نواع المعرفة: أجمع معظم الباحثين على وجود نوعيـن مـن المعرفـة همـا:
(1) المعرفة الضمنية: وهي المعرفة المعقدة (المركبة) المتراكمة على شكل معرفة الكيف والفهم في عقـول النـاس الذيـن يتمتعون باطلاع واسـع. وهي أيضاً المعرفة التي لا يمكن رؤيتها، أو التعبير عنها بسهولة فضلاً عن أنها معرفة شخصية، يصعب تشكيلها، وعليه يصعب نقلها أو إشراك الآخرين بها. وتتألف المعرفة الضمنية من (الحقائق والبيانات الثابتة والأنماط الداخلية ووجهات النظر، والأشكال والصور والمفاهيم والأحكام والتوافقات والفرضيات العاملة واستراتيجيات والتفكير). ويشير(Cokaes) إلى أن المعرفة الضمنية تحتوي على أبعاد معرفية Cognitive مهمة مثل: النماذج الذهنية،والمعتقدات، والحدس، وعليه يتولد هذا النمط من المعرفة من خلال استخدام الخبرة الماضية في البيانات الجديدة.
(2) المعرفة المعلنة: يقصد بها المعرفة التي يمكن تقاسمها مع الآخرين،وتتعلق هذه المعرفة بالبيانات والمعلومات الظاهرية التي يمكن الحصول عليها وتخزينها في ملفات وسجلات المنظمة، وكذلك الموجودة والمخزنة في ملفات وسجلات المنظمة التي تتعلق بسياسات المنظمة وإجراءاتها وبرامجها وموازناتها ومستنداتها، وأسس ومعايير التقويم والتشغيل والاتصال
ومختلف العمليات الوظيفية وغيرها. وهي المعرفة التي يمكن التعبير عنها بالكلمات والأرقام والصوت والتشارك فيها من خلال البيانات والمعادلات العلمية والمرئيات ومواصفات المنتج، وبناء عليه يمكن نقل المعرفة المعلنة إلى الأفراد بسهولة.
ويرى Wiig أن المعرفة المعلنة هي المعرفة المتاح فحصها واستخدامها مباشرة، ذلك بأنها متاحة للعقول الواعية أو لأنها منظمة في وثائق وإجراءات وبرامجيات أو أي شكل آخر،ومن ثم فهي معرفة عامة يمكن الوصول إليها.
وفي هذا السياق، يمكن تعريف إدارة المعرفة بأنها "المصطلح الذي يعبرعن قدرة فريق المعرفة في المنظمة على استخدام " إدارة المعرفة وتقانتها" للقيام بعملية توليد المعرفة وخزنها وتوزيعها وتطبيقها لتحقيق التفوق والريادة". فهذا التعريف يحدد هدفاً أسمى لإدارة المعرفة، هو تمكين المنظمة من الإمساك بناصية التفوق في نشاطاتها المختلفة وتحقيق الريادة في السوق، كما يحدد عناصر أساسية ثلاثة لإدارة المعرفة هي: عمليات إدارة المعرفة التي تشمل توليد المعرفة وخزنها وتوزيعها وتطبيقها، وتقانة إدارة المعرفة التي تشمل الوسائل التقانية المتقدمة التي يستخدمها فريق المعرفة للقيام بعمليات إدارة المعرفة، وفريق المعرفة الذي يشكل الجانب البشري الممثل للمعرفة الضمنية، ويشمل صناع المعرفة ومديريها وإدارة معرفة الزبائن.
وبناء على ما تقدم، يمكن القول: إن التطبيقات في مجال التقانة عامة، وتقانة المعلومات خاصةأسهمت إسهاماً كبيراً في تبلور مفهوم إدارة المعرفة وتطوره من جهة، وأضحت ركيزة أساسيةوعنصراً مهماً من عناصر إدارة المعرفة، وجزءاً لا يتجزأ منها من جهة أخرى، وهو ما يمكن أنيطلق عليه مصطلح "تقانة إدارة المعرفة" لتمييزه من تقانة المعلومات الأخرى. فتقانة إدارة المعرفةهي المرحلة الأخيرة من التطور التقاني والمؤهلة للتعامل مع المعرفة، وهي تمثل الوسائل المتقدمةالتي يستخدمها فريق المعرفة لتسهيل عمليات توليد المعرفة وخزنها وتوزيعها وتطبيقها في نظمالمنظمة وهياكلها ونشاطاتها المختلفة، لتحقيق الهدف من امتلاك مثل هذه التقانات