حفز فريق عملك على إدارة نفسه من خلال وضع استراتيجية لذلك


"هناك فرق بين تنفيذ المهام ، و الاستمتاع بتنفيذ المهام"


لكونك مديراً ، فإنك بكل تأكيد تضطر إلى العمل مع أناس حقيقيين من دم و لحم ، و علينا أن نعلم يقيناً طبيعة الشيئ الذي يحفزهم ، و أن نعرف كيف يشعرون و كيف يفكرون ، و سبب مجيئهم للعمل ، و ما هو السبب الذي يدفعهم لأن يبذلوا كل مجهود لديهم ( أو أقل مجهود لديهم ) ، و ما الشيئ الذي يخشونه ، و ما هي آمالهم و طموحاتهم ، و يجب علينا أن نشجعهم ، و ندربهم ، و أن نوفر لهم المصادر التي تمكنهم من آداء مهامهم و إدارة شئونهم ، و أن نُشرِف على عمليات الإنتاج و أن نضع لهم الإستراتيجية الناجحة ، سوف نقلق عليهم ، نهتم بهم ، نقف بجانبهم ، و نساعدهم ، و لكننا لا نديرهم ، سنعطيهم الفرصة لأن يديروا أنفسهم و نركز على دورنا الحقيقي كمدراء .


فأنت تقوم بإدارة فريق من الموظفين ، ممن يتقاضون أجراً للقيام بهذه الوظيفة ، و لكن إذا كان الأمر بالنسبة لهم مجرد وظيفة ، فلن تحصل على أفضل آداء لديهم .


فإذا كانوا يأتون للعمل و هم ينظرون إلى ساعتي الحضور و الانصراف و يبذلون أقل جهد ممكن ليمر الوقت بين الساعتين ، فاعلم أن عملك قد حُكِم عليه بالفشل . و لكن إذا كانوا يأتون إلى العمل و هدفهم الاستمتاع بالعمل و بذل الجهد و الإحساس بروح التحدي و الإلهام و الاشتراك في العمل ، هنا تكون أمامك فرصة كبيرة للحصول على أفضل ما عندهم . و لكن المشكلة هي أن الإنتقال من الاجتهاد في العمل إلى روح الفريق الخارق هو أمرٌ يُعتمد عليه كليةً ، فأنت المنوط بتحفيزهم و قيادتهم و تشجيعهم و إشراكهم وجدانياً في العمل .


أنت نفسك تحب روح التحدي ، أليس كذلك ؟ و الخبر السعيد أن إشراك فريق العمل من الناحية الوجدانية هو أمر سهل . و كل ما تحتاج القيام به هو الإهتمام بما يقومون به . و هذا أمر هيّن أيضاً . يجب أن تشعرهم بأهمية ما يقومون به ، و مدى تأثيره على حياة الآخرين ، و كيف يوفر احتياجات بقية البشر ، و كيف يصلون إلى الناس من خلال ما يقومون به ، عليك أن تقنعهم _ و هذا أمر حقيقي بكل تاكيد _ أن ما يقومون به يُحدِث فارقاً ، حيث يُسهِم في خدمة المجتمع بشكلٍ ما ، و ليس فقط زيادة أموال صاحب العمل ، أو ضمان أن المدير التنفيذي يحصل على مرتب كبير .


نعم ، اعلم أن الأمر أكثر سهولة إذا أردت أن توضح قيمة الخدمة التي يقومون بها إذا كنت تدير فريقاً من المرضات و ليس فريقاً للدعاية و المبيعات ، و لكن إذا فكرت في الأمر فإنه يمكن أن تجد قيمة في أي دور تلعبه ، و عليك أن تثبت فيهم الشعور بالاعتزاز مهما كانت الوظيفة التي يقومون بها ، قد تسألني كيف ذلك ؟ حسناً ، إن أولئك الذين يروجون للدعاية يقومون بمساعدة الشركات الأخرى _ و بعضها شركات صغيرة _ في الوصول إلى السوق ، و يلفتون انتباه العملاء المحتملين إلى بضائع يتمنون شرائها منذ وقت طويل لحاجتهم الشديد إليها . و هم بعملهم هذا يحافظون على تداول الجريدة أو المجلة لاعتمادها على دخل الدعاية ، و تلك الجريدة تقدم معلومات و تبعث السرور في كل من يشتريها ( و إلا لما قاموا بشرائها ، أليس كذلك؟ ) .


اجعل فريقك يهتم بما يقدمه ، لأن اهتمامهم هذا ليس أمراً عسيراً . و هذه حقيقة مسلم بها ، فكل انسان يشعر في قرارة نفسه بأنه يريد أن يكون ذا قيمة ، و أن يكون فرداً نافعاً ، و على الرغم من قول المتهكمين بأن هذا هو مجرد هراء ، إلا أنه أمر حقيقي في قرارة نفس الجميع ، كل ما عليك عمله هو الوصول إلى أعماقهم و ستجد الإهتمام و المشاعر و الحب و الإحساس بالمسؤولية و الرغبة في الإنخراط في العمل . ساعدهم على إخراج كل هذه الأشياء ، وسوف يتبعونك للأبد دون حتى أن يدركوا سبب ذلك .


و لكن عليك أن تتأكد أن ليدك قناعة شخصية أولاً قبل أن تجرب ذلك على الفريق الذي يعمل معك . هل تعتقد أن ما تقوم به يحدث فارقاً إيجابياً ؟ إذا لم تكن متأكداً من ذلك فعليك أن تبحث في أعماق نفسك لتجد طريقة للإهتمام .