مهارة القرار و هى الأداة التاسعة فى كورت توسيع الادراك

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أهلا و سهلا بكم أعزائى المتدربين من جديد .
اليوم سوف نتحدث عن مهارة القرار و هى الأداة التاسعة فى كورت توسيع الادراك و اسمحوا لى أن ابدء حديثى بنصيحة ذهبية و هى أنه
" إذا كان القرار الخاطئ يضيع نصف الوقت فالتردد يضيع كل الوقت "

و مقولة أخرى تقول
( كل نجاح عظيم بدأت شرارته الأولى بقرار)

و هذه المقوله ذكرها الدكتور إبراهيم الفقى فى كتابه : أسرار قادة التميز

و كان المفتاح الأول لأسرار قادة التميز هو القرار و استشهد بأقوال رائعة مثل مقولة ل وليام جيمس بيقول فيها
" ليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة"
و تحدث عن قوة اتخاذ القرار و أهمية صنع القرار وأن الشيء الذي أشترك في فورد وأديسون وغيرهم من الناجحين هو اتخاذ القرار وبذلك وجدوا طريقهم نحو النجاح المنشود. فالحياة مغامرة جريئة أو لا شئ .

أن اتخاذ القرار مهارة يفرد لها دورات و مؤلفات عدة و لو توسعنا فى هذه المهارة و استعرضنا ما ذكر فى المصادر المختلفة لن تكفينا سنوات طويلة و لكن اسمحوا لى بعرض بعض نقاط الالتقاء بين ما ذكره الدكتور ابراهيم الفقى فى كتابه أسرار قادة التميز و مهارة القرار كما ذكرت فى برنامج الكورت

فنجد أنه تحت عنوان الوصايا العشر لاتخاذ القرار الصائب ذكر الدكتور ابراهيم الفقى ما يلى :

أ- تعود على اتخاذ القرارات يومياً وبصورة متكررة و هذا ما سنمارسه بكثرة التدرب على مهارة القرار .
ب- تعلم من خبراتك السابقة.
ج- عليك باستشارة الخبراء . و هذا ما ينصح به إدوار ديبونو خلال معظم أدوات كورت توسيع الادراك .
د- تخيل أنك شخص آخر أو انظر للقرار من وجهة نظر شخص آخر. ( و هذا ما تدربنا عليه من خلال مهارة وجهات نظر الأخرين )
ه- لا تكن متحيزاً ( لمشاعرك وأحاسيسك). ( و يمكن تحقيق ذلك من خلال معالجة الأفكار )

و تحت عنوان أخر عن كيفية اتخاذ القرار طلب منا محاولة الإجابة على بعض الأسئلة منها

  1. كم سيتكلف الأمر؟
  2. ما هي أسوأ الإحتمالات التي قد تحدث وكيف يمكن معالجتها؟
  3. ما هو أفضل ما يمكن تحقيقة وكيف تستمر فية ؟
  4. ما الآثارالقريبة والبعيدة المدى لهذا القرار؟


و الأسئلة السابقة يمكن إجابتها باستخدام مهارات كورت توسع الأدراك التى درسناها مسبقا .

كما أنه ذكر تحت عنوان كيف تتخذ قراراً ملحاً أنه لمواجهة المشاكل التي تتطلب قرارات فورية لا تحتمل التأجيل هنالك بعض الأساليب الناجحة لقرارات أفضل وهي :

أ -أسلوب العجوز ( بن الحكيم )
و هنا تأخذ ورقة وتخطها الى عمودين في أحدها ( نعم ) والأخر ( لا) ومن ثم كتابة الإيجابيات في عمود ( نعم ) والسلبيات في عمود ( لا )0
وعليه تكون الكفة الراجحه للعمود ذو العدد الأكبر00


الطريقة الثانية هى النظر الى المشكلة من وجهة نظر مختلفة : أي أن تنظر إليها من زوايا مختلفة ، و من المفيد هنا تطبيق مهارة " وجهات نظر الأخرين .

كما تحدث الدكتور إبراهيم الفقى عن عشرة أسباب تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة و منها : -
1- التفكير ضيق الأفق ( كالقرارات المتعجلة)
2- اتخاذ قرارات بناءً على ما تسمعه فقط.
3- عدم التنظيم وخلط الأولويات

و من هنا تتضح أهمية بقية مهارات كورت توسيع الإدراك لإتخاذ قرار سليم .

و أخيرا تطرق الدكتور إبراهيم الفقى لنقطة هامة جدا و هى تقدير الذات وعملية صنع القرار : - و ذلك بقوله أن تقدير الذات هو مفتاح النجاح ويعد العنصر الرئيسئ للحياة السعيدة .

