أهمية التدريب في المؤسسة
تظهر أهمية وضرورة للتدريب نتيجة لعدة عوامل منها داخلية وأخرى خارجية، نذكر منها :


1- عوامل داخلية : حينما تظهر دلائل على الأداء غير الملائم للوظيفة، وبافتراض أن مجهود العامل مرض، يجب تركيز الانتباه على ضرورة رفع المهارات العامل. ومن هذه الدلائل تدني مستوى الأداء، نقص الخبرات والرصيد العلمي، أو عدم تناسبه مع متطلبات ومستجدات العمل. وهناك علامات أخرى قد تشير إلى حاجة العاملين للتدريب مثل ارتفاع معدل الإنتاج المرفوض لعدم مطابقته للمواصفات، أو ارتفاع نسبة العادم خلال العملية الإنتاجية (المخلفات الإنتاجية) أو لارتفاع في معدل الحوادث الصناعية، وأخيرا هناك البعد الخاص بالمستقبل وهو التغيرات المفروضة على العمل نتيجة إعادة تصميم الوظيفة، أو نتيجة تطبيق اكتشاف تكنولوجي جديد1.
2- عوامل خارجية: تشمل التغيرات السياسية، القانونية والتشريعية، الاقتصادية، التكنولوجية والبيئية، فهذه التغيرات تؤثر على المؤسسة ومنه على إجراءات وأنظمة العمل، والفرد مطالب بالتكيف معها ويعد التدريب وسيلة فعالة لبلوغ ذلك. فمثلا التغيرات التنظيمية والتوسعات تؤدي إلى تقادم المهارات المكتسبة سابقا من طرف الأفراد ، وتزيد أيضا من حاجة الفرد لتحديث مهاراته واكتساب مهارات جديدة2 لمسايرة التطورات المتلاحقة، كما أن التطورات التكنولوجية التي تزداد دقة وتعقدا تلازمها تحسينات على آليات وعمليات الإنتاج تناسبها دقة وتعقيدا ، وكلما ازدادت أساليب وأدوات الإنتاج دقة وتعقيدا ، تطلب ذلك مستوى أعلى من التدريب3. إن ميزة العوامل الخارجية في العصر الحالي التسارع و التلاحق ، لذا لابد أن يكون التدريب مستمر وجيد حتي يساعد الأفراد في المؤسسة على التحكم في التقنيات الحديثة والمتطورة ، حتى تساير المؤسسة التغيرات.

إن التدريب عملية موجهة للتحسين التقني للوسائل البشرية الضرورية للتحكم في وسائل الإنتاج المستعملة وطرق تشغيل هذه الوسائل1، فأهمية التدريب تبرز فيما يلي2 :
- زيادة الإنتاجية : تنعكس زيادة مهارة الفرد و الناتجة عن التدريب على حجم الإنتاج و جودته ؛
- رفع معنويات الأفراد : لا شك أن اكتساب القدر المناسب من المهارات ، يؤدي إلى ثقة الفرد بنفسه، ويحقق له نوعا من الاستقرار النفسي، ولا شك أن وجود برنامج للعلاقات الإنسانية مع التدريب المنظم والمستمر للأفراد لتوفير القدر المناسب من المهارات يؤديان إلى رفع الروح المعنوية للأفراد؛
- تخفيض حوادث العمل : تكثر الحوادث نتيجة للخطأ من جانب الأفراد عن تلك التي تحدث نتيجة لعيوب في الأجهزة و المعدات أو ظروف العمل ،ويعني هذا أن التدريب الجيد على الأسلوب المأمون لأداء العمل وعلى كيفية أدائه يؤدي بلا شك إلى تخفيض معدل تكرار الحادث؛
- استمرارية التنظيم واستقراره : استقرار التنظيم وثباته بمعنى قدرة التنظيم على الحفاظ على فعاليته رغم فقدانه لأحد المديرين الرئيسيين، ولا شك أن هذا يتحقق من خلال وجود رصيد من الأفراد المدربين و المؤهلين لشغل هذه المراكز فور خلوها لأي سبب من الأسباب.