مما لا شك فيه إن التقاعد المبكر لأعداد كبيرة من الموظفين في آن واحد يترك خلفه فراغ كبير يتطلب من إدارة المنظمة سدّه بالكم والنوع المناسب من الموظفين في الوقت المناسب. إن التحدي هنا يكمن في إحلال الموظفين أصحاب الجودة والمؤهلات المطلوبة وعدم إغفال تلك الخصائص بعذر الرغبة في ملئ المكان بالعدد المطلوب!قد تتطلب المرحلة إكمال النقص الطارئ لكن التخطيط لعملية شغل المرشح لهذا النقص يجب أن يكون مبكراً لكي يتم تفادي القرارات السريعة والمرتجلة التي غالباً ما تكون عواقبها وخيمة وقاتلة للمرشح والمنظمة برمّتها!إذاً لا بد من تجهيز الموظفين المرشحين لخلافة المتقاعدين قبل وقت كافي من رحيل المتقاعدين، وذلك بتكثيف الدورات التدريبية والخطوات التي من شأنها رفع مستوى الموظف المرشح ودرجة إستعداده لشغل الوظيفة المستقبلية.وتبقى نقطة في غاية الأهمية ، إن في بعض الوظائف التشغيلية والمعتمدة على الجانب اليدوي والحرفي يحتاج الموظف الجديد للعمل جنباً بجنب مع الموظف الخبير والمتمكن، إن هذا التبادل المعرفي يقلص الفجوة بين المهارات خصوصاً إذا صاحبها التطبيق خلال سير العمل.لا أخفيكم سرّاً بأن بعض المنظمات تهمل هذه الإجراءات ويطغى على عملها العشوائية ويغيب التنسيق والتعاون في أوساط بيئة العمل، مما يؤثر سلباً على الإنتاجية وإنسجام الموظف الجديد مع واجبات وظيفته وعلاقاته مع زملائه.الحلول الوقتية لا تُجدي نفعاً إنما أضرارها تمتد إلى هدر التكاليف المالية وتأخير زمن إنجاز بعض اعمال المنظمة مما يحدث الإرتباك في جدول أعمال المنظمة ويعيقها عن تحقيق أهدافها.يجب أن تُطرح مثل هذه القضايا على طاولة الخبراء والمهتمين بقطاع الأعمال نظراً لأهميتها وإنعكاسها على تطوّر الجيل الجديد ومدى إحداثه للتغيرات الإيجابية، وأيضاً يلامس مدى الإستفادة من جهود المتقاعدين ذوي الخبرة ويكون الخلف مكمّلاً لعمل السلف مع الأخذ في عين الإعتبار إضفاء عنصر التجديد الذي يعدّ عنصراً هاماً يتناسب مع الطبيعة المتغيرة لبيئة الأعمال