قد تبدو فكرة التخلي عن السلطة ومقاليد الأمور بالنسبة لهؤلاء الذين في المناصب الإدارية دون أدنى شك، فكرة مهددة. إنهم يفضلون عدم الاستغراق في مثل هذا النوع من التفكير. وقد لا يحب بعض المعلمين السماع عن عظمة أداء بدلائهم في غيابهم، على الرغم من معرفتهم على مستوى آخر أن القيام بذلك قد يكون تصرفاً حكيماً أو مطلوباً، وإن فكرة تجهيز خليفة لك على أية حال لا تتعلق ببذل جهد في العثور على وإعداد مرشح فحسب، ولكنها تمس فكرة أو إمكانية الاستغناء عنا. ويتعارض ذلك الإدراك مع أسلوب إدارة بعض المدراء لأعمالهم.


بعض المدراء لا يجدون أية مشكلة في هذه الفكرة على الإطلاق، بل إنهم ينظرون إليها في واقع الأمر، كجزء مهم من مسؤوليتهم. إنهم ينظرون إليها بوصفها جانباً من تأمين مستقبل المؤسسة، ومن وجهة نظرهم، أنه إلى جانب تحقيق استقرار الفريق، فإن أمجادهم وجهودهم ستتم حمايتها إذا ما تم الإعداد لهذا التحول وتنفيذه دون مواجهة صعوبات. وبينما تجيب عن هذا السؤال عليك أن تسأل نفسك عن شعورك حيال تخليك عن الإدارة في نهاية الأمر، هل ترى ذلك بوصفه فرصة أخرى، أم ضرورة غير سارة؟ هل هو بالنسبة لك أمر لا ترغب حتى في التفكير فيه؟


إذا كان في مقدورك أن تسترق السمع على محادثة حول أسلوبك الإداري، ما الذي سترغب حقاً في سماعه عنك؟


ربما يكون هذا السؤال الأخير هو أكثر الأسئلة المطروحة كشفاً لأسلوبك القيادي. إذا كان في مقدورك أن تسترق السمع حول محادثة تدور عنك أو تصفك بشكل ما، ما أكثر ما تود سماعه حينها؟ هل سيكون قدرتك على إدارة وتوجيه الفريق؟ أم تمتعك بالحزم ولكن العدل في الوقت ذاته؟هل سيسعدك أن يتم وصفك كشخص شغوف بعملك، وتحسن معاملة فريق العمل وكشخص يسهل التعامل معه والتحدث إليه؟ إن الخيارات في مثل هذه الحالة لا تنتهي، وسيكون عليك التفكير في الأمر بشكل حقيقي. استغرق وقتك في التفكير بذلك، بل وربما ترغب في كتابة إجابتك عن هذا السؤال في صورة حوار تخيلي. قد تكون الأفكار مجزية وكم هو ممتع التفكير في محادثة تخيلية لا تسمع فيها سوى كل ما هو طيب عنك.