« يوميات مدير – 9
يوميات مدير – 10 »
تخفيض وقت الإعداد (التجهيز) ….Set Up Time Reduction
يوليو 27, 2011 من تأليف سامح






3 عدد التقييمات
أسلوب العمل التقليدي يعتمد على القيام بعمل متشابه لفترة طويلة قبل الانتقال لعمل آخر وذلك لسبب بسيط وهو أن الانتقال من عمل لآخر يعني فقدان الكثير من الوقت، وبالتالي فقدان الكثير من وقت العمل، ومثال ذلك أن المصانع تحاول إنتاج نفس المنتج لأيام لكي تقلل من عدد مرات إعداد الماكينة لإنتاج منتج آخر. هذا الأسلوب يعني أنك تطلب منتجا ما من المصنع، ثم يكون لزاما عليك أن تنتظر مدة طويلة لأن المصنع ينتج منتجا آخر هذه الأيام، ويؤدي هذا الأسلوب إلى زيادة المخزون من المنتجات نصف المصنعة والمنتجات النهائية لأننا مضطرون لإنتاج كم ٍكبير من نفس المنتج بغض النظر عن طلبات العميل. ودائما يتقبل الجميع هذا الأسلوب نظرا لأن وقت التغيير من منتج لآخر هو وقت طويل.
نظام تويوتا الإنتاجي (نظام تقليل الفاقد) لم يقبل هذه البديهية، فنظام تويوتا الإنتاجي لا يقبل بإنتاج كميات كبيرة وزيادة المخزون وإخفاء المشاكل، لذلك فنظام تويوتا الإنتاجي يتبنَّى إنتاج كميات صغيرة من نفس المنتج ثم إنتاج منتج آخر وهكذا. هل يعني ذلك أن نظام تويوتا الإنتاجي يؤدي إلى ضياع الوقت في إعداد الماكينة عدة مرات يوميا؟ كلَّا، إن نظام تويوتا الإنتاجي كما يدعو لإنتاج كميات صغيرة فإنه قد نجح في تقصير وقت إعداد الماكينة. فبدلا من محاولة تقليل عدد مرات إعداد الماكينة، فإن نظام تويوتا الإنتاجي يحاول دائما تقصير وقت الضبط بنسب كبيرة قد تقترب من 99%. أي أن الأسلوب التقليدي يقول سننتج كمية كبيرة لأن وقت إعداد الماكينة طويل، ونظام تويوتا يقول لأننا نريد أن ننتج دفعات صغير، فإن علينا تخفيض وقت إعداد الماكينة.
لقد نجحت تويوتا في ذلك فعلا حتى أصبحت تنتج سيارات مختلفة على التوالي دون أدنى مشكلة أو ضياع للوقت، وقد قاد هذا الأمر أحد أساتذة الهندسة الصناعية وهو شجيو شنجو Shigeo Shingo، وقد أطلق على هذا الأمر “تغيير القالب في دقيقة واحدة” Single Minute Exchange of Die SMED ويقصد بالقالب هنا قالب الصب أو الإسطمبة أوالمكبس أو ما شابه ذلك. ويحكي شنجو عن نتائج هذه الطريقة فيقول أنها تؤدي إلى تخفيض زمن الإعداد بنسب متوسطة تتراوح بين 80% و95%، ويذكر حالات تم فيها خفض زمن الإعداد من ساعات إلى عدة ثوان أو بضع دقائق. نحن لا نتكلم عن أمر بسيط، فلو كنت تقوم بتغيير بعض الأجزاء عند الانتقال من إنتاج منتج لإنتاج منتج آخر، لو كنت تقوم بالتغيير في ساعات ومنافسك يقوم بها في ثوان فأنت في خطر عظيم، فمنافسك يستطيع أن يلبي طلب العميل بسرعة فائقة لأنه يستطيع أن ينتج قطعة واحدة فقط من أي منتج دون ضياع للوقت، أما أنت فستفقد معظم اليوم لو قمت بالتغيير مرة أو مرتين فقط.
