مفهوم القيادة
تعرف القيادة بعدة تعاريف منها: إنها "القدرة على التأثير على شخص أو مجموعة أشخاص وتوجيههم وتحفيزهم للقيام بالأعمال المطلوبة لتحقيق الأهداف" والقائد هو "الشخص الذي يوجه ويحفز أفراد المجموعة المسؤول عنهم لتحقيق الأهداف"، ويحدد دور كل واحد منهم وينسق العلاقات فيما بينهم، ويحافظ على ديمومة المجموعة ووحدتها باستمرار.
وقد أثبتت الدراسات المختلفة أن التخطيط الجيد والتنظيم الأفضل غير كفيلين بقيام الأفراد بالأعمال المكلفين بها بالشكل المطلوب تلقائياً ما لم تتوفر قيادة قادرة على اصدار الأوامر والتعليمات والتوجيهات للأفراد وتتولى تنسيق جهودهم وتنظيم العلاقات بينهم وتستميلهم لحب العمل وتحفزهم لبذل أفضل الجهود لتحقيق الأهداف وفق منظور إنساني.
وتزداد الحاجة إلى القيادة الكفوءة والمؤثرة بشكل فعال بالآخرين كلما ازداد عدد الأفراد العاملين وتعددت أراؤهم وطموحاتهم وتباينت الأساليب التي يستخدمونها في تحقيق الأهداف وكلما تعقدت المشكلات الإنسانية في العمل، وذلك لأن القيادة تؤثر في:
1. كفاءة العاملين في تنفيذ الأعمال.
2. معنويات العاملين ومشاعرهم اتجاه العمل والإدارة، ودرجة رضاهم عن ظروف العمل المادية والنفسية والاجتماعية.
3. تخفيض نفقات العمل من خلال زيادة الاستمرار بالعمل وتقليص عدد حالات الغياب وتقليل الشكاوي والتظلمات والتوتر في المشاعر والعداء بين الإدارة والعاملين.


ويتعين على القيادة من أجل تحقيق ما تقدم إقامة علاقات طيبة مع من تتولى أمر قيادتهم، والاهتمام بهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم، وأن تناقش مشكلات العمل والخطط والأهداف معهم باستمرار، وأن تأخذ بمقترحاتهم، وأن توجج فيهم روح التحدي والمبادرة والمنافسة مع أنفسهم ومع الآخرين، وأن تخلق فيهم الرغبة لتحمل المسؤولية من خلال زيادة الثقة بقدرتهم على القيام بالأعمال المطلوبة وتمنحهم الصلاحيات اللازمة لتمكينهم من القيام بتلك الأعمال.
إن الأفراد حينما يؤمنون بقدرة القيادة فإنهم يتفانون من أجلها ويحافظون عليها ويعملون كل ما في وسعهم لتحقيق الأهداف المشتركة، ولهذا يتعين على القيادة أن تبتعد عن التحيز في معاملتها للأفراد، وأن لا تكلفهم مالا طاقة لهم به، وأن تعمل على حل مشكلاتهم، وتطور قابلياتهم، وأن تستخدم سلطتها في العقاب والثواب بشكل عادل.
ويرى البعض أن من يتولى قيادة الآخرين لا بد أن يكون منفرداً بخصائص منها: أن يكون مستوى ذكائه أعلى من مستوى ذكاء اتباعه، ويتصف بالاتزان العاطفي والنضج العقلي ويكون موضوعياً وطموحاً وصادقاً وذا شخصية قوية ومؤثرة في الآخرين، وأن يكون مستوى إنجازه أعلى من مستوى إنجاز اتباعه، وقادراً على فهم مشكلات الآخرين، وله الرغبة بمساعدة الآخرين وقيادتهم، وأن يترجم المبادئ الإنسانية التي يؤمن بها إلى عمل وتظهر في ممارساته وسلوكه.