ومن بين الأسئلة الأخرى التي قد تثار من وقـت لآخـر حـولطبيعة الإدارة ذلك السؤال الخاص عما إذا كانت الإدارة مهنة، ويقصـدبالمهنية Profession في الإدارة هو أن تتم ممارستها كعمل فـي خدمـةالآخرين من خلال المعلومات والمعارف المنظمة والمتخصصة، ووجودطرق رسمية لاكتساب هذه المعلومات والمعارف، ووجود تنظيم معـينيمثل هذه المهنة ودليل لأخلاقياتها يوجه تصرفات ممارسيها.وفي الواقع، إن التطورات التي شهدتها الإدارة في الفترة الأخيرةساعدت على النظر إليها كمهنة، ولكن ممارستها لا تتطلـب ضـرورةالحصول على ترخيص معين، أو الحصول على شهادة علمية معينة مثلممارسة مهنة المحاماة أو الطلب.ويميل الاتجاه الحديث إلى النظر إلى الإدارة كمهنـة بـالمفهومالسابق وذلك بسبب النمو الكبير للمعرفة والمعلومات المنظمة والمنهجيةذات الطبيعة الإدارية، ووجود لغة ومصطلحات ومفاهيم إدارية مشتركة،وتزايد أهمية المهارات والقدرات الإدارية والخبرة في ممارسة العمـلالإداري، ووجود أخلاقيات تحكم الأداء الإداري، وإن كانت لم تقنن بعد،ولانتشار المؤسسات والمكاتب الاستشارية الإدارية، وتزايـد الجمعيـاتوالمنظمات الإدارية التي توفر القيادات الإدارية. وكنتيجة لما سبق فلقـدأصبح هناك الكثير من المديرين المهنيين المحترفين في الإدارة. ولكـنمازالت المهنية في الإدارة تختلف عن غيرها من حيث أنها لا تتوقـفعلى الحصول على تراخيص لمزاولتها أو ضرورة توافر شهادة معينة ،أو وجود قسم معين يلتزم به كل من يمارسها في الحياة العملية.