هل فكرت يوماً بأن الشهادة الجامعية يصبح لها تاريخ صلاحية؟, أو أن تصبح الشهادة غير مطابقة ومناسبة للوظائف المقبلة؟ إن المتأمل لواقعنا اليوم ومدى التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصلت اليه الحضارة الإنسانية وخاصةً خلال السنوات الأخيرة , يرى بأننا مقدمون على مرحلة جديدة من الظواهر الحديثة للأعمال والتوظيف مثلالتوظيف الإلكتروني, والتوظيف عن بعد, ومشاركة الجماهير والهواة فى الأعمال, والمكاتب الإفتراضية, والمشاركات العالمية للأعمال, وغيرها من المسميات والظواهر التي ظهرت بقوة على ساحة الوظائف بل وإدارة المنظمات الكبرى , فلم تعد الوظائف وفقاً للشهادة الجامعية أو التقدم لها وفقاً للظروف والشروط التقليدية السابقة من تقديم أوراق وعمل مقابلات شخصية وتوصيات أو مجاملات وغيرها من الأمور السابقة التي يعلمها الجميع .
إذن نحن نعيش مرحلة متقدمة من أساليب وأشكال التوظيف قائمة على مبادئ الحضارة الحديثة التي تتسم بالمعرفة المفتوحة للجميع والتكنولوجيا المتشعبة في كل حياتنا والإبتكارات السرعة التى تكاد تكون يومياً والنظريات والثقافات الإجتماعية الحديثة التي لا ترتبط بمكان بل أصبحت الثقافة متاحة للجميع والإنخراط في ثقافات متعددة في آن واحد من السهل بمكان عن طريق الشبكات الإجتماعية والمنتديات والمواقع العالمية على شبكات الإنترنت التى لا تعترف بمكان أو بجنس أو بلون, وأصبحت الشركات تعتمد التوظيف عن بعد والإستعانة بالهواة الذين يبتكرون وسائل ومنتجات جديدة ويساهمون في حل مشكلات لأكبر الشركات العالمية .
ولم تعد الشهادات الجامعية أو التخصصات والدرجات الأكاديمية هي المعيار الأساسي في الإستعانة وتوظيف العاملين في كثير من الشركات الكبرى فضلاً عن المتوسطة أو المنشات الصغيرة , فالمعيار هو ما تقدمه من قيمة لهذه الشركات وما تملكه من مهارات وإبداع تحقق أهداف وطموحات هذه الشركات .
ومما يؤكد هذه الفرضية انتشار الدورات العلمية والمتكاملة لكافة التخصصات والمهارات وانتشار المراجع والكتب بشكل مجاني ومفتوح, وأصبح أي طالب في أي مكان أن يتعلم ويمارس ويناقش ويشارك في دورات ومشاريع وأعمال ومسابقات عالمية وإبداع الكثير من المنتجات والمشاريع والخدمات .
فهل آن الأوان أن يراجع شبابنا ما يملكونه من معارف ومهارات, وما يستطيعون تقديمه للشركات, وألا يركنوا إلى شهادات جامعية فقط, لا تلبث أن تكون ديكوراً إضافياً لحائط المنزل, ولا يستطيعوا الإنخراط في حياتهم العملية, فسوق المنافسة شديد وتداعيات العولمة عظيمة وسريعة وأصبحت المعلومات هي السلاح الوحيد لكل من يريد أن يضع قدمه في صراع الحضارة الحديثة صراع المعرفة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة التي تتغير بسرعات مذهلة حتى أصبحت منتجات اليوم قديمة خلال عدة أشهر والنظريات العلمية ما تكون تاريخاً للعلم بسبب ما يظهر من علاقات جديدة ونظريات ومعارف حديثة .
فأختم قائلاً لشبابنا العربي نحن أمة إقرأ وأمة الإتقان والعمل فهل نفضنا غبار التقليد الأعمي للسابقين (فزماننهم ليس كزماننا), أو الإستهلاك للغرب دون إنتاج او إبداع وتكوين تراكم لخبراتنا, وشمرنا عن سواعد الجد والبحث والمعرفة حتى نستطيع اللحاق بواقعنا الذي لايعرف إلا لغة العلم و المعرفة .