كيف يمكنني مساعدتك على تطوير أدائك في العمل؟ هو السؤال الأكثر فاعلية الذي يطرحه كبار المسؤولين التنفيذيين على موظفيهم. ومن ناحية أخرى، مثل هذه المبادرة تمثل اعترافاً من المدير بأن وظيفته مساعدة موظفيه على تحسين أدائهم في العمل.
ومثلاً: بوصفك رئيساً تنفيذياً، يمكن إرسال تقرير مباشر إلى أحد الموظفين تخبره فيه عن شعورك بالرضا من أدائه في العمل، وأنك ترغب في مساعدته على تحسين هذا الأداء دائماً. وبهذا سيشعر الموظف بالثقة، لأنه يدرك أن الرئيس التنفيذي للشركة هو سنده، وهذا بدوره سيجعله يبذل قصارى جهده من أجل فريقه ووظيفته.
وربما يرى المشككون أن المدير الذي يتلقى تقارير مباشرة من الموظفين عن استسهالهم لمهمات العمل، يغفل عن حقيقة مهمة: أنهم غير مبالين في تطوير أنفسهم. وهذا يعني أيضاً أن المدير التنفيذي ليس مخطئاً في تقديم المساعدة فقط، بل في توظيفه أشخاصاً قنوعين بالوضع الراهن. وعندما يسعى المدير إلى توظيف من يمتلكون الحافز لدعم أنفسهم في الوصول إلى أهدافهم، فهو من خلال طرحه هذا السؤال، يثير لديهم الدافع المطلوب من أجل بذل قصارى جهودهم لتحسين الأداء.
ولنكن واضحين: عندما يبادر المدير التنفيذي بالمساعدة، فهذا لا يعني أنه سيؤدي العمل عن موظفيه. ومثال هذا: إذا كان المدير يتفقد خطوط الإنتاج في المصنع، ولاحظ أن أحد العمال يعاني من مشكلة ما في أداء وظيفته، عليه معرفة السبب وراء ذلك: انعدام الأدوات اللازمة، أو نقص في الموارد، أو أنه غير كفء ببساطة؟ إن جميع الأسباب ما عدا الاحتمال الأخير يمكن حلها، من خلال اتخاذ الإجراء المناسب، وبالتالي حل المشكلة. وقد يكون في إعادة تخصيص الموارد أو في إعادة ترتيب الأولويات، بحيث يحصل الموظف وفريقه على ما يحتاجون إليه للقيام بالعمل على نحوه الصحيح.
وعموماً، يطمح الجميع إلى العمل مع الإدارات التي تدعم أداء موظفيها وتعززه. وفي الوقت نفسه، يجب على الموظفين بذل أقصى قدراتهم لتحقيق المطلوب وما تتوقعه الإدارة منهم. وحين تكون الاستراتيجيات والمبادرات محددة بوضوح، ينسجم عمل الفريق مع تطلعات المدير التنفيذي لتنمية الأعمال، والارتقاء بمستوى الإنتاج في الشركة.
وفي الأحوال جميعها، لا شك أن القائد الذي يؤدي وظيفته في مساعدة موظفيه، يعرف ما ينبغي عمله لإلهامهم بأفضل ما يمكنهم إنجازه لمصلحة المؤسسة.