تثيرمسألة طبيعة الدافعية ونظرياتها جداً كبيراً بين علماء النفس، ويواجهون في هذا الصددما يواجهونه من صعوبات في تحديد بعض المفاهيم السيكولوجية الأخرى كالذكاء أو الابتكارأو الشخصية.. الخ وقد قال هؤلاء العلماء بعدد من النظريات تختلف باختلاف نظراتهم للإنسانوللسلوك الإنساني، وباختلاف مبادئ المدارس السيكولوجية التي ينتمون إليها. غير أن أياًمن هذه النظريات، رغم إدعاء أصحابها، غير قادرة على إعطاء صورة كاملة عن مفهوم الدافعية (Ball, 1977) إن حقيقة كهذه لا تعني بطبيعة الحال عدم جدوى أو فائدة نظريات الدفاعية المتوافرةحالياً وبخاصة في المجال التربوي، بل على العكس، فهي تساعد المعلم على فهم أعمق للسلوكالإنساني، وتمكنه من تكوين تصور واضح عنه، نظراً للدور الهام الذي بدأت الدافعية تلعبهخلال العقود القليلة الماضية في نظريات التعلم ونظريات الشخصية (Klausmeier, 1975) ولما كانت نظريات الدافعية عديدة ومسهبة في شرح السلوك الإنسانيوتفسيره، فسنقتصر فيما يلي على تناول أهم الجوانب والمفاهيم التي تنطوي عليها أربعنظريات شهيرة هي، النظرية الارتباطية والنظرية المعرفية والنظرية الإنسانية ونظريةالتحليل النفسي، حيث تؤكد النظريتان الأوليان (الارتباطية والمعرفية) على دور الدافعيةفي التعلم، بينما تؤكد النظريتان الأخريان (الإنسانية والتحليلية) على دور الدافعيةفي الشخصية.