وقد قسَّم شنجو الإعداد إلى قسمين: إعداد داخلي Internal Setup وإعداد خارجي External Setup، اما الإعداد الداخلي فيشمل خطوات الإعداد التي تستوجب توقف الماكينة، وأما الخارجي فيشمل خطوات الإعداد التي تتم أثناء عمل الماكينة. فعندما تقوم بتغيير إسطمبة أو أداة إنتاج فإنك تقوم بإحضار الآلة البديلة وربما تنظيفها أو التأكد من سلامتها وقد تضع عليها بعض المواد مثل الزيت أو الشحم، كل هذا يسمى إعدادا خارجيا لأنه يتم أثناء عمل الماكينة، ثم إنك توقف الماكينة وتقوم باستبدال هذا الجزء وضبطه وتثبيته ثم تشغل الماكينة، هذه الخطوات الأخيرة تسمى إعدادا داخليا.
هل هذا كلامٌ خيالي؟ لا إنه كلام يحدث كل يوم في شركات كثيرة حول العالم، ودعني أعرض لك مثالا يُقرب الفكرة للأذهان. كم يستغرق تغيير إطارات السيارة الأربع؟ ربما يستغرق الواحد من عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة فيكون المجموع هو 40 إلى 60 دقيقة، دعنا نقول أننا سنجتهد لنغير أربع إطارات في 40 دقيقة. زمن مقبول جدا بل ربما اعتبره البعض زمنا قصيرا بالنسبة لتغيير العجلات الأربع. في الحقيقة يمكن تغيير العجلات الأربع في سبع ثوان فقط أي تغيير العجلات الأربع لثمان سيارات في دقيقة واحدة أو تغيير العجلات الأربع ﻷكثر من 300 سيارة في 40 دقيقة. ربما بدات تفكر في صحة القوى العقلية لكاتب المقالة، ولنختصر الوقت انظر إلى الفيديو التالي والذي يبين كيف تغيير تغيير عجلات سياة السباق الأربع في سبع ثوان.
خطوات تخفيض زمن الإعداد
هناك عدة خطوات لتخفيض زمن الإعداد
1- تحديد خطوات الإعداد الداخلي وخطوات الإعداد الخارجي: عليك أن تراقب عملية الإعداد وتحدد الخطوات التي تتم أثناء عمل الماكينة وتلك التي تتم أثناء توقف الماكينة. في كثير من الأحيان ستلاحظ أن بعض العمليات التي تتم أثناء توقف الماكينة يُمكن أن تتم أثناء عمل الماكينة. لاحظ أن الهدف الأول هو تخفيض وقت الإعداد الداخلي.
2- تحويل الإعداد الداخلي إلى إعداد خارجي: هذه خطوة مؤثرة وأساسية، فعلينا أن نفكر في كل خطوة من خطوات الإعداد الداخلي ونسأل أنفسنا: هل يجب أن تتم هذه الخطوة أثناء إعداد الماكينة؟ ألا يمكننا القيام بها قبل توقف الماكينة؟ مثال ذلك: تجهيز الجزء الذي سيتم تركيبه، وتوفير لوازمه والأدوات اللازمة للتغيير. بعض الأعمال يمكن نقلها بدون تغيير من الإعداد الداخلي إلى الإعداد الخارجي، وبعض الأعمال ستحتاج بعض التعديل لكي يمكن تحويلها إلى الإعداد الخارجي
3- تحسين كل عمليات الإعداد الداخلي والخارجي: بعد أن استنفدت كل السبل لتحويل الإعداد (التجهيز) الداخلي إلى إعداد خارجي أي أثناء عمل الماكينة، عليك أن تقوم بتحسين طريقة اداء كل خطوات الإعداد الداخلي ثم كل خطوات الإعداد الخارجي. تذكر أنك تريد أن تقوم بتغيير الإنتاج من منتج لمنتج بسهولة فائقة وهذا يعني تقليل الوقت والجهد والتكلفة.
4- الاستغناء عن بعض العمليات أو عن عملية التجهيز نفسها: قد لا تصدق هذه الخطوة ولكنها الحقيقة، يمكنك أن تستغني عن الإعداد نفسه وذلك بأن تصمم الأجزاء تصميما متشابها وربما متطابقا، فعندما تصمم جزءا في منتجا فإنك تحاول تصميمه بشكل مشابه أو مطابق لنفس الجزء في منتج آخر وبهذا يمكنك أن تنتج الجزءين دون الحاجة لفترة إعداد وتغيير قالب أو غيره
5- تنميط العملية: ينبغي بعد ذلك تسجيل الخطوات القياسية للعملية لكي تتم العملية دائما بنفس الطريقة ولا تخضع لاجتهاد المنفذين لها.
