أن مفهوم وفكرة التخطيط الاستراتيجي جاءت متأخرة بعض الشيء ، فقد ظهر ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي في كتـاب Ansoff) )" استراتيجية المؤسسة" المنشور عام 1965 مستنداً الى أفكار مدارس الأعمال الأمريكية.
وبالتالي يمكن أن نعدد أربع مراحل لتطور عملية التخطيط هذه هي :
1 – المرحلة الأولى: التخطيط على الأساس المالي: نشأ هذا النوع من نظم التخطيط مع مطلع القرن العشرين، وطبقاً له، التخطيط يتضمن أساساً عملية الموازنة العامة والاعتبارات المالية المتعلقة بالتنبؤ بالدخل والكلفة وذلك بهدف تحقيق رقابة تشغيلية أفضل من خلال الالتزام بهذه الميزانيات إلا أنه وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الموازنة وحدها غير كافية كأساس للتخطيط وذلك لظهور متغيرات أخرى كثيرة .
2- المرحلة الثانية: التخطيط على أساس التنبؤ او التخطيط الطويل الأمد: مع نشوء هذا النظام من التخطيط في خمسينات القرن العشرين عملت المنظمات على تبنيه عندما أصبح مدراؤها يدركون بأن توجيه الأعمال من خلال السيطرة المالية لوحدها ليس كافياً لذلك فإن هذا النظام يهدف إلى تخطيط أكـثر فاعلية من خلال محاولته التنبؤ بالمستقبل
وعلى الرغم من استخدام اسم التخطيط الطويل الأمد في كثير من الأحيان عوضاً عن مفهوم التخطيط الاستراتيجي حيث استخدما بطريقة متبادلة للتعبير عن شيء واحد إلا أن هناك عدداً من الفروق والاختلافات بينهما، ذلك أن التخطيط الطويل الأمد يهدف الى تحقيق أهداف المنظمات وتخصيص الموارد وإنجازها … لأجل سد أي ثغرة موجودة بين المتطلبات او الحاجات المفترضة، من خلال التقدير الاستقرائي وبين القابليات والإمكانيات المحسوبة للمنظمة إذاً فالتخطيط هو التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية المؤثرة في المنظمة وتحديد ما يجب عملة للتكيف مع هذه الاتجاهات أما التخطيط الاستراتيجي فهو عبارة عن التبصر بالشكل المثالي للمنظمة في المستقبل وتحقيق هذا الشكل .
ولكن شهدت البيئة تغيرات واسعة اصبح معها التخطيط الطويل الأمد او القائم على أساس التنبؤ اقل فاعلية ، مما يتطلب نوعاً من التخطيط يعطي في الوقت نفسه شيئاً من المرونة لأجل التجاوب مع البيئـة المحيـطة بالمنظمـة والعمـل عـلى فهمـها وتفسـيرها كعـامل أساسي في التخـطيط وهكذا حل التخطيط الاستراتيجي في السبعينات من القرن الماضي محل التخطيط الطويل الأمد شيئاً فشيئاً.
3 . المرحلة الثالثة: التخطيط الموجه خارجياً أو التخطيط الاستراتيجي : الذي يهدف الى تحقيق واستجابة متسارعة للأسواق للمنافسـة من خلال محـاولة التفكـير استراتيجيا .
4 . المرحلة الرابعة: الإدارة الاستراتيجية : تم في هذه المرحلة دمج الإدارة مع التخطيط الاستراتيجي هنا يتم النظر الى الخطة الاستراتيجية على انها نظام من خطط الإدارة وقراراتها ذلك ان الانتقال من المرحلة الثالثة الى المرحلة الرابعة لا يتم القيام به إلا عندما يقوم فريق الإدارة كله بالقيام بجميع العناصر الاستراتيجية بحيث تعد جزءاً حيوياً من نشاطاتها اليومية وليس مسؤولية الكادر التخطيطي فقط، فالمنظمة ترمي هنا الى إدارة كل الموارد لتحقيق ميزة تنافسية ولأجل المساعدة في خلق مستقبل ناجح.
ثانيا: مفهوم التخطيط الاستراتيجي :
عبارة عن أسلوب عمل مبني على التحليل الجيد لبيئة المنظمة(داخلية وخارجية ) لغرض تحديد الجوانب الإيجابية والسلبية الخاصة بالمنظمة ( الفرص والتهديدات ونقاط القوة والضعف ) والعمل على تطوير الأهداف والاستراتيجيات اللازمة لبقاء المنظمة واستمرارها.
كما عرف التخطيط الاستراتيجي بأنه عملية متكاملة للتعرف على ما في ذهن أصحاب المنظمة بشأن مبررات إنشائها وبقائها، وما الذي يريدون تحقيقه من خلالها ومتى وكيف لتقرير الاتجاه الكلي لها عبر المدى الطويل من خلال تحديد الأهداف والوسائل الشاملة لتحقيقها.
ويعرف ايضا بأنه اختبار لبيئة المنظمة تتضمن مجموعة من النشاطات الذهنيـة التحلـيلية والعـمل على التـدبير المسـبق الذي يحدد مسـار المنظمة في المستقبل لأجل إحداث التوافق الاستراتيجي بين أهداف المنظمة وفرصـها .
كما يعرف بكونه عملية نظامية لتحديد كيفية انتقال المنظمة من الوضع الراهن الى مستقبلها المرغوب ، وبالتالي فهو عملية اتخاذ قرارات تستند بالاساس على مجموعة من التساؤلات وهي :-
• أين نحن الان
• أين نرغب أن نكون
• كيف سنصل الى هناك
• كيف نقيس مدى تقدمنا
بمعنى ان التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة ومعقدة ووظيفة من وظائف الادارة تتعلق بأعداد الخطط وتنفيذها ومراقبة عمليات التنفيذ وتقييمها في حين ان الخطط هي أحد عناصر ومكونات عملية التخطيط كنتائج نهائية يتم وضعها بجهد عقلي لتحديد سلوك يلتزم به.
ثالثا:خصائص التخطيط الاستراتيجي:-
1. نشاط عام، يعمل على تحديد المسار المستقبلي للمنظمة ككل ويوفر إطاراً للتخطيط الأكثر تفصيلاً " التخطيط التشغيلي"
2. سعته الزمنية طويلة الأمد.
3. نظام متكامل لعملية ديناميكية مستمرة تتسم بالمرونة.
4. سمة المشاركة في عملية التخطيط الاستراتيجي أي مشاركة الادارة والعاملين على حد سواء.
5. انها عملية متفاعلة ومتأثره بأبعاد البيئة وليست قصيرة النظر متوجه بتفاعل الاحداث داخل المنظمة.
6. انها عملية تتسم بالمغامرة والهجوم وليست عمليات تاثر سلبي وردود افعال.
7. ان تكون عملية التخطيط الاستراتيجي مقاسة وتعتمد على مجموعة من المعايير والمؤشرات.
8. تطور مكن خلال فريق عمل متكامل.
9. تقوم بتعريف وتوضيح محدد للمسؤوليات.
10. انها عملية مستمرة وليست عملية عرضية.