الموضوع: التيشرت الرمادي الذي غير العالم

ستيڤ چوبز خلف بنته الوحيدة من زميلته اللي حبها جداً بدون جواز .. لكن حبه لشغله وصراعاته مع مُلاك شركة Apple خلاه يرفض الاعتراف ببنته، لما بنته كان عندها سنتين طلع ستيف جوبز في حديث صحفي وقال إنه عقيم ومبيخلفش وإن صديقته بتدعي أنه أبو البنت عشان نجاحه في الشغل وعشان تاخد منه فلوس .. ستيف فضل ينكر بنته طول عمره ومع كل إخفاقاته في شغله كانت البنت بدأت تكبر وبدأ كل ما يشوفها يحس إنها فيا حاجة تشبهه .. الحاجات البسيطة اللي مبنركزش معاها ونكتشف إنها كان بيعملها أهلنا وهما صغيرين .. الحاجات البسيطة التافهة اللي بتكون مزروعة فينا في الچينات بس عمرنا ما هناخد بالنا منها .. مثلا زي إنك تكون بتحب تطبق الورق اللي قدامك وتفرده وأبوك لما يشوفك يبتسم ويقولك أنا كنت بعمل كده وأنا صغير..


…


ستيف لما بدأ يلاحظ دا حس إن البنت قريبه منه جدا .. وبالرغم إنه كان بدأ يقتنع بشكل شخصي انه فعلا عقيم من كتر انكاره للبنت إلا إنه بدأ يقرب منها .. بدأ يقرب منها في الفترة اللي كان كل حاجة حواليه بتنهار .. كل حاجة بمعنى الكلمة .. شركته بتقفل ، الصراعات بتزيد ، في تكتلات ضده ، بقى عليه ديون ، صديقته بتلاحقه عشان يعمل تحليل إثبات نسب ! الاعلام بيضغطه .. الجهاز الجديد اللي اخترعه فشل فشل ذريع في الاسواق ومحققش حتى نُص المبيعات المتوقعه .. كل حاجة بتنهار فعلياً في الفترة دي بدأ ستيف جوبز يسأل بنته بتحب تتعلم رسم ازاي .. بدأ يركز معاها .. كان كل لبسه بدل وهدوم كلاسيك ورسمي وشعره طويل .. سافر الهند قعد فترة تأمل ورجع حالق شعره .. مبقاش يلبس الهدوم المعتاده تاني واعتمد على تيشيرت رمادي غامق أقرب للاسود وبنطلون جينز عادي جداً .. اشتري من نفس التيشيرت ١٠٠ تيشيرت و١٠٠ بنطلون .. بنفس اللون ونفس المقاس .. بيلبس منهم كل يوم .. تقريباً على مدار ٢٢ سنه بعدها ستيف جوبز هيظهر في كل المؤتمرات وكل اللقاءات لابس التيشيرت والبنطلون دول .. لأنه مبقاش عنده وقت للاهتمام بالتفاصيل اللي بتضيع الوقت .. في أهم يوم في حياة ستيف جوبز .. بعد ما رجع شركة “أبل” بسنين ومع إنتاج أحدث جهاز Macentosh اللي هيغير شكل التكنولوجيا في العالم لحد يومنا دا في أغلب الصناعات، ستيف هيقابل بنته وهي عندها ١٨ سنه وهيكون مبسوط جدا إنها هتشوفه في اليوم دا وهو معترف بيها تماماً .. لكن للاسف في الوقت الغلط .. بنته هتكون مش مستنيه اعترافه لأنها بحثت عنه عالانترنت وقرأت الحوار اللي أنكرها فيه وهي عندها سنتين .. هتكون غضبانة جداً هتسيبه وتجري ولما يحاول يكلمها هتحط سماعات ال walkman في ودانها عشان متسمعوش وتسمع مزيكا .. ستيف هيحاول يصالحها وهيوعدها انه هيخترعلها حاجة بتحبها وهيخلي المزيكا في متناول ايديها .. هتكون دي بداية اختراع الـ Ipod اللي هيجي بعده الــ Iphone والــ Ipad .. ستيف هيغير شكل العالم عشان يصالح بنته … وعشان يصلح موقف أنكر فيه أعز حاجة لقلبه وهو مش واخد باله!
….