أساليب تحسين خطوات الإعداد:
هناك أساليب عديدة تستخدم لتخفيض زمن التجهيز أولا ثم تقليل الجهد والتكلفة اللازمين، وهذه الأساليب تنقسم إلى أساليب عامة تستخدم لتخفيض زمن أي عمل، وأساليب خاصة إلى حد كبير بعملية الإعداد (التجهيز).
الأساليب العامة:
- تطبيق خمسة ت 5S: كما ناقشنا في مقالة سابقة فإن خمسة ت تعني ترتيب وتنظيف وتلميع مكان العمل بحيث يكون هناك مكان محدد لكل شيء ويكون كل شيء في مكانه المحدد، ويكون مكان العمل نظيفا جدا، وأن يكون التنظيف والترتيب جزءا من العمل اليومي. ومن الفوائد المباشرة لخمسة ت تقليل وقت الأعمال من خلال تخفيض وقت البحث عن الأدوات أو اكتشاف تلفها، ومن خلال تقليل فرصة حدوث إصابات أثناء العمل، ومن خلال ترتيب مكان العمل بحيث يساعد العامل على أداء عمله بأقل مجهود. فمن الطبيعي أن تكون خمسة ت هي إحدى وسائل تخفيض وقت تجهيز الماكينة، فعندما تكون الأدوات الخاصة بالتجهيز نظيفة محفوظة في مكان معلوم فإن العاملين لن يضيعوا الوقت في البحث عن الأدوات، وعندما تكون بيئة العمل آمنة فإن وقت التجهيز لن يضيع في علاج المصابين، وعندما الأدوات نظيفة والقطع التي يتم تركيبها نظيفة فإن احتماليات المشاكل الناشئة من الأتربة وغيرها تقل.
- القيام بعملين أو أكثر على التوازي: عندما يتكون العمل من عدة خطوات فإن إحدى طرق تخفيض وقت العمل هو القيام ببعض الخطوات على التوازي أي في نفس الوقت، فبدلا من القيام بالخطوة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة حاول أن تقوم بالخطوتين الأولى والثانية في نفس الوقت أو الثانية والثالثة في نفس الوقت. هناك أعمال لا يمكن ان تتم على التوازي ولكن هناك أعمال كثيرة يمكن أن تتم على التوازي. وفي حالة إعداد الماكينة لمنتج جديد فإن الكثير من خطوات الفك والتركيب يمكن أن تتم على التوازي، فقد يقوم عامل بتركيب جزء من ناحية وبقوم الآخر بتركيب جزء من الناحية الأخرى، وقد يتم تركيب بعض الأجزاء أثناء ضبط أجزاء أخرى وهكذا.
- التأكد من سلامة الأدوات: قد تتوفر الأدوات وتتوفر الأجزاء ثم نفاجأ عند التجهيز أن بعض الأدوات تالفة او أن بعض الأجزاء غير سليمة أو غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، لذلك فإذا كنا نريد تخفيض وقت التجهيز فعلينا أن نتأكد دائما من سلامة الأدوات.
أساليب خاصة بالتجهيز:
- توحيد الأجزاء: لكي تصبح الأمور أبسط حاول توحيد الأجزاء وهذا يشمل أدوات التثبيت، الأجزاء المنتجة، الأجزاء التي يتم تغييرها عند التجهيز. فبدلا من استخدام مسامير مختلفة مع كل قالب أو إسطمبة لكل منتج حاول أن تستخدم نفس المسامير وبالتالي لن تبحث عن المسامير في مرة، ولن تحتاج لمفاتيح ربط مختلفة. وأمر بالغ الأهمية هو أن تحاول تصميم الأجزاء المنتجة بحيث تكون متشابهة وربما متطابقة بما يُمكِن إنتاجها باستخدام نفس القالب أو الإسطمبة أي أنك لن تقوم بأي تغيير للتحول من إنتاج هذا المنتج لذاك. ويمكنك أيضا أن تصمم الشكل الخارجي للأجزاء التي يتم تغييرها بحيث تكون متطابقة وبالتالي فإن طريقة التركيب تكون متشابهة ولا تحتاج لوضع أجزاء أخرى إضافية لضبط الأبعاد أو غير ذلك.
