إذا كانت الإجابة بنعم على هذا السؤال فهذا معناه أن المدير مدير في أي زمان أو مكان أو ظروف. والتعليق على ذلك يقول أن هذا صحيح إلى حد كبير. والدليل على ذلك أن كل المديرين يمارسون وظائف الإدارة (التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة) في كل المنظمات، وفي كل الأزمنة، وتحت أي ظروف، وفي كل البلاد. غلا أنه يجب تعديل هذه الإجابة قليلاً، حيث يمكن القول أن المديرين يمارسون هذه الوظائف بعد تعديلها لكي تناسب المستوى الإداري الذي يعملون به، وحجم المنظمة، ونوع المنظمة، والدولة (والثقافة) التي يعملون بها.


وفيما يلي بعض الأمثلة على كيف أن ممارسة وظائف الإدارة قد تختلف حسب الظروف؟
1- المستوى الإداري: كلما ارتفع المستوى الإداري للمدير زاد ميله للاهتمام بوظيفة التنظيم والتخطيط. بينما يهتم المدير في المستويات الإدارة الدنيا بوظيفة توجيه الآخرين والإشراف عليهم.


2- حجم المنظمة: كلما كانت المنظمة صغيرة ألقت أعباء الوظائف الإدارية كلها على رئيس الشركة والذي يقوم بها بشكل غير رسمي. أما إذا كانت المنظمة ضخمة أمكن تقسيم العمل الإداري على مديرين كثيرين، فهذا متخصص في التخطيط الإستراتيجي، وذاك مسؤول عن الرقابة، وهكذا.


3- ثقافة (وحضارة) الدولة: يميل المديرون في الصين واليابان أن يتخذوا القرارات بشكل جماعي ثم تحريرها إلى أعلى عبر عدة مستويات، اما في الغرب فهناك ميل إلى اتخاذ القرار بشكل فردي وسريع.


خلاصة القول، وظائف الإدارة إلى حد كبير عالمية، فكل المديرين يمارسون الوظائف الأربعة نفسها، وبالرغم من هذا، فإن مقدار التركيز يختلف من وظيفة لأخرى حسب المستوى الإداري، وحجم المنظمة، وثقافة (وحضارة) الدولة، وعناصر أخرى.