تبلورت الإدارة كعلم بشكل واضح مع بداية القرن العشرين. وتطور الفكر الإداري خلال سنوات طويلة من الممارسات الإدارية في المؤسسات الإدارية المختلفة.


وفي أثناء هذا التطور اتسم الفكر الإداري بسمات ميزت كل مرحلة من حيث المداخل واتجاهات التي وجه إليها هؤلاء العلماء اهتماماتهم، وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري، ممثل في أكثر من مدرسة من مدارس الإدارة.


ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت الفكر الإداري، وما زالت تحظى حتى وقتنا باهتمام الباحثين والدارسين والممارسين للإدارة لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد وأساليب منظمة للأنشطة والعمال الهادفة.


المدرسة الكلاسيكية


تعتبر المدرسة الكلاسيكية أقدم المدارس الفكرية التي تناولت الإدارة والعملية الإدارية من جوانب متعددة، وتتحدد فترة المدرسة الكلاسيكية بين 1880 1930 تقريباً.


والجذور الحديثة لهذه المدرسة ترجع إلى نشأة الإدارة العلمية التي فتح لها الطريق (فريدريك ونسلو تايلور) وأتباعه الذين بذلوا جهوداً موفقة نحو تطوير الأساليب التقليدية في أداء الأعمال إلى أساليب فنية جديدة . وطالبوا بضرورة بذل الجهد نحو تطوير الإدارة إلى (علم) له مبادئه وأسسه وقواعده ونظمه .


وإذا كان (فريدريك تايلور) هو أول من وضع مبادئ للإدارة العلمية فإن (هنري فايول) هو الثاني الذي تناول العملية الإدارية من زاوية الإدارة العليا واستنبط مبادئ وقواعد قابلة للتطبيق بالنسبة للوظيفة الإدارية أياً كانت المشروعات التي تمارس فيها الإدارة : تعليمية أو صناعية أو عامة.


نظرية الإدارة العلمية


عبارة عن أسلوب في الإدارة يهتم أساساً بتطوير أداء الفرد أي أنها تركز على العمل وليس على الفرد العامل وظروفه. وترتكز على أربعة أسس هي :استخدام الأسلوب العلمي في التوصل إلى حلول للمشاكل بعيداً عن العشوائية وإتباع أسلوب التجربة والخطأ. واختيار العاملين حسب الجدارة.


والاهتمام بتدريب العاملين. والارتكاز على مبدأ التخصص في العمل من أجل إتقانه، بحيث تُسند للإدارة الوظائف الإدارية، ويتولى العاملون مهام التنفيذ. ومن رواد هذه المدرسة تايلور ، وهنري جانت، فرنك وليان وجلبريت.


الانتقادات الموجهة


ليس هنالك طريقة مثلى للعمل بمعزل عن طبيعة العمل، وتباين الأفراد، إذ إن الطريقة السهلة والأحسن للفرد هي الطريقة المثلى تلك التي توافق قدراته. وتقسيم العمل برغم فوائده إلا إنه يقتل روح الإبداع ويزيد الملل عند الإمعان في التخصص العميق.


والإجهاد البدني ليس هو المحدد لإنتاجية الفرد لوحده بل هناك الإجهاد النفسي. ثم ان تجاهل العامل الإنساني في الإنتاج وركزت على تنفيذ التعليمات بصرامة فكانت نظرتها للإنسان نظرة ميكانيكية.