الانتقاء بين الخيارات

هذه المرحلة هي أهم مراحل اتخاذ القرار، وهي تقييم الخيارات المتاحة للقرار ومن ثم اختيار الخيار الأفضل، بيد أن هذا الاختيار يقع تحت تأثير مفاهيمك وقيمك وآرائك، إضافة لكيفية انتقاء الخيار عن طريق التصويت أو التفاوض أو التوصل إلى تفاهم .
*تقييم الخيارات
عملية تقييم الخيارات المتاحة واختيار أفضلها ملاءمة هي التي من خلالها سوف تتخذ قرارك. إن القرارات الروتينية قد تتخذها من واقع الخبرة أو الفطرة السليمة أو المنصب، بينما هناك قرارات أكثر جدلاً وصعوبة، والتي تؤثر في العمل تتطلب طرق تقييم أكثر منهجية والتي منها:

1- الملاءمة:
يمكنك تقييم ملاءمة خيار ما من خلال:
أ- المهارات الضرورية لتنفيذه: وهذه المهارات تتعلق بك كمسؤول، أو مهارات من ترؤوسهم من موظفين للتأقلم مع عواقب قرار محدد.
ب- تأثيره في قدرة العمل: أي قرار تتخذه له تأثير على كمية الموارد البشرية والمادية والتي يُتطلب منك أن تكون على دراية بها.
ج- الشروط المالية المطلوبة : يجب على المنظمات أن تأخذ بالحسبان التكاليف المالية لكل قرار سيتخذ حتى يترك لها قضية تحمل قبول أي قرار أو رفضه.
2- المقبولية:
تكمن مقبولية الخيار على مدى إتمامه الأهداف الأصلية للقرار وتلبيته معظم المعايير المرغوبة.
3- المخاطر:
لعل الطرق الأكثر فاعلية في تحليل المخاطر هي تقييم أسوأ نتيجة ممكنة للخيار، وهذا ما يعرف بـ "بتقييم الخطر النازل " فإذا كان لديك القدرة على تحمل أسوأ النتائج الممكنة للخيار ( الخطر النازل) فيمكنك الانطلاق، أما إذا كان الجواب "لا" عند ذلك يمكنك رفض ذلك الخيار والبحث عن خيار آخر لديك القدرة على تحمله.
* مفاهيم شخصية
لا يمكن عزل مفاهيمنا وقيمنا عن أي قرار نتخذه، وتنشأ المشاكل في كون كل منا له مفاهيمه وقيمه ورؤيته للعالم الخاصة به، فتتأثر قراراتنا بعدة أمور وهي:
1- خبراتنا وذكاؤنا.
2- قيمنا ومعتقداتنا.
3- شخصيتنا واهتماماتنا.
4- طموحاتنا وتوقعاتنا.
لذا حتى تحصل على قرار أكثر موضوعية، عليك أن تدرك الآليات التي تستخدمها لإعطاء حكم على المعلومات التي جمعتها.
* القيم
تتكون القيم من المعتقدات وتنشأ المعتقدات من:
1- البيئة؛ سواء كانت الماضية أو الحاضرة.
2- الخبرة؛ كانت سواء نجاحاً أو إخفاقاً حدث لك.
فعندما ينشأ المعتقد بشأن مجال معين، تبدأ القيم بالظهور وعندما تصبح هذه القيم قائمة وتعمل بقوة سوف تؤثر في أحكامنا وقراراتنا، أيضاً تساعدنا هذه القيم والمعتقدات في تحديد نشاطاتنا وأولوياتنا.

* تحديد الخيار الأفضل
هذه الخطوة تقضي بانتقاء الخيار الأفضل من بين الخيارات العديدة التي أنشأتها وقيمتها، هناك عدة تقنيات تساعدك على ذلك منها:
1- الحجج المؤيدة والحجج المعارضة:
تعتبر من أكثر الطرق المستخدمة للتوصل إلى قرار ما، وتشمل ذكر الفوائد والمحاسن والعوائق والمساوئ لكل خيار، ومن ثم اختيار الخيار الأكثر عدداً من الفوائد، أو هو عمل موازنة بين الخيارات واختيار الخيار الأكثر إيجابية.
2- الإجماع:
ونحصل على هذه الطريقة عبر استمرار التواصل مع فريق العمل حتى التوصل إلى قرار مجمع ومتفق عليه، غير أن هناك شروطاً لنجاح هذه الطريقة هي:
- أن يكون الجميع صادقاً في مشاعره وآرائه.
- يفترض أن الجميع عبروا عما يفكرون فيه.
- شعور الجميع أن القرار اتخذ نتيجة لنقاشات ملائمة واتفاق شامل.
3- التصويت:
تأتي هذه الطريقة عندما يصعب التوصل إلى إجماع لقرار محدد، بشرط أن يلتزم الجميع بنتيجة التصويت، عند ذلك يمكن اعتماد هذه الطريقة.
4- جمع الآراء:
كما سبق شرحه في الفصل الرابع عن طريق حلقة ابتكار الأفكار وجمع الأفكار أو الآراء على شكل فئات أو مجموعات من دون فقدان أي منها، ومن ثم تأتي مناقشتها وتقييمها بواسطة إحدى تقنيات التقييم.
5- التفاوض:
التفاوض هو طريقة للتوصل إلى تسوية أو نتيجة يمكن اعتمادها عند قبول الأطراف المتفاوضة لها. فالتفاوض يعني أن كلا الفريقين يشعر بالفوز وتحقيق مكاسب له.

* القرار ومراقبته
لا يعني اتخاذ القرار انتهاء العملية؛ بل عليك التأكد من أن الأمور تجري كما توقعت، وذلك بمراقبة آثار القرار بعد تنفيذه، إن مراقبتك لآثار قرارك تتيح لك فرصة التعلم من أخطائك ومن نجاحك، فقوى اتخاذ القرار تزداد مع الخبرة والممارسة الفعالة في اتخاذ القرارات .
إذا تبين لك أن القرار الذي اتخذته خطأ، فلا يحسن أن تلم نفسك؛ فكلنا معرضون لاتخاذ قرارات خاطئة في بعض الأحيان، عند ذلك كن مستعداً للاعتراف بالخطأ والاستعداد لتغيير القرار إذا لم يفلح .
وأخيراً:
لا تخش طلب المساعدة والنصيحة ممن حولك، فتحمل المسؤولية مهمة موحشة ومكلفة في بعض الأوقات، لذا عليك البحث عن الأشخاص القادرين على دعمك حين تسير الأمور في المسار الخطأ.