- التثبيت والفك من لفة واحدة: عادة يتم فك وربط عدة مسامير أثناء عمليات التجهيز وهذا أمر يستهلك جهدا ويحتاج وقتا طويلا، لذلك فإن شنجو استخدم طريقة إبداعية تؤدي إلى فك الأجزاء بفك المسمار لفة واحدة، فبدلا من ربط المسمار بتدويره بضع مرات أو أكثر من عشر مرات فإن شنجو ابتدع طريقة التثبيت من لفة واحدة. وهناك عدة وسائل للربط من لفة واحدة نوضح منها اثنين.
الأولى: بدلا من استخدام مسمار وصامولة ووردة حلقية فإننا نستخدم نفس المسمار والصامولة ولكن مع وردة مشقوقة كما بالشكل أدناه. ما الذي يحدث عند فك المسمار لفة واحدة؟ إننا نستطيع استخراج الوردة الدائرية المشقوقة وبالتالي فإننا نستطيع فك الجزء المطلوب ﻷن المسمار والصامولة أصغر من الفتحة الدائرية.


الثانية: التثبيت باستخدام فتحة دائرية بجوارها مجرى بحيث يتم تثبيت المسمار فوق هذه المجرى الأصغر عرضا من قطر المسمار، وعند فك المسمار لفة واحدة فإنه يمكننا تحريك الجزء بشكل عرضي بحيث يصبح المسمار فوق الفتحة الدائرية الأكبر قطرا من قطر المسمار وهذا يمكننا من فك الجزء المطلوب لأن المسمار سيمر من الفتحة الدائرية.

- الاستغناء عن عمليات الضبط: من أكثر الأمور التي تستغرق وقتا أثناء عمليات التجهيز هي عمليات الضبط والتي قد تتم بأسلوب التجربة والخطأ. لذلك فإذا أردنا تقليل وقت التجهيز فعلينا النظر بعناية لعمليات الضبط وتبسيطها او الاستغناء عنها كليا. على سبيل المثال: قد تستخدم مسطرة مدرجة للمساعدة في ضبط الارتفاع، وقد تضع بعض العلامات لتحديد أماكن الأجزاء، وقد تستخدم بعض القطع المعروفة السمك لضبط الارتفاع وهكذا.
- تصميم أداوت خاصة لتبسيط العملية: يمكننا تخفيض وقت الإعداد كثيرا وذلك باستخدام أدوات خاصة تساعدنا على عمليات الفك والتركيب والضبط، فبدلا من استخدام ادوات عامة يمكننا تصميم بعض الأدوات الخاصة التي تناسب عمليتنا.
والآن دعنا نعود لسيارة السباق. كيف يتم تغيير العجلة في بضع ثوان؟ ربما لم تتضح الأسباب من مقطع الفيديو الأول، لذلك حاول أن تتابع هذا المقطع وابحث عن كيفية تطبيق بعض وسائل تخفيض زمن التجهيز
لعلك لاحظت أن هناك تحويل للإعداد الداخلي إلى إعداد خارجي مثل تجهيز العجلات التي سيتم تغييرها حتى أن العامل يقف حاملا العجلة، وهناك مكان محدد للسيارة لكي تقف أمام فريق العمل بحيث لا يحتاج فريق العمل أن يتحرك إلى السيارة، وهناك ادوات خاصة لتهسيل التغيير مثل الرافعة في الأمام وفي الخلف اللتان ترفعان السيارة في لحظة واحدة، وهناك تغيير في تصميم أسلوب تثبيت العجلة بحث يتم تثبيتها بمسمار واحد فقط، وهناك نظافة وترتيب لمكان العمل، وهناك أعمال تتم على التوازي حيث يتم تغيير الأربع عجلات في آنٍ واحد، ومن الواضح ان العملية ليست اجتهادية بل هي تتم بنفس الطريقة كل مرة. ربما ستقول أن عدد العاملين كبير، وفي الحقيقة فإن عدد العاملين لديك وقت التجهيز يكون كبيرا لأن الماكينة لا تعمل.
