قبل تحديد مفهوم الريادة Entrepreneurship وأهميتها في بناء اقتصاديات المجتمعاتً الإشارة إلى مقولة تراثية اقتصادية - مفادها بأن "رأس المال جبان"-نرى من الضروري جداتتناقض مع مفهوم الريادة بل مدمرة للريادة في مجال الأعمال، وسوف نوضح الغرض من تبنيالريادة والاستثمار وذلك لما لهذه الناحية من أهمية على صعيد إدارة المشروعات الصغيرةوتطوير أسسها ومفاهيمها الإدارية وتوفير متطلبات ومقومات نجاحها.ً الاستحداث وهذا المصطلح انتشر واستخدم على نطاق واسعلقد كانت الريادة تعني دائمافي عالم الأعمال اليابانية وذلك في العقود الستة الأولى من القرن السابق، وفي الآونة الأخيرةً السبق الروسي في مجالأصبحت الريادة في مجال الأعمال تعني السبق في ميدان ما (مثلاًً يلاقي طلباً كلياً جديداً في ميدانه او يبتكر شيئاً جديداالفضاء) كما وتعني أيضا من يدير شيئا .ًورواجاً، اوً جديداأما الريادة في حقل إدارة الأعمال فيه اللقب الذي يمنح لمن ينشئ مشروعايقدم فعالية مضافة إلى الاقتصاد، وبالمنظار الأوسع فإن الريادة الإدارية تشمل أيضا من يديرالموارد المختلفة لتقديم شيء جديد او ابتكار مشروع جديد.ً على منشئ المشاريع، بل من يمارسها كذلك المدراءوالريادة بهذا المعنى ليست حكراالعاملون في المشاريع والمنظمات الكبيرة، حيث يتمثل نشاط هؤلاء المدراء الرواد بتقديم سلعجديدة او بناء خط إنتاجي جديد او القيام بإنشاء شركات جديدة، ولضمان بقاء واستمراريةالأنشطة الجديدة فإنه يتوجب على المدراء الرواد إدارة مواردهم المحدودة بطرق تختلف عنالأسلوب التقليدي المعتمد من قبل الآخرين، وخلال الأجزاء التالية من هذا الفصل سنناقشً مما يطلق عليه بالأنماط والخصائص للإدارة الريادية المتميزة والاعتيادية.بعضافمصطلح الرائد الإداري ( Entrepreneur) يطلق على مالكي مشاريع الأعمال الصغيرةوتأتي ملكية هذه المشاريع اما بالشراء او الإرث او الامتياز او أية وسيلة اخرى. وقد تميز عقد الثمانينات في بعض الدول الغربية ببزوغ دور الريادة الإدارية، ذلك ان عددالمشاريع الجديدة التي ظهرت للوجود خلال سنوات هذا العقد تزايد بشكل ملحوظ ومتميز عناقتصاديات أخرى. والسبب وراء هذا التسارع في الانتشار هو التقدم التكنولوجي والسلعيوالخدمي الياباني الذي أبهر هذه الدول وأدهشها. ويشير أحد المهتمين في الإدارة إلى اناليابانيين اثبتوا وجودهم في أسواق الدول المتقدمة، وتمكنوا بنجاح من اجتياحها بصناعاتهم(السيارات، الفولاذ، أجهزة اتصال، الساعات، الالتكرونيات) مما أثار قلق أرباب المشاريع فيتلك الدول، ولم يقتصر هذا القلق على مدراء منظمات الأعمال فحسب، بل شمل أيضاأصحاب الشهادات العليا وكليات إدارة الأعمال، في ضوء ذلك صدرت عدة كتب وبحوث.
ومقالات منذ عام 1980 ألقت الضوء على أسباب نجاح وفاعلية الإدارة اليابانيةولكي تتمكن المجتمعات الساعية الى التطوير والتقدم من إعادة التوازن لأدوار إدارةالأعمال في المنظمات المختلفة، لا بد لها من ان تختار الطرائق المناسبة لترتقي بإدارتها إلىمستوى الإدارة اليابانية، مثل هذا الاختيار لا بد وان يستند إلى ثلاثة مداخل فكرية وهي :-الأول : يعكس طريقة التفكير في طبيعة الوضع الحالي للإدارة وتعليم الإدارة.أما الثاني: فهو التفكير في أسلوب التفكير ذاته، أي الاهتمام بأساليب التفكير، وفيطرائق استخدام الناس لعقولهم، وفي الطرائق التي يواجهون من خلالها مشكلات الأعمال. .ًفي حين يتعرض المدخل الثالث: إلى تاريخ فكرة إدارة الأعمال عموماوعليه فان الفصل الحالي يمثل حصيلة المداخل الثلاثة آنفة الذكر، ويقدم بعض الطرائقًالتي نتمكن من خلالها تعديل نظرتنا لوظائف المدير المعاصر، وهذه الطرائق ليست ابتكاراً، كما أنها ليست متطرفة، بل تتماشى وتتطابق مع الاتجاه العام.جديداإن الأطر للتوجهات الحضارية متبنية في نفس الوقت نظرة متوازنة لإدارة الأعمال لذلكفإن الأفكار الرئيسية خلال هذا الفصل تعتمد النموذج البسيط للإدارة الذي يعالج الإدارة علىأنها عملية متكاملة ذات مداخل ثلاثة أساسية هي : الريادة وحل المشكلات واتخاذ القرارات.