تهدف كل الأساليب والسياسات المتبعة في جميع المجالات الصناعية إلى العمل على تحسين الإنتاجية والجودة تحت مظلة تحسين أداء الأنشطة ذات القيمة المضافة وخفض الفاقد في كافة الأنشطة التي لا تمثل قيمة مضافة من وجهة نظر العملاء .

× وقد حرصت الشركات على دراسة وتطبيق كل ما من شأنه تحقيق هذا الهدف مثـل :
§ تصميم وتطبيق هيكل تنظيمي مناسب لعمل المنشأة .
§ اختيار العاملين المناسبين وتدريبهم .
§ وضع نظام سليم لإدارة العمل وإدارة الأفراد .

× ونظرا لان الأنشطة داخل المؤسسة الصناعية تكون عادة متداخلة ويرتبط بعضها ببعض ولذلك فمن الضروري أن يمتد التطوير والتحسين إلى كل الأنشطة وبالتالي فلابد أن يتم هذا التطوير من خلال المشاركة الايجابية من كل العاملين داخل المؤسسة .

× في ظل هذا المفهوم أصبحت المؤسسات تنظر للعاملين فيها باعتبارهم شركاء أساسيين في التطوير والنجاح ,ومعلوم أن كل عامل يسعى غالبا لتقديم أفضل ما عنده خاصة إذا كان مناخ العمل النفسي يشجع على ذلك ، ولذلك أصبحت نظرة المؤسسة للعاملين تقوم على الاحترام والتقدير وتغير المناخ القديم الذي كان يلقي باللوم على احد الأفراد عند حدوث خطأ وهو الأمر الذي لا يساعد على التحسين وخفض الأعطال وتحسين الجودة ، إلي منهج جديد يقوم على دعم اعتداد الأفراد بأنفسهم وإتباع سياسة التعلم من الأخطاء لمنع تكرارها وحل المشكلات وتشجيع الأفراد على التحسين المستمر وتحفيزهم للإبداع .

× ويقوم مناخ العمل الايجابي على عناصر عديدة تخاطب جميعها الجانب النفسي في الإنسان والذي يرفض بل ويخاف من أي ممارسات تعرضه للمهانة أو الإذلال ولذلك يعتمد المنهج الجديد على اعتبار الرؤساء والمرؤوسين شركاء في أعمال التحسين من خلال الممارسات اليومية .

× تعتبر اللقاءات والمحادثات اليومية فرصة لدعم وزيادة اعتداد الأفراد بأنفسهم ، كما يجب النظر للأخطاء باعتبارها فرصة للتطوير والتحسين وليست فرصة لتطوير قانون العقوبات لأن الخطاء واقع حقيقي في حياة كل إنسان ولذلك تـُبذل جهود متواصلة لتطوير تقنيات تساعد على تقليل الخطأ (الأمان الايجابي) أو على الأقل تقليل الآثار السلبية الناجمة عن الخطأ (الأمان السلبي) .

× ولكي تصبح الأخطاء فرصة حقيقية للتحسين يجب أن تعتمد دراسة الأخطاء على منهج علمي يقوم على التحليل من خلال الملاحظة الدقيقة والمناقشة العلمية لاستنتاج الحقائق وليس على الآراء الشخصية والافتراضات ويجب توظيف كل ما هو ضروري من أدوات التحليل العلمي (أدوات الجودة السبعة على سبيل المثال) .

× ونجاح تطبيق هذا المنهج يؤدى إلى اعتزاز الأفراد بالمؤسسة التى يعملون بها بل وتصبح المكان الذي يرغبون في الاستمرار فيه .

× كما يحقق هذا المنهج فوائد جمة عند تطبيقه بين كافة الأطراف أصحاب المصالح المرتبطة بالمؤسسة .