يمكن تعريف ريادة المشروعات بأنها القدرة على تحديد الفرص في السوق ، وتدبير الموارد اللازمة واتخاذ التصرفات اللازمة للاستفادة منه وتحقيق هذه الفرص . وفيما يلي تفصيل لأركان هذا التعريف ، والذي يظهر أيضا في الشكل التالي:
ماهية ريادة المشروعات
اولا: تحديد الفرص:

وعليه ، فإن ريادة المشروعات تحتاج إلى أفراد لديهم القدرة على رؤية الفرص وتقييمها وتحديد جدواها ونفعها ، والفرص أمام أعيننا جميعا ، ولا يراها إلا أناس قليلون ، قادرون على تحديدها وقادرون على استشراف المستقبل لمعرفة أن هذه الفرصة ستنجح في السوق . فهناك شخص حينما يجلس في مطعم ليأكل ، فانه سرعان ما يقول لنفسه: لو أن لدي مطعما مثل هذا ، سأجعله ينجح بصورة أفضل ، أو أنه يقول: ببعض التحسينات والاضافات يمكن أن ينجح المطعم بصورة افضل . وربما يرى في الهالك او العوادم الخاصة بأحد المصانع فرصة يمكن أن يستغلها في السوق . وربما يجد موارد طبيعية غير مستغلة ويعتبر عدم استغلالها فرصة جيدة للكسب . وليس شرط على رائد المشروعات أن يكتشف بنفسه الأفكار، بل يمكن أن يلتقط الأفكار من الاخرين ، بل يمكن أن يساعده الاخرون في تطويرها وتحويلها إلى مشروع ناجح.

وتتميز الفرص بالتنوع والتعدد، كما تتميز بصعوبة تكرارها مرة أخرى ، فحينما تذهب الفرصة (ولا تستغل) ، فإنها لا تأتي مرة اخرى ، ولا يجب عليه أن يندب حظه ، فستأتي افكار وفرص أخرى غيرها، ولكن المهم أن تكون لديك القدرة على تحديدها .

وتحديد الفرصة تحتاج إلى شخصية متميزة وإلى عمليات محددة من أهمها ما يلي: الوعي بوجود أمر غريب ومتميز يمكن اعتباره فرصة في السوق ، ويمكنك أن تزيد وعيك بالأفكار والفرص كالاتي :

· إسأل من حولك عما يحدث؟ ولماذا يحدث ؟ وكيف يمكنك الاستفادة من ذلك؟
· إقرأ باستمرار التقارير الاقتصادية والتجارية والصناعية المنشورة في صفحات الجرائد واستكشف الفرص فيها .
· إبحث عن الأفكار على رفوف البضائع في المحلات والمتاجر والسوبر ماركت ، وهل يمكن تصنيعها محليا؟
· ناقش الأمر مع من يعلمون ويفهمون في الموضوع
· قارن منتج بآخر ، أو خدمة بأخرى ، أو بلدا بآخر ، أو سوقا بأخرى ، وحدد ما يمكنك أن تطوره إلى فرصة تستفيد بها في السوق .

ثانيا: تدبير الموارد اللازمة

لكي نستطيع جعل الفرصة أمرا واقعا حقيقيا ، تحتاج إلى موارد ، وتنقسم الموارد بصفة عامة إلى بشرية ومالية :

(1) الموارد البشرية:

ربما تحتاج إلى أفراد وكفاءات تساعد في الأمور التالية :
- تطوير الفكرة وتحسينها
- البحث والدراسة وتصميم المشروع
- إدارة وتسيير المشروع الجديد
- معاونون يرقون إلى درجة الشركاء
- ممولون ماليون او مساهمون بأموالهم
- عاملون في المشروع الجديد

(2) الموارد المالية:

تحتاج كرائد للمشروع إلى أموال تنفقها في مجالات كثيرة لتحقيق الفكرة والفرصة ، فربما تحتاج إلى أموال للدراسة والبحث ، والتصميم ، وشراء أصول ، كما تحتاج إلى أموال جارية للانفاق على العمليات وأنشطة المشروع الجديد حتى يبدأ في إدرار ارباح لك.

ويمكن توفير الأموال بصفة عامة من المصادر التالية :

· أموالك الخاصة بك (تمويل ذاتي)
· الاقتراض الحسن من الاصدقاء والاهل
· إدخال شركاء في المشروع
· الاقتراض من البنوك والمؤسسات المالية ، وطبيعة الاقتراض في فترتها قد تكون :
§ قصيرة الأجل (لشهور)
§ طويلة الأجل (لسنوات طويلة)

ثالثا: اتخاذ التصرفات الملائمة:

تبدأ التصرفات باستكشاف الفرص ، ثم تطويرها بالبحث والدراسة ، حتى تصير مشروعا ناجحا بالفعل ، وعلى سبيل حصر بعض التصرفات الملائمة لتحقيق وتحويل الفرص إلى حقيقة ، نورد بعض هذه التصرفات :

1- الوعي بوجود فرص من خلال التساؤل والقراءة ، والبحث ، والمقارنة ، والمناقشة ، وغيرها من التصرفات المناسبة في هذا المجال.
2- الاتصال بالاخرين ومناقشة الفرصة لتحديد جدواها مبدئيا.
3- دراسة الفكرة من المنظور التسويقي كالمستهلك ، والمنافسة ، والأسعار ، والتوزيع ، والترويج ، والسوق.
4- دراسة الفكرة من الناحية الانتاجية كشكل السلعة أو الخدمة ، وطريقة انتاجها ، وطاقتها، والآلات المطلوبة ، والجودة
5- دراسة الفكرة من الناحية المالية كتحديد مصادر التمويل ، وتكلفة الفرصة ومبيعاتها ، وأرباحها وخسائرها.



6- دراسة الفكرة من الناحية الإدارية كتحديد الشكل القانوني للمشروع ، هيكلها التنظيمي، وعدد العاملين، وأنظمة الادارة بها .
7- السعي المستمر لتحويل الأفكار إلى مشروعات ، والأهم تحويل الأحلام إلى حقيقة وهم قادرون على اتخاذ التصرفات التي تترجم هذه الأحلام بالتدريج إلي واقع عملي في شكل مشروعات وأعمال حقيقية ناجحة . ويعتبر ذلك الفرق الحقيقي الذي يميز رواد المشروعات والأعمال عن غيرهم من الناس .

تناول العرض السابق أركان تعريف ريادة المشروعات حيث يبدأ التعريف بتحديد الفرص ، ثم تحديد الموارد اللازمة لتحقيق الفرص ، وأخيرا اتخاذ التصرفات والتدابير اللازمة لجعل هذه الفرص أمرا حقيقيا ولتحويل الأحلام إلى حقيقة .