يوجد جدل كبير في الفكر الإداري حول طبيعة الإدارة هل هي علم أو فن؟ ولكننا مع الرأي الذي يرى أن الإدارة علم وفن معاً. فهي علم لأن لها إطاراً فكرياً يحتوي على مجموعة من المعلومات والمعارف التي يمكن دراستها. وذلك مثل مبادئ التنظيم، وعلاقات السلطة ونحوها. كما أنها فن لأن ممارسة الإدارة بنجاح يعتمد –إلى حد كبير- تجعل مستوى النجاح في ممارسة الإدارة يختلف من مدير إلى آخر.


والدليل على كون الإدارة علم: وجود عديد من المدارس ولجامعات التي تقوم بتدريس الإدارة في مختلف مجالاتها كما أن الدرجات العلمية التي يحصل عليها الدارسون في الإدارة وصلت إلى أعلى المستويات الدراسية، شأنها في ذلك شأن العلوم الأخرى.


والدليل على كونها فن: أنه على الرغم من تعدد المستويات الدراسية ووجود درجات علمية في الإدارة فلا يمكن أن تدعى أية جهة عملية مهما تكن قدرتها على تخريج مديرين كما هو الحال في المهندسين والأطباء والمحامين وغيرها من التخصصات التي يمكن إعداد كل منها من خلال برنامج دراسي معين. وهذا يؤكد أن سمة الفن في الغدارة لا تزال أقوى منها في عديد من المجالات العلمية، وذلك للأسباب الآتية:
1- يعتمد سلوك المديرين على خصائصهم الشخصية مثل الذكاء والدافعية والمشاعر، وهي أمور لا تعتمد كثيراً على العلم وإنما تعتمد على البناء الشخصي.


2- يعتمد سلوك المديرين على الخصائص الشخصية لمن يتعاملون معهم من العاملين والعملاء، والقدرة على الانتباه إلى هذه الخصائص والتعامل معها يعتبر من المهارة والفن الشخصي للمديرين.


3- يعتمد سلوك المديرين على خصائص الموقف من حيث نوع العمل والمنظمة والهدف المطلوب تحقيقها والشخصيات المتواجدة في الموقف واحتواء كل هذا يمثل نوع من المهارة والفن الشخصي للمديرين.


4- لا تسري القوانين المستقرة لعلوم الرياضة والطبيعة والكيمياء على المواقف الإدارية المركبة، والتي تحتوي على كثير من الأبعاد.


5- يصعب التوصل إلى قوانين مستقرة 100% في علم الإدارة للأسباب نفسها السابق الإشارة إليها عاليه. حتى لو تم إجراء تجارب علمية دقيقة للتوصل إلى نظريات وقوانين إدارية، يتبقى أن نقول أن استخدام هذه النظريات والقوانين الإدارية يخضع للفن والمهارة الشخصية للمدير، ويخضع إلى تقدير وحدته، وإلى طبيعة الموقف الذي يواجهه.
ولذلك: فإن الإدارة يمكن تصنيفها ضمن مجموعة العلوم الاجتماعية التي تقوم على دراسة السلوك الإنساني من جوانبه المختلفة وهي علم أيضاً وفن.