ويرى بأن القرارات الصائبه هي التي تنبع من المشاعر الطيبة وليس العكس لأن الشعور بالقصور يعيق إتخاذ قرارات صائبه فبدلاً من قول ( لا أستطيع ) أستبدلها بجملة ( أنا أستطيع)

و قبل أن نتعرف على مهارة القرار كما وردت فى كتب الكورت أريد منكم أن تتذكروا ما ذكرناه فى المقدمة عن مثال السكين التى تستخدم استخدامات عدة بحسب طبيعة المستخدم و ذكرنا أن الطفل قد يجرح نفسه بها و ذكرنا أن هنالك بعض الأدوات تحتاج لمهارة فى استخدمها و سوء استخدمها قد يأتى بنتيجة عكسية .
و هنا تتضح أهمية عدم الالتفات لضرورة سرعة اتخاذ قرار لذا علينا تجنب المثالية الزائدة لأنك بينما تتوقف لتفكر وتجمع المعلومات لقرار مثالي قد تفوتك الفرصة .

أن مهارة اتخاذ القرار تساعدنا على تحديد ما نريد و بالتالى محاولة تحقيقه بمشيئة الرحمن .

"فإن سر النجاح في الحياة يكمن في أن يكون الإنسان مستعداً لأن يغتنم الفرصة عندما تسنح له"

و الأستعداد يكون بأخذ قرار معين بتحقيق هدف ما و التربص للفرصة التى تساعد على تحقيقه ، و عندما تسنح لك الظروف بتحقيق ما قررت تنفيذه ستكون مدرك تماما قيمة هذه الفرصة و بالتالى لن تتركها تفوتك .
كما أن الناس تفسح الطريق لمن يعرف أين يتجه .
بينما من لا يحدد موقفه و لا يملك قرار حاسم يكون كالريشة التى تطير فى الهواء تحركها الرياح حسب اتجاهها .
مثال لو شخص يريد أن يكون طبيبا و لا يتنازل عن ذلك سيفعل أى شئ لتحقيق ذلك سواء بإعادة الثانوية العامة ، أو الدخول جامعة خاصة أو حتى يدخل كلية يكون التفوق فيها مؤهلا لدخول كلية الطب .
لكن من ليس لديه رغبة قوية فى كلية محددة سيدخل الكلية التى تتناسب مع مجموعه فى الثانوية العامة .

و يمكن تعريف مهاره القرار بأنها القدرة على التفاعل مع الموقف و رؤيته بشكل اوسع للوصل الى القرار السليم

بعض القرارات سهلة وبعضها صعبة ، و هناك قرارات يجب اتخاذها طوال الوقت مثل قرار :
أي الملابس نلبس ؟ هل نخرج أونبقى في داخل البيت ؟ كيف نسلي أنفسنا ؟ أين نقضي إجازة
الصيف ؟ و هكذا

* في عملك للقرارات عليك أن تعتبر جميع العوامل ( CAF ) وأن تكون واضح الأهداف ( AGO ) وتقيّم الأولويات ( FIP ) ، وتنظر إلى النتائج ( C & S ) وتكتشف البدائل ( APC ) وباستطاعتك أيضاً تطبيق معالجة الأفكار ( PMI ) على القرار عند صنعه .
و استخدام الأدوات السالفة فى عملية اتخاذ القرارات يساعد على زيادة المعرفة عن الموقف لدرجة يمكن فيها للقــــرار صنع نفسه أو على الأقل يصبح سهل الصنع ، لأن البدائل في تلك اللحظة تكون كثيرة والنتائج معروفة بشكل أفضل .
* فالهدف هو توضيح الصورة بحيث يصبح لديك رؤية أوسع عند التفاعل مع الموقف . وعندما يتم توضيح الموقف الذي يتم فيه اتخاذ القرار فإنك تستجيب إليه بشكل طبيعي مستخدماً القيم الشخصية التي لديك .


و يمكن تلخيص أهداف تلك المهارة فى النقاط التالية : -

1. التعرف على المتطلبات اللازمة لاتخاذ القرار السليم.
2. توسيع إدراك الموقف لدى الفرد ومن ثم اتخاذ القرار الأفضل.
3. اكتساب المهارة على الموازنة بين القرارات.
4. المهارة في اتخاذ القرار الأفضل في المواقف المختلفة.

و الأن نحاول التطبيق على مثال الزوجة الذى ندرسه من بداية الكورت

أول مهارة انصح باستخدمها هى القوانين فعند ظهور اى عامل مخالف للقوانين التى وضعت يجب تجاهل هذا البديل .
مثال اى عمل يستهلك كثيرا من وقت الام سيكون متعارضا مع القانون الذى ينص على انه لا يجب ان يؤثر العمل بالسلب على الابناء و بالتالى مرفوض .

بدارسة النتائح المنطقية و ما يتبعها تتضح الرؤية حول النتائج الفورية و القريبة و المتوسطة و بعيدة المدى .

