من سمات الحياة البشرية في سهولتها و في تعقدها و في بدائيتها و في تقدمها تكوين الجماعات المختلفة للسيطرة على البيئة التي يعيش فيها الانسان نظرا لطاقاته و امكانياته المحدودة, فكان الانسان يعيش حياته البدائية اليسيرة بين افراد قبيلته التي يعتمد عليها في حماية نفسه ضد هجمات الاعداء , و كانى رئيس القبيلة هو المسئول عن تصريف امورها , و توزيع الاعمال بين افرادها, و حل النزاع , و اتخاذ القرار فيما يعود بالخير على الجميع, و هو بذلك يمارس شكلا من اشكال الادارة .
فالانسان منذ القدم يعيش مع الجماعة لانه مدني بطبعه لا يحب ان يعيش منعزلا عن الناس, فالادارة وسيلة مهمة لتسيير امر الجماعة و الفرد نحو اهدافها, و كذلك مهمة لتسيير امور المؤسسة نحو تحقيق اهدافها فتطبيق الادارة داخل المؤسسة , سواء كانت كبيرة او صغيرة ,تجارية او صناعية رياضية او عسكرية.
و على الرغم من وجود قليل من المؤسسات التي حققت نجاحا بدون ادارة فعالة الا ان هذا لا يعني ان التقدم الحضاري يقوم بدون جهود الادارة.


• اهمية الادارة في المجتمع
The Importance of Management for the society


يعود تقدم الامم الى الادارة الموجودة فيها, فالادارة هي المسئولة عن نجاح المنظمات داخل المجتمع, لانها قادرة على استغلال الموارد البشرية و المادية بكفاءة عالية و فاعلية. فهناك العديد من الدول التي تملك الموارد المالية و البشرية و لكن لنقص الخبرة الادارية بقيت في موقع متخلف.
كما يمكن ان يقال : ان نجاح خطة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تحقيقها لاهدافها لا يمكن ان تتم الا بحسن استخدام الموارد المتاحة المادية و البشرية. و كذلك نجاح المشروعات المختلفة في جميع الانشطة الاقتصادية الزراعية و الصناعية الخدماتية . و لا شك بان استخدام الموارد المتاحة دون اسراف او تقصير يتوقف اساسا على كفاية الادارة في مجالات النشاط المخلفة , كما ان نجاح المشروعات و تحقيقها لاهدافها الموضحة في خطة عملها يتوقف على كفاية ادارتها, و من هنا نجد ان نجاح خطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية مرتبط بمستوى الكفاية الادارية في المشروعات المختلفة داخل الدول . و خلال الحديث عن التنمية و الادارة فان البلدان النامية تواجه كثيرا من المشكلات الادارية التي تحتاج الى قدرة و كفاءة ادارية لمواجهتها و التصدي لها و حلها, حتي يمكن ان تحقق اهداف التنمية المرغوبة .