كيف تحقق أحد أهداف حياتك في شهرين؟



ليس غريبا ان يحقق الإنسان هدف حياته، ولكن ما يثير الاستغراب ان يحقق احد هذه الاهداف ـ التي يراها مهمة ـ في وقت قياسي لا يتعدى مدة إجازته الصيفية!


سارة يوسف كانت ضمن كوكبة الفتيات الكويتيات اللاتي حققن 'احد اهدافهن الحياتية' بحفظهن القرآن الكريم كاملا ولكن في زمن قياسي لم يتجاوز الشهرين!


وتقول سارة (16 عاما) بانه جرى اختيارهن من بين آلاف المتقدمين للمشاركة في 'الدورة المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم بالمسجد الحرام خلال شهرين' التي تقام سنويا.


وتضيف: 'إن اهداف حياتي عديدة ولكنني اخترت ان ابدأ بحفظ القرآن الكريم'. علما بانه لا يستطيع دخول هذه الدورة المكثفة إلا المثابرين المتميزين الذين يرى المنظمون فيهم بوادر الالتزام والرغبة الصادقة في خوض غمار هذه التجربة الفريدة والشاقة في الوقت نفسه.


اختبارات صعبة
ولم يكن تحقيق هذا الهدف سهلا لسارة وزميلاتها حيث كان عليهن اجتياز اختبارات تقيس قدراتهن على الحفظ لاسيما ان عليهن اجتياز مقابلات شخصية للتأكد من مدى جديتهن في حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب. ويسبق ذلك بالطبع تقدم المشاركين بالتسجيل في هذه الدورة عبر موقع المركز qurani.com.


وفي معرض تعليق سارة على طول فترة ساعات الحفظ التي تمتد، يوميا، من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة والنصف مساء قالت إن الدورة كانت بالفعل 'مرهقة ولكن في مقابل تحقيقي لهدفي الاول فإنني مستعدة لتحمل اي مشقة'.

وتصف سارة سعادتها وزميلاتها الكويتيات بانها كانت غامرة عندما يتذكرن انهن قد جرى اختيارهن من بين آلاف المتقدمين إلى الدورة التي لا يتم قبول سوى بضع عشرات من المشاركين من مختلف دول العالم وهو حسب قولها: 'زادنا حماسا وإصرارا على تحمل المشقة المتوقعة' وذلك في سبيل تحقيقها لاحد اهدافها وهي في مقتبل العمر.


ولانها تتوقع ان تنشغل في حياتها العملية والاسرية، لذا فقد آثرت انتهاز هذه الفرصة السانحة بالاستفادة من وقتها لتحقيق مبتغاها.


إنجاز خيالي
اما زميلتها الكويتية انفال فيصل مندني فقالت إن 'حفظ القرآن كاملا كان أمرا خياليا بالنسبة إلي' لانها حسب قولها 'لم تتوقع ان يكون لديها الوقت الكافي' ولكنها تقول انها اكتشفت ان 'من يحسن تنظيم وقته سوف ينجز اكثر من هدف في حياته وبسرعة غير متوقعة' حتى إن كان 'يظن ان ليس لديه الوقت الكافي' على حد تعبيرها.

ولاشك في ان كثيرا من القراء يشاركون سارة وانفال وغيرهما من الجادين في رغبتهم الصادقة نحو تحقيق قائمة اهدافهم الحياتية، ولا يأتي ذلك إلا من خلال إعطائهم للوقت اعتباره.


لكل ثانية قيمة

فكل الجادين وسائر الناس العاديين على مدى التاريخ كان لديهم 24 ساعة ولكن من حققوا اهداف حياتهم احسنوا استغلال هذه الساعات. ولو تخيل كل منا انه سيوضع في حسابه البنكي يوميا 86400 دينار... ماذا سيصنع بها؟

لا شك في انه سيحرص على حسن استغلالها ويجهد نفسه بالتخطيط اليومي والتقييم المستمر لاوجه الصرف والاستثمار المناسبين ليحقق بها اهدافه. ولكن إذا عرف ان ال 86400 دينار هي 'عدد الثواني' التي يمتلكها كل منا في اليوم الواحد، فهل سيحسن استغلالها كما يفعل بالمال؟
لنتخيل...

ايامنا هي دقائق وثوان، ولنتخيل القيمة الحقيقية للثوان، التي لا نعيرها احيانا اهتماما يذكر، فلنسأل شخصا نجا بأعجوبة من حادث مروري مروع، ولنتخيل قيمة جزء من الثانية لنسأل عداء فاز بسباق اولمبياد الجري، ولنتخيل قيمة الدقيقة لنسأل شخصا تأخر عن موعد طائرة، ولنتخيل قيمة الساعة فلنسأل والدا لم ير ابناءه منذ فترة طويلة، ولنتخيل قيمة اليوم لنسأل موظفا لم يأخذ إجازة، ولنتخيل قيمة الاسبوع لنسأل رئيس تحرير مجلة اسبوعية لم يحالفها الحظ بالصدور لظرف طارئ، ولنتخيل قيمة الشهر لنسأل امرأة حاملا وضعت جنينها قبل اوانه.


خلاصة القول من يتمنى تحقيق اهدافه (ايا كانت) لابد ان يكون حريصا على وقته وتنظيمه وان لا يهدره في ما لا ينفع، وصدق من قال: 'حسن نظم العمل يضمن نيل الامل'.