وهناك مثال آخر لتركيب العجلات في سيارة تويوتا تحت التصنيع، ويقوم بهذا العمل شخصان فقط، ويتم استخدام أداة خاصة لتثبيت مسامير العجلة، وكذلك هناك اداة خاصة لحمل العجلة ووضعها في مكانها، والعملية تتم أثناء القيام بأعمال أخرى وبدون جهد يذكر من الشخصين اللذين يظهران في الصورة.
والحديث ربما يحتاج المزيد من التوضيح، ولكن جوهر الأمر هو أن تقوم بتحليل كل جزئيات عمليات الإعداد وتحاول تقليص وقتها بكل الطرق. قد تختلف مشكلتك عن مشكلة غيرك وقد يختلف أسلوب الحل من موقع عمل لآخر، ولكن المهم أن تُصر على تقليل وقت الإعداد.
حاول أن تُطبق هذه الأفكار على عملية الإعداد في عملك أياً كانت.











المدرج التكرارى
مدرج التكراري Histogram

يناير 25, 2010 من تأليف سامح






8 عدد التقييمات
المدرج التكراري Histogram هو من الأدوات الشهيرة في تحليل البيانات لبساطته وتوضيحه لتوزيع البيانات. والكثير من التحاليل الإحصائية تبدأ برسم المدرج التكراري لمعرفة توافق توزيع البيانات الحقيقي مع بعض التوزيعات المعروفة مثل التوزيع الطبيعي Normal Distribution. ولهذا الأمر ارتباط بخرائط المراقبة لذلك فضلتُ أن أخصص هذه المقالة لمناقشة المدرج التكراري ثم المقالة التالية لمناقشة منحنى التوزيع الطبيعي ثم نستكمل الرحلة بمشيئة الله مع خرائط المراقبة (الضبط).
المدرج التكراري
المدرج التكراري هو أحد الرسومات البيانية التي تعطي معلومات غزيرة في شكل بسيط. فهو يمكنك من فهم البيانات وتوزيعها وبالتالي يمكننا من تحليل البيانات والوصول إلى قرارات إدارية مهمة. دعنا نستعرض مثالا يوضح الأمر.
افترض أننا سجلنا أعمار مجموعة من الناس خرجوا في رحلة جماعية وكان عددهم 40 شخصا. وبعد جمع البيانات أحببنا أن نعرف عدد الناس الذين سنهم أقل من 10 سنوات وهؤلاء الين سنهم بين 10 و20 عاما ثم بين 20 و30 وهكذا. نقوم بوضع البيانات في جدول كالتالي حيث يمثل العمود الأيسر الشريحة العمرية والعمود الأيمن يمثل عدد الناس فس كل شريحة:

وبعد ذلك يمكننا رسم هذا الجدول في رسم هو ما يسمى بالمدرج التكراري. كل عمود من هذه الأعمدة يبين عدد الناس الذين يقعون في هذه الشريحة العمرية. بنظرة سريعة يمكنك أن تدرك أن معظم هذه المجموعة من الفئة العمرية المتوسطة أي بين العشرين والخمسين. ومن الملاحظ أن هناك قلة متساوية تقريبا من الفئات العمرية الصغيرة والكبيرة. ومن الواضح أن أكبر فئة عمرية هي بين الثلاثين والأربعين. ولاشك أن هذه معلومات مهمة نحصل عليها من الشكل بسرعة وسهولة.

فالشكل أعلاه يشبه المدرج أو السلم ومن هنا سمي بالمدرج. وهو يبين تكرار قيمة ما بين مجموعة البيانات فهو في هذا المثال يبين تكرار كل فئة عمرية بين مشتركي الرحلة ولذلك سمي بالتكراري.
افترض أننا قمنا بنفس التحليل ولكن لعينة من 200 فرد من العاملين في مؤسسة ما. انظر إلى الشكل التالي.
هل يمكنك التعليق على ذلك؟ بالطبع لا يوجد أطفال ولا يوجد من تعدوا الستين. هل ترى مشكلة لدى هذه المؤسسة؟ هل المستقبل يبدو مشرقا لهذه المؤسسة؟ لابد أنك لاحظت مشكلة في التوزيع العمري للعاملين فأكبر شريحة هي الشريحة بين الخمسين والستين أي الشريحة التي من المفترض أن تتقاعد في السنوات المقبلة. من الواضح ضعف التعويض من الشباب وبالتالي فهناك خطورة في ضعف أداء العاملين فجأة نتيجة لتقاعد أكثر من 30% من العاملين خلال السنوات العشر المقبلة. معلومات إدارية مفيدة استنتجناها بمجرد النظر لهذا الرسم.