مارك زوكربج دخل في علاقة مع بنت وخسرها ، ولما حاول يرجعلها بكل طريقة معرفش يرجع ومكانش قادر يوصل لأي معلومة عنها ولا يشوفها ، فاخترع فكرة موقع الــ Facebook اللي اتطورت أكتر من مرة واتغيرت، عشان البنت دي تعمل حساب على الموقع فيقدر يشوف صورتها ويتابع هي بتعمل ايه .. ولما وصل لأكتر مراحل نجاح في حياته والفيس بوك بقى موقع بيجمع العالم كله، كان مارك بيحاول يصلح قصته القديمة لكن للأسف منجحش الفيس بوك في انه يجمعه بيها تاني .. ركز في شغله بكل طاقته وبدأ يستحوذ على أي موقع منافس أو ممكن ينافس وأي برنامج ممكن يأثر وبقت مجموعة فيس بوك عمليا بتجمع الكوكب ببعضه .. مارك اشتري What’s App و Instgram ومستمر يشتري اي حاجة ممكن تظهر قدامه .. لكن انغماسه في الشغل بالشكل دا خلاه ينتهج نفس نهج ستيف جوبز .. تي شيرت رمادي بس المرة دي أفتح .. وبنطلون جينز بس المرة دي أفتح شوية برضو .. مارك هيظهر في كل المؤتمرات الرسمية بالتيشيرت والبنطلون الجينز وهيصرح إنه معندوش وقت للاختيار بين الهدوم المختلفة .. مارك اللي جمع العالم كله عشان واحدة بيحبها أدرك إن الوقت أهم من المظهر ومن كل حاجة تانية تقريباً..
…


الناس اللي غيرت العالم أفكارها دايماً بتدور في دايرة اهتمام مختلفة تماماً عن الدوائر اللي احنا عايشين فيها .. لو ركزنا شوية هنلاقي إن في حاجة جمعت الاتنين رغم إن كل واحد فيهم في زمن وعمر مختلف .. الحاجة دي كانت فكرة ملهمة نابعة من احتياج عاطفي حقيقي .. واحد فيهم حب يصلح علاقته ببنته وواحد فيهم حب يعرف أخبار البنت اللي بيحبها .. مشاعر بسيطة لكنها كانت صادقة جداً كانت ملهمة بشكل خلى ناس زينا في مصر وناس في الهند وناس في جنوب أفريقيا وناس في البرازيل تتغير شكل حياتهم بس عشان واحد كان عاوز بنته متزعلش منه والتاني عشان يعرف مزاج حبيبته رايق ولا لأ!


….


من قريب حسيت إني عديت بكل التجارب الملهمة والمشاعر اللي تخليني أغير العالم بقى لكن للأسف مقدرتش حتى أغير البلد اللي أنا عايش فيها، على مستوى تاني عرفت أتفاهم مع شوية لخبطة كتيرة حواليا ، وأتصالح مع أفكار كانت بتخليني أسرح كتير أو معرفش أنام .. مقدرش أقول إني عندي الامكانيات اللي تخليني أغير العالم المحيط عشان قصة حب ملهمة أو محاولة لدفع تمن غلط قديم .. لكن على الأقل أصبح عندي القابلية والقدرة إني أفكر في الموضوع بالطريقة دي .. أفكر في إن إعتراف بالخطأ، أو محاولة تعويض جرح مشاعر صديق، أو إني أدي أولوية أكبر للعيلة ، أو إني أتغلب على اليأس .. محاولة إخلاص في علاقة بتتهاوى، إعتراف بالفضل والجميل لحد عاتب عليك .. كل المشاعر البسيطة اللي تبان صغيرة أوي ممكن تكون نواة تغيير العالم أو على الأقل عالمي الشخصي المحيط…
..
حالياً حاولت أتبع سياسة الشعر القصير والتيشيرت الرمادي .. كتير سألت نفسي ليه اختاروا تيشيرت رمادي تحديداً .. ليه اللون الحيادي دا اللي مفيهوش أي بهجة .. لما جربته لقيت إنه فعلاً بيخلي الواحد مش شاغل باله بإيه ممكن يليق على ايه وإيه يتلبس عليه ايه .. مقدرتش اوصل لمرحلة إن كل التيشرتات تبقى رمادي .. بس وصلت لمرحلة التيشرتات السادة الــ Baisc .. بأكتر من لون وبعض الالوان مكررة .. كل فترة بجيب منهم تاني مؤقتاً .. لحد ما أقدر أوصل لمرحلة التيشرتات الرمادي موحدة اللون والبنطلون الواحد .. وأتمنى إنها تتزامن مع التجربة الملهمة اللي تخليني أغير العالم.