يُعتبر والت ديزني أحد روّاد فن الرسوم المُتحركة، وأحد أنجح روّاد الأعمال الذين عرفهم التاريخ. ظهرت موهبته في الرسم والتمثيل منذ الصغر، انتقل من وظيفة لأخرى إلى أن قرر أن يبحث عن الوظيفة التي تُوفر له فرصة يُمارس فيها شغفه وولعه بالرسوم المُتحركة ولم يستسلم أمام العقبات التي تواجهه إلى أن حقق حلمه.
توفى والت ديزني بعدما حصل على أكثر من 22 جائزة أوسكار، وترشح لـ 37 جائزة أخرى، بالإضافة إلى حصوله على ثلاث جوائز أوسكار تكريمية فخرية.
ومما لا شك فيه أنه رحل تاركاً لروّاد الأعمال المُبتدئين إرثاً من الدروس الحياتية التي تُساعدهم على تحقيق أحلامهم.
إليك مجموعة من الدروس المُستفادة من رحلة كفاح والت ديزني والتي يعرضها عليكم موقع LifeHacks..
تحقيق الأحلام يحتاج الكثير من المال. والمال يأتي من التسويق
واجه والت ديزني أثناء إنتاجه فيلم “سنو وايت” عقبات مادية عديدة وقفت عائق بينه وبين إنهاء الفيلم، الأمر الذي جعل أهله يُحاولون إقناعه بالاستسلام.
إيمانه بنفسه وبحلمه، وإصراره على عدم الاستسلام مكّنه من إقناع الآخرين بنفسه وبقدراته. سافر إلى مُختلف المُنتجين وعرض عليهم اللقطات الخام للفيلم وأقنعهم لإنهاء تمويل الفيلم وأصبح فيلم “سنو وايت” بداية العصر الذهبي للرسوم المُتحركة. ليس هذا فحسب؛ بل وأقنع أستوديوهات بتمويل بناء حديقة بهدف الجذب السياحي لديزني لاند، والذي صب في النهاية في صالح حلمه. مما جعله يؤمن أن التسويق هو من المهارات الأساسية التي يحتاج رائد الإعمال إلي إتقانها.
يمكنك أن تحلم بتصميم وخلق وتشييد أجمل مكان في العالم ، لكن يتوقف تحويل هذا الحلم إلى حقيقة على الأشخاص الآخرين.
كان والت ديزني يُدرك تماماً الفرق بين القائد والمدير؛ كان غالباً مايجتمع بفريق عمله ويقص عليهم القصة ممزوجة بالمهام المطلوبة منهم، فيُحي في مخيلتهم أحداث القصة مما يٌيسر عملية تنظيم العمل، وعلي الرغم من تميزه بأسلوبه القصصي الجذاب إلا إنه كان مُتمكناً جداً في فن الرسوم المُتحركة وبالتالي احتاج إلى توظيف أمهر العاملين بهذا المجال، وكانت قُدرة والت ديزني الفريدة من نوعها علي توظيف الأكثر موهبة وتمكناً في مجال عمله، وتشجيعهم باستمرار على التقدم وتوجيه فريق عمله إلى هدف واحد وهو نجاح المشروع هو أحد أسباب تميُّزه في مجاله.
كُلما ذهبت في نزهة كان كل مايشغل بالي هو الخطأ في الشئ وكيف يُمكن تحسينه
بعدما أنتج “ستيمبوت ويلي” الأول من نوعه في عالم الرسوم المُتحركة، غيّر ذلك اللون من الأفلام واجهة صناعة السينما وأضاف لها ميزة يعود لوالت الفضل فيها حيث باتت كلاسيكيات ديزني محبوبة لمشاهديها وتلاها أفلام سندريلا، سنو وايت، آليس في بلاد العجائب وفانتازيا وعلي الرغم من إنها كانت مُغامرة إنتقدها الكثير في البداية إلا أن ديزني كانت له رؤية مُستقبلية في نجاح تلك الكلاسيكيات.
ليس هذا فحسب؛ علي الرغم من النجاح الباهر لأفلام ديزني إلا إنه لم يتوقف مُكتفياً بما وصل له، بل بدء في التخطيط لكيفية تنمية مشروعه من إتجاه أخر و قرر بناء مُنتزه يتمكن فيه الأباء والأمهات من تقضية وقت مُمتع مع أطفالهم. وكان حريصاً على التجول داخل المُنتزه واختبار الخيول ومُراقبة الأجواء وأخذ أراء ضيوف المُنتزه عن كيفية تطوير المكان وما ينقصه من وسائل ترفيهية. كان حريصاً على مُتابعة مشروعه بنفسه ومُراقبته ينمو أمام عينيه خطوة بخطوة.
