إن مقومات نجاح الفرد وبلوغه حالة الريادة يمكن أن تنبثق من فحوى المصطلحات الآتية: (الإبداع، المخاطرة، النمو)، وان الريادة الناجحة لها قيم مستقلة وإ بداعية لامتلاكها القدرة
على انتقاء الفرصة المتاحة في السوق والتي يم يدركها الآخرون، كما أن الريادة الناجحة لها
القدرة على العبور إلى الشواطئ الثانية دون تردد، ولها نظرة واسعة وعميقة تمكن من الكشف
عن بعض المنطلقات التي لا يراها الفرد الاعتيادي. ولا بد لها من القول بأن المشاريع الحديثة
ليست كلها ناجحة، فقد واجه العديد منها الفشل، بسبب عدم المهارة والخبرة الإدارية، او بسبب
افتقار مالكيها لأساليب العمل الجاد والريادي الضامن لإدامة بقاء هذه المشاريع، فمثلا ً إخفاق
المالك في إدامة الإشراف الفعال والرقابة على النشاط الجديد سوف يعيق نمو المبيعات وبالتالي
نمو المشروع. ولا يكفي كذلك العمل الجاد والدؤوب لإدامة المشروع ما لم تقترن الإدامة بالعمل
الذكي والفطن والفعال. فمن أسس الريادة الناجحة حسب استثمار الوقت وممارسة العمل القيادي
السليم دون التركيز على أعمال تصريف المنتوج فحسب، بل الريادي الناجح يميل دوما ً إلى
إناطة الأعمال الإجرائية التنفيذية للغير وينصرف هو إلى التفكير الإبداعي للتطوير والى
ممارسة القيادة والتوجيه.
كما أن الابتعاد عن التخطيط والتهيؤ للتوسع المحتمل يؤديان إلى فشل الرائد الإداري،
ذلك أن التنبؤ بالمستقبل ورسم أبعاده أمران مهمان للإبقاء على الحالة الريادية واستثمار
ً فان الضعف في إدارة الموارد المالية تعني بإدارة المتوفر من
معطياتها، وأخيرا ً وليس آخرا الموارد المالية ومراعاة كثرة أو قلة المال المستثمر في موجودات المشروع مقايسة مع حجم
العمليات الإنتاجية المتوقعة.
وخلاصة القول فإن الريادة تولد مع الفرد وتدفعه للإبداع في الأعمال وإ نشاء المشاريع
الصغيرة، وان العناصر التي تم ذكرها وأخرى ترسم ملامح الحكم على مدى نجاح أو فشل
المشروع الجديد وعلى كون رواد الأعمال يرثون خصائص معينة تمكنهم من إقامة مشاريع
أعمال وأدارتها، إلا أن حالات الفشل التي واجهت البعض منهم تعكس الحاجة الملحة إلى تعليم
الرواد وتطوير قابلياتهم وزيادة معارفهم ليصبحوا اكثر قدرة وإمكانية في الحفاظ على مشاريعهم