كل ما يندرج تحت مظلة الإرشاد النفسي يعد تطبيقا ميدانيا للممارسة الإرشادية في أي موقع أو بيئة يعمل فيها من يقوم بالإرشاد النفسي سواء كان في إصلاحية أو في دار ملاحظة أو مؤسسة تربوية أو في الأسرة ..

حيث يتطلب استخدام أدوات الإرشاد النفسي من مقابلة وملاحظة ودراسة حالة وجلسات جمعية او تطبيق اختبار أو قائمة من قوائم التقدير أو استطلاع أو استبانة أو استفتاء وما شابه ذلك.

ويمكن أن ينطبق ذلك على من يمارس ذلك في المدرسة حيث ان المرشد الطلابي منوط به تطبيق فعاليات الإرشاد النفسي وآلياته المختلفة ..ولكن الواقع شيء والمأمول شيء آخر..

حيث انه من الملاحظ على المرشد الطلابي اليوم الانكفاء في مكتبه والانكباب على السجلات أو على بديلها وهو الحاسب الآلي ويترك المهم في العملية الإرشادية بكاملها وهو المسترشد .. والمسترشدون في المدرسة كثر وما يتعرضون له من مواقف مختلفة مؤرقة جدا تحتاج إلى العمل التطبيقي للمرشد الطلابي لكي يعمل مباشرة بدلا من العمل مع الجدران الأربعة الآلات والسجلات التي تحتويها غرفة المرشد.

من أبرز مسؤوليات عمل المرشد الطلابي داخل المدرسة هو العمل مع الطلاب بدءا بتحقيق مستويات الإرشاد سواء كانت إنمائية أو وقائية أو علاجية .. ويرى بعض المختصين بأن عمل المرشد الطلابي من خلال المستوى الإنمائي للإرشاد يشكل 70% من عمله في المدرسة ويتم ذلك من خلال ما يقوم به من برامج في إطار مجالات التوجيه والإرشاد النفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية والأسرية والأخلاقية وغيرها ..

ولكن تبقى الأدوات الرئيسة في العمل الإرشادي تمثل العمود الفقري للعمل الإرشادي داخل المدرسة ولكن هذا لا يتأتى له الا من خلال الإلمام بالنظريات الإرشادية النفسية التي من خلالها يفهم ويفسر المشكلات التي تعتري الكثير من الطلاب وبالتالي تسهم في إيجاد الحلول والمعالجات لها بأساليب مهنية احترافية ..على أن يكون في إطار أخلاقيات المهنة الإرشادية .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يستطيع المرشد الطلابي أن يحقق ذلك من خلال محدودية المهارات التي يمتلكها في هذا المجال ؟ وللإجابة على سؤال كهذا لابد أن نطرح سؤالا آخر ..هل يبقى المرشد الطلابي مكتوف اليدين قليل الحيلة والمهارة .. أم يشمر عن ساعد الجد في ان يبحث عن ناصية الفكر في مجال الإرشاد النفسي وما يرتبط بها من مهارات واستراتيجيات؟؟

أن التدريب يفتح أفاقا واسعة في هذا الجانب سواء من خلال التدريب الرسمي عن طريق الالتحاق بالدورات أو الدراسات العليا بشتى أنواعها ..

او من خلال التدريب على رأس العمل كحضور ورش العمل والمشاركة فيها وحلقات النقاش والزيارات وتبادل الخبرات والاستفادة من توجيهات المشرفين الزائرين والدراسات والقراءات الموجهة والإفادة من التدريب الذاتي كحضور الندوات والمؤتمرات والمشاركة في الدورات والبرامج التي تقيمها الجامعات والمراكز والمعاهد ذات العلاقة داخل الوطن وخارجه من تلقاء الفرد نفسه بهدف تطوير قدراته وصقل مهاراته

وبالتالي فأنه سيتسلم مسؤوليات العمل الإرشادي داخل المدرسة وسيقوم به من منطلقات تطبيقية وميدانية وممارسة عملية وفعلية ..
وبالتالي ستحقق له بمشيئة الله وسائل النجاح وأساليبه المختلفة ..

والله من وراء القصد
.