انظر للمدرج التكراري التالي والذي يبين نتيجة قياس زمن تصنيع منتج ما داخل نفس الشركة:
هل تلاحظ شيئا؟ إن هناك منطقتان تتركز فيهما معظم القراءات. فيبدو كأن زمن التصنيع في الغالب حوالي 3 دقائق أو حوالي 9 أو 10 دقائق. أليس هذا غريبا؟ بلى إنه لغريب فالطبيعي أن تكون هناك قيمة متوسطة في المنتصف تقريبا فمثلا يكون الزمن الغالب هو 5 دقائق وأحيانا يقل أو يزيد عن 5. فما معنى ظهور الشكل هكذا؟ إن هذا يبين أن هناك حالتين لهذا المنتج وفي إحداهما نستغرق ما يقترب من 3 دقائق وفي الأخرى نحتاج حوالي 10 دقائق. فما هما الحالتان؟ هذا سؤال علينا كمديرين أو محللين أن نبحث عنه. ربما يكون هناك ماكينتان للإنتاج إحداهما جيدة والأخرى سيئة أو أن بعض العمال يستخدم طريقة محددة في العمل والبعض الآخر يستخدم طريقة أخرى أو أننا نستقبل نوعين من المواد الخام فإحداهما سهلة التصنيع والأخرى صعبة التصنيع. أمور مهمة جدا بدأنا نفكر فيها ونبحث عنها بمجرد النظر للمدرج التكراري.
انظر للمثال التالي الذي يبين نسبة ذكاء مجموعة من الأطفال.
ما هو أوضح شيء في هذا المدرج التكراري؟ إن توزيع نسب الذكاء متساوية من صفر إلى مائة بالمائة. ربما لا يبدو مقنعا ولكن هذا ما نفهمه من هذا المثال الافتراضي. فلو صح ذلك فمعنى هذا أنه لا توجد نسبة ذكاء غالبة بل إن ذكاء هؤلاء الأطفال موزع بالتساوي طريقا بين كل نسب الذكاء. بل يمكن أن تقول إن احتمالية أن يكون ذكاء أي طفل في هذا المجتمع 90% هي كاحتمالية أن يكون ذكاؤه 10% وهي كاحتمالية أن يكون ذكاؤه 40 أو 70%. فالمدرج التكراري يجعلنا نتصور احتمالية حدوث قيمة محددة.
انظر إلى المدرج التكراري الآتي الذي يبين زمن تنفيذ طلبات شراء المواد الخام أي الفترة الزمنية بالأيام من وقت الطلب لوقت وصول المواد. ماذا تلاحظ؟
هل رسم هذا الشكل يفيدنا كمديرين أو كمهندسين صناعيين نحاول تطوير العمليات؟ إن أول ما تلاحظه أن الشكل ليس متماثلا وأن هناك طلبات شراء قليلة تستغرق وقتا طويلا جدا. فبينما تجد أن 10 طلبات يتم تنفيذها في أقل من 10 أيام فإن 3 طلبات يتم تنفيذها في حوالي 100 يوم. ومن الملاحظ أن أكثر الطلبات يتم تنفيذها في حوالي 20 إلى 50 يوما. من هنا يمكننا فهم زمن التقدم Lead Time لطلبات الشراء.
قارن بين الشكل السابق والشكل التالي:
أيهما أفضل من الناحية الإدارية لمؤسسة ما؟ إن الفارق بينهما ضئيل ولكنه مهم. فعلى الرغم من أن معظم الطلبات يتم تنفيذها في حوالي 20 إلى 50 أو 60 يوما في كلا الحالتين فإن الشكل الثاني أفضل لأن مدى التغير أقل. ففي الحالة الثانية لا يوجد طلبات شراء تستغرق أكثر من 70 يوما بينما في الحالة الأولى هناك طلبات شراء يتم تنفيذها في مائة يوم. فالمدرج التكراري يساعدنا على مقارنة حالتين أو أكثر لنرى الصورة بوضوح.
