) والقيادة و بناء فريق التحسين وأدوات ضبط الجودة غير الإحصائية وأدوات الضبط الإحصائية ومنهجية "الستة سيجما" (DMAIC)


أحدث الملفات والنماذج