لكي تثير عالم أعصاب، على سبيل التسلية، تظاهر بأنك تؤمن بالفكرة الشائعة عن أننا نستخدم فقط 10% من عقولنا.


هذه الخرافة، كانت مقدمة لفيلم لوك بيسون الجديد، الذي لعب سكارليت جونسون فيه دور البطولة، وتدور أحداثه حول امرأة تتعاطى جرعات زائدة من المخدرات التي تزيد من ذكائها. رمز الـ 10% الذي جعل بيسون يبدو سعيدًا، بالرغم من أنه عامل غير بالغ، إلا أنه يصور الشعور المزعج حيث يمكننا أن نفعل أكثر بكثير مما نتخيله، لو عرفنا فقط كيف نفعل ذلك.


الأفكار في هذه المقالة، عما يجب فعله، لن تسعى لتغيير النسبة التي يستخدمها عقلك، ولكنها تحاول تحسين قدرتك المعرفية، بجانب إيصال إحساس بالسرور للوصول لعقل أكثر ذكاءً. لا تدور الفكرة هنا عن كم نستخدم من قدرتنا الذهنية، ولكن في أي شيء نستخدمها.


للوصول لعقل أكثر ذكاءً، بالطبع يجب عليك أن تحدد ما هو المقصود به؟


ليس هناك شك في أنك عندما تدرب عقلك تدريبًا خفيًّا على بعض الألغاز، كحل الكلمات المتقاطعة والسودوكو، أو حفظ عواصم الولايات المتحدة، سوف يجعلك ذلك أكثر قدرة في مهام محددة. فهناك الكثير من الأبحاث التي تظهر فوائد المعالجات للمخ، كالمعالجة البدنية، والتي تشمل التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والنوم لوقت كافٍ، بجانب التأملات. وقد توصلت الدراسات التي تمت على الفئران، أنها لم تكن تمثل أنشطة للتحفيزات العقلية التي حفزت أكبر التحسينات المعرفية، بل إنها كانت تمثل روتينًا شاقًا.


عندما يتحدث الباحثون حول تحسين القدرات العقلية، ما يهمهم أكثر من غيره، هو الذكاء المرن -المقدرة العامة للتفاعل مع المعلومات وحل المشكلات وتوليد الأفكار- على عكس مهارات السودوكو، فالذكاء المرن يكون قابلاً للتحويل، لذلك إذا استطعت أن تعزز ذلك، فقد يتوقع منك أن تجني فوائد في مجالات متعددة من الحياة.


إن التغيير والتبديل الذي يحدث في المحيط الذي تعيش فيه، حتى ما يتعلق بارتدائك لملابسك قد يساعدك في ذلك. وهناك دراسة مثيرة للاهتمام تم إجراؤها تتمثل في أن ارتداء معطف معمل الاختبار، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء، حيث أظهرت قدرة كبيرة على تحسين الأداء عند إجراء بعض الاختبارات. أما إذا كان كل ما يعنيك هو الظهور أمام الآخرين كشخص أكثر ذكاء، فإن علم النفس الاجتماعي يقدم لك كافة أنواع الاقتراحات التي تتعلق بذلك: كالتحدث بثقة وصراحة، والابتسامة بدلاً من العبوس، وارتداء النظارات.


تتمثل النتيجة الرئيسة في أن الحصول على الذكاء يستلزم القيام بأشياء قد تبدو غير مريحة لك. فقد تكون بطلاً في الكلمات المتقاطعة، وتظل تؤديها كنوع من التسلية، ولكن إذا أردت أن تصبح أكثر ذكاء، عليك أن تفعل أشياء لست جيدًا في أدائها.


عوضًا عن القفز من نقطة إلى نقطة عبر الإنترنت، عليك اختيار موضوع محدد، ومن ثم الانغماس بعمق، ومحاولة البحث في الكتب أو ما ينشره الآخرون من أمور تخصه، ومحاولة الاحتفاظ بالحقائق عوضًا عن الاعتماد على البحث عن طريق الإنترنت. كما قال إنتشين “ينبغي للمرء ألا يتابع أهدافه التي ينجزها بسهولة”.


يجب على المرء تطوير الغريزة التي يمكنها من خلالها تحقيق أقصى جهد. ولا يستسلم لشائعة أنه كان ذكيًّا جدًّا.