هناك استخدامات متنوعة للمدرج التكراري فيمكن استخدامه لرسم عدد الأعطال أو عدد عيوب الجودة في كل أسبوع أو كل شهر ويمكن استخدامه لرسم حجم المبيعات شهريا.
كيف نرسم المدرج التكراري؟
افترض أننا جمعنا مجموعة بيانات مثل أعمار الناس أو أطوالهم أو عدد العيوب في الإنتاج كل ساعة أو درجات الطلبة أو تقييم الموظفين أو غير ذلك. ونريد أن نرسم المدرج التكراري لكي نحلل هذه البيانات. هناك طريقتان:
الطريقة الأولى:
1- حدد المدى أي الفرق بين أكبر قيمة وأقل قيمة. فمثلا أقل درجة وأعلى درجة أو الفرق بين أقصر شخص في المجموعة وأطول شخص وهكذا حسب نوع البيانات التي نقيسها.
2- قسِّم هذا المدى إلى عدة أقسام. في المثال الأول قسمنا المدى إلى عدة أقسام تمثل كل منها شريحة قدرها عشر سنوات. عملية التقسيم تتطلب توازنا بحيث لا نقسم لأقسام صغيرة جدا فيصبح المدرج التكراري غير واضح خاصة في حالة صغر عدد الملاحظات أو صغر العينة، وألا نجعلها كثيرة جدا بحيث يكون المدرج التكراري غير واضح. فلو قسمنا الأعمار في المثال الأول إلى أقسام بحيث يمثل كل قسم عامين فقط فإننا سنجد أن هناك فراغات في المدرج التكراري نتيجة لأنه ليس هناك أحد في هذه المجموعة يقع سنه في هذه الشريحة. ولو قسمنا المدى إلى ثلاثة أقسام مثلا فسننتهي بثلاثة أعمدة لا تساعدنا حقيقة على فهم البيانات. وأتصور أن عدد الأعمدة يفضل أن يكون بين خمسة وعشرة للبيانات القليلة مثل درجات نجاح 50 طالبا، وربما يزيد إن كان لدينا بيانات كثيرة مثل درجات نجاح ألف طالب.
3- قم بحصر عدد القراءات التي تقع في كل شريحة. فمثلا قم بحصر عدد الأفراد أقل من 10 سنين ثم عدد الأفراد بين 10 و20 سنة وهكذا.
4- ضع نتيجة الحصر في جدول كما في أعلى المقالة.
5- ارسم رسم بياني يعبر عن هذا الجدول. يمكن رسم الجدول يدويا أو باستخدام الحاسوب.
الطريقة الثانية:
الخطوتان الأوليان لا يتغيران. فنبدأ بتحديد مدى القراءات ثم تقسيمها لأقسام. بعد ذلك نستخدم برنامج إكسل أو كالك (في المكتب المفتوح). افترض أن البيانات هي لأعمار مجموعة من الناس.
3- اكتب حد كل قسم في خلية كما بالشكل.
4- استخدم الدالة Frequency لكي يقوم الحاسوب بحصر بيانات كل شريحة بدلا من أن تفعل ذلك بنفسك. ظلل الخلايا المجاورة للخلايا التي سجلت فيها مدى كل شريحة كما بالشكل
اختر دالة التكرار Frequency واملأ الخانات المطلوبة. الخانة الأولى هي الخلايا التي تحتوي على البيانات وهي في مثالي هذا A2:A44. والخانة الثانية هي الخلايا التي سجلتَ فيها الأقسام وهي فس المثال الحالي B2:B9. ثم اضغط على زر الإدخال أو الموافقة.
يظهر لك عدد الناس في كل شريحة عمرية كالتالي:
5- استخدم البرنامج لرسم هذا الجدول مع تحديد أن العمود الأول هو مجرد أسماء الأعمدة Labels ومع تصغير المسافة بين الأعمدة إلى الصفر وهي من ضمن الخيارات المتاحة فتحصل على الشكل التالي
هذه الطريقة تعمل في إكسل واكلك. وتوجد طريقة أخرى في إكسل لا تختلف كثيرا وهي اختيار Tools ثم Data Analysis ثم Histogram.
من مراجع المقالة:
Lean Six Sigma Pocket ToolBook, George at al., McGraw Hill, 2005
Operations Management, Russel & Taylor, 3rd Edition, Prentice Hall, 2000