ن المفهوم الواضح للأعمال الريادية يجب أن ينشأ قبل تطبيق أية استراتيجية تسعى لخلق هذه الثقافة في العالم العربي، وتربية هذا النوع من الثقافة يتطلب جهداً كبيراً وعمليات متواصلة تشارك فيها المنظمات المهنية والجامعات لإنتاج رجال الأعمال مهرة ذوي قدرات إبداعية تحقق لهم النجاح في بيئة عالم تتغير بسرعة كبيرة.


لقد استخدم مصطلح Entrepreneur لأكثر من 200 عام إلا أنه يكتنفه الغموض بعض الشيء حيث أن كلمة المبادرات الفردية والأعمال الريادية مشتقة من كلمات فرنسية وتعني (بين- وتأخذ) ولذلك فإن المبادر أو الريادي يأخذ مكاناً بين المزودين والعملاء أو المنتجين والعملاء، وفي نفس الوقت يخاطر لتحقيق النجاح، بيتر دريكر عام 1985 عرف المبادر أو الريادي بأنه الشخص الذي يستطيع أن ينقل المصادر الاقتصادية من إنتاجية منخفضة إلى إنتاجية عالية، وجيفري تيمنز 1994 عرف المبادر الفردي أو الريادي بأنه العمل الإنساني المبدع الذي يبني عملاً متميزاً من لا شيء وتعتبر عمليات الريادة اقتناصاً للفرص بغض النظر عن المصادر المتاحة أو نقص هذه المصادر، وخلال تاريخ تطور الفكر الاقتصادي ثمةعلماء اقتصاديون قلائل حاولوا تعريف دور رجال الأعمال المبدعين في النمو الاقتصادي وربما أكثر تأثيراً هو العامل الاقتصادي شومبتير الذي وصف رجال الأعمال المبدعين بوكلاء للتدمير الإبداعي حيث أن يرى هؤلاء الرجال المبدعين يقومون بتعطيل وضع التوازن بالنسبة للعرض والطلب في الأسواق عن طريق طرح منتجات ابتكاريه جديدة يحصدون من ورائها أرباحاً كبيرة ويحتكرون الأسواق لفترة من الزمن ول وبصفة مؤقتة، ولهذا فإن الاقتصاديين غالباً ما يربطون بين الأعمال الإبداعية والقدرة على حسن استغلال وتطبيق التكنولوجيا الحديثة.
وتعتبر عملية الريادة والمبادرات الفردية شائعة في العالم ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يحاول سنوياً 4% من مجتمع البالغين أن يبدأ عملاً جدياً، بالرغم من أن معظم هؤلاء قد يكون لديهم عمل كامل أو جزئي ولكنهم تتملكهم مشاعر حب، وتشير الإحصاءات أن شخصاً من بين اثنين في الولايات المتحدة قد حاول أن يبدأ عملاً جديداً في وقت معين من حياته.