أنهت هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين الدراسة المترقبة حول مراجعة السلامة على الإنترنت. بتكليف من الهيئة قام بإجراء هذه الدراسة باحثون مستقلون وهم البروفيسور جوليا ديفيدسون والدكتور إلينا مارتيلوزو بهدف دراسة القضايا الرئيسية المحيطة بالأطفال ووجهات نظر الشباب للأخطار المحتملة وسلوكياتهم عند استخدام الإنترنت. وتقارن هذه الدراسة السلوك على الإنترنت مع دراسة السلامة على الإنترنت للعام 2010.
وبمناسبة إنهاء هذه الدراسة قال مدير إدارة الأمن السيبراني بالهيئة الدكتور خالد بن دعيج آل خليفة «تسلط هذه الدراسة الضوء على بعض السلوكيات الخاطئة عند استخدام الإنترنت في المملكة. إجمالاً وبالمقارنة بنتائج دراسة عام 2010، نرى تحسنا إيجابيا في أغلب السلوكيات على الإنترنت، حيث إن مستوى الوعي لمخاطر الإنترنت قد زاد. إلا أن مستوى التعدي الإلكتروني مرتفع، والذي من أجله يجب أن تتضافر المزيد من الجهود والتعاون بين القطاعين الخاص والعام، حيث إن لنا جميعا مصلحة في حماية مستخدمي الإنترنت».
وبالمقارنة بدراسة عام 2010، تشير نتائج 2015 إلى العديد من التطورات الجديدة في السلوك عبر الإنترنت، حيث زاد الوقت الكلي الذي يقضيه الشباب على الإنترنت، وبحسب الدراسة يقضي 47% من الشباب ثلاث ساعات يوميا مقابل ثلث العينة في الدراسة السابقة. تم ملاحظة انخفاض بنسبة 50% في استخدام الشباب للإنترنت الثابت والكمبيوترات المكتبية، حيث تم تعويض هذا الانخفاض للوصول إلى الإنترنت باستخدام التقنيات المتنقلة الأكثر مرونة وديناميكية، وتضاعف استخدام الهواتف الذكية أربع مرات مقارنة بما كانت عليه قبل ست سنوات. تم رصد زيادة في استخدام الإنترنت لأنشطة التعلم مثل الواجبات المنزلية والبحث، وكذلك الرسائل الفورية، قابله انخفاض في استخدام البريد الإلكتروني.
ومن خلال الدراسة لوحظ انخفاض في تعرض الشباب لأغلب أخطار الإنترنت، بما في ذلك تبادل المعلومات الشخصية مع الغرباء عبر الإنترنت حيث قلت النسبة من 16.6? في عام 2010 مقابل 9.9% في عام 2015. كما تم ملاحظة انخفاض كبير في عدد الشباب الذين قاموا بالالتقاء بأشخاص غرباء تم التعرف عليهم عبر الإنترنت، وانخفضت النسبة من 43% في عام 2010 لتصل إلى 16.4% في 2015، والذي يعتبر تحسنا موضع ترحيب. أما فيما يخص التعدي الإلكتروني، فإنه من الصعب تحديد أوجه المتغيرات بين الدراستين، إلا أن دراسة 2015 بينت أن نسبة الذين تعرضوا للتنمر (التعدي) على الإنترنت مرتفعة بنسبة 37.9%.
وقالت مدير السلامة الإلكترونية بالهيئة مريم المناعي «مازالت نسبة التعدي الإلكتروني مثيرة للقلق، ونحن من منطلق حرصنا نحث الآباء ومقدمي الرعاية للأطفال إعطاء هذه القضية اهتماما جديا، حتى يتسنى لنا إحداث تغيير إيجابي. ونحن نعتقد أن هذا التغيير لن يأتي إلا من خلال جهد مشترك بين جميع الأطراف ذات المصلحة. نحن في الهيئة نصر على أن نكون في طليعة هذا التغيير، وليس لدينا أدنى شك بأن القادة في المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك عامة الجمهور يبادلوننا هذا الايمان بالتعاون من أجل خلق بيئة أمنه على الإنترنت».
وتمت هذه الدراسة بمشارك 18 مدرسة وتمت مقابلة 98 طفل وطفلة من الفئة العمرية بين 7-11سنوات. كما تم إجراء 1637 مقابلة لفئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18. تم اختيار العينة لتمثل التوزيع السكاني في مملكة البحرين للفئات العمرية المستهدفة، بما في ذلك التوزيع بالتساوي على كلا الجنسين والتقسيم بشكل متساو بين مختلف الفئات العمرية أيضا. شارك في هذه الدراسة بشكل طوعي كلا من مدرسة الوسام، المدرسة البريطانية في البحرين، المدرسة الهندية، مدرسة المعارف الحديثة، مدرسة بيان البحرين.
ومن المقرر أن ينشر تقرير دراسة مراجعة السلامة على الإنترنت للجمهور في غضون شهر.