نواصل التقدم للأمام ، ونفتح أبواباً جديدة ، ونتعرف على عوالم مختلفة ونقوم بأشياء جديدة ، هذا كله بدافع الفضول. فالفضول هو دليلنا في سلوك طرق مختلفة وعوالم عديدة.
واجه ديزني الكثير من المخاطر في حياته المهنية. تعلق عدة مرات مُستقبل ديزني بأكمله علي نجاح أو فشل خطوة بسيطة في المشروع. إضطر بضع مرات إلي رهن أو بيع مُمتلكاته الشخصية، وإتخاذ قرارات جريئة ولم يتردد لحظة في تقديم تضحيات في سبيل نجاح مشروعه.
يُذكر أن بناء مدينة ديزني لاند عام 1955 كانت من أجرأ المخاطر التي عرفها تاريخ أمريكي التُجاري كافح و روي ديزني شريكه في المشروع لإيجاد التمويل المُناسب وعندما فشل في البداية، حاولت أسرته أن يتقنعه بالتخلي عن فكرة المشروع وأنها مُخاطرة ستُهلك ديزني وتؤدي إلي إفلاسها. ولكنه رفض وحارب إلى أن أصبحت الآن ديزني لاند تجلب المليارات من الإيرادات والملايين من الزوّار كل عام.
كُل المحن التي واجهتها في حياتي، وكل العقبات التي عركلتني كانت مِنحة لي وتعزيز. قد لا تُدرك ذلك في البداية لكن تلك العوائق قد تكون أفضل مايحدث لك علي الإطلاق.
فشل والت ديزني كثيراً في حياته. الأستوديو الأول له “لاف أو جرامز” كان ينتج أفلام قصيرة بالرسوم المُتحركة، لكن تكاليف إنتاجها كانت أكثر من العائد الذي تُحققه وأعلنت الشركة إفلاسها. ولكنه لم يستسلم للفشل وللخسارة الفادحة، وسُرعان ما إنتقل من فشل ذريع إلي نجاح مُبهر بعدما إبتدع شخصية “ميكي ماوس” مُتفادياً أسباب فشل شخصية “أوزوالد الأرنب المحظوظ” في التجربة الأولى.
آمن بمُعتقداتك بكل جوارحك
لطالما كان والت ديزني مُتعصباً لرأيه، علي الرغم من أنه كانت تجمعه وأخيه روي ديزني علاقة قوية إلا أن والت كان مُتمسكاً بأفكاره وأراءه وكان غالباً مايقتنع روي برأيه.
آمن ديزني بحلمه طوال الطريق، لم ينصاع لمُحاولات الأخرين في إقناعه بالتوقف، ولا لآراء الأخرين التي أجمعت على إنه من المُستحيل أن يحجز أحد صالة يُعرض فيها فيلم رسوم مُتحركة وأنه من الصعب المزج بين التمثيل الحقيقي والرسم الكرتوني، بل وتنبئوا لمدينة الملاهي بالفشل الذريع، بل ولم ينج “ميكي ماوس” من إنتقاداتهم وقيل أنه سوف يُخيف النساء.
آمن ديزني بحلمه وحارب من أجله، كان لديه إعتقاد لا يتزعزع في نفسه وما كان يقوم به.
عدم الاستسلام هو أحد دروب النجاح
استغرق والت ديزني للحصول علي حق إنتاج فيلم “ماري بوبينز” من مُبتكرتها الكاتبة الإنجليزية “بي إل ترافيرز” 16 عاماً ، والذي أٌعتبر أنذاك واحد من أفضل الأفلام التي عُرضت في ذلك الوقت.
كما إنه فشل عدة مرات في الحصول على تمويل لديزني لاند قبل أن يتوصل في النهاية إلي إتفاق مع أستوديوهات التلفزيون.
ليس هذا فقط؛ بل تم طرده من وظيفته الأولى في الصحيفة لافتقاره إلى الأفكار المُبتكرة الخلّاقة.
قواعد النجاح لا تختلف. المرونة هي القدرة على الصمود أو التعافي بسرعة من الظروف الصعبة. على الرغم من أن والت ديزني واجه في حياته صعوبات من شأنها أن تجعل الشخص العادي يستسلم لليأس، إلا أن إيمانه بنفسه وبحلمه ساعده على الحصول على نتائج فاقت بكثير ما يمكن أن يتصوره شخص آخر وفي نهاية المطاف أثبت إن كون الأمر جديداً أو غريباً لا يجعل منه مُستحيلاً، وأن كلمة مُستحيل هي كلمة غير مُدرجة في قاموس الأشخاص أصحاب الأحلام الكبيرة. الأن بعدما خلق والت ديزني إمبراطورية الترفيه من لا شئ تقريباً، ما الذي يمنعك من أن تحلم وأن تدافع عن حلمك؟.