باستخدام مهارة معالجة الافكار تصنف العواقب لنتائج ايجابية و نتائج سلبية و يمكن تقيم درجة كل نتيجة بحسب اولوليتها فنقوم بترتيب الاولويات بالعكس فيكون اقل العوامل يحمل رقم 1 و بالتالى تواجده بالايجاب يساوى +1 و تواجده بالسلب يساوى -1 و العكس فى حالة أكثر العوامل أهمية فيكون له أكبر درجة سواء بالسلب أو بالايجاب .

و هنا اصبح القرار مجرد عملية حسابية فالبديل ذو النتيجة الاعلى يكون هو الافضل

لنفرض مثال بعدد قليل من العناصر لسهولة التوضيح

نبدء بالقوانين
من القوانين التى وضعتها الزوجة : -
1- يجب الا يؤثر العمل على متطلبات الاسرة الحيوية
2- يجب الا يتطلب العمل التواجد خارج المنزل لوقت متأ خر .
3- يجب الا يشكل ضغط نفسيا و بدنيا عليها.
4- يجب الا يتطلب منها السفر فالزوج يرفض ذلك .

و الأن نفكر فى البدائل
نجد أن اقامة مشروع خاص تحتاج وقت و مجهود و اعصاب و بالتالى يتعارض من القوانين التى وضعت
إذن لنستبعده .

فمرحلة القرار مرحلة تفكير تقاربى بمعنى اننا نريد حسم الموقف فلا مجال لمزيد من التشعب .

و بعد حذف البدائل التى تتعارض مع القوانين نجد أنه من البدائل الممكنه : -
العمل بوظيفة حكومية .
و العمل من خلال الانترنت .

لنعالج فكرة العمل الحكومى

تكون الايجابيات

  1. مواعيد ثابته .
  2. عمل بسيط و غير مرهق .
  3. مزيد من الاصدقاء .
  4. عدم الانعزال عن الاخرين


السلبيات

  1. مرتب قليل .
  2. غير مضمون امكانية الغياب فى حالة حدوث ظرف طارق .
  3. امكانية تحقيق الذات نادرة جدا فليس امامها الا صعود السلم الوظيفى .



بالنسبة للعمل من خلال النت

نلخص الايجابيات فى
1- انها تعطيها فرصة لتحقيق الذات و التميز .
2- مرونة الوقت فيمكنها اداء عملها فى اى وقت .
3- يمكنها أن تتواجد مع الاولاد أثناء العمل .

و نلخص السلبيات فى أن ظروف العمل غير مضمونه فقد لا يدر عليها مالا بشكل مضمون

لو كان تحقيق الذات و مصلحة الاولاد يأخد مرتبه اعلى فى اولويات الزوجة من الدخل الثابت سيكون الأفضل لها العمل من خلال النت لامكانية تحقيق الذات بشكل أوسع و أيضا لمرونة الوقت عن حالة الالتزام بعمل حكومى .

و فى هذه الحالة يكون القرار : العمل من خلال الانترنت .

بهذا المثال نكون انتهينا من استعراض المهارة
و قبل أن نترك تلك الأداة يمكن تلخيصها من خلال المبــــــــــــــادئ التالية : -
1 - يجب أن تكون قادراً بشكل دائم على إخبار نفسك بالسبب الحقيقي وراء أي قرار تصنعه .
2 - من المهم أن نعرف إذا كان من الممكن التراجع عن القرار أو كان غير ممكن وذلك بعد أن يكون قد تم اتخاذه .
3 - القرارات أمور يصعب اتخاذها إذا لم تكن على استعداد للتخلي عن بعض الأشياء لكي تكسب أشياء أخرى .
4 - عدم اتخاذ قرار هو في واقعه قرار بعدم عمل أي شىء .
5 - عند صناعة القرار يجب اعتبار جميع العوامل CAF وأن تنظر إلى النتائج C&S وأن تكون واضحاً بما يتعلق بالأهداف AGO وأن تقيم الأولويات FIP ، وأن تجد جميع البدائل الممكنة APC ، وعندما تفعل ذلك ، سوف يكون القرار أسهل كثيراً .

و الأن بعد دراسة المهارة توقف قليلا كى نتأمل سويا هذه الاداة و حاول اجابة الأسئلة التالية

  1. لماذا تعتبر بعض القرارات أسهل من قرارات أخرى ؟ .
  2. ما الأشياء الأكثر أهمية والتي يجب أن تفكر بها في صنع قرار ما ؟
  3. كيف تستطيع أن تبين أن قرارك الذي صنعته هو القرار الصحيح ؟
  4. هل يفضل أن تفكر بالقرارات أم أن تتخذها فقط وترى ماذا يحدث بعد اتخاذك لها ؟



بهذه الأسئلة يكون انتهى لقائنا اليوم مع مهارة القرارات
نلتقى قريبا بإذن الله مع أخر مهارة فى كورت توسيع الآدراك و إلى لقاء قريب
استودعكم الله
سبحانك اللهم و بحمدك لا أله الا انت نستغفرك و